أعلنت مجموعة “إنرجيان” اليونانية للطاقة وهي شركة رئيسية في قطاع الهيدروكربونات، عن بيع أصولها في مصر وإيطاليا وكرواتيا بهدف التركيز الاستراتيجي على مشاريعها في إسرائيل والمغرب، وعلى وجه الخصوص حقل أنشوا للغاز الطبيعي قبالة سواحل العرائش.
وقامت إيرجيان أول يوم أمس (الخميس) بالإعلان عن توقيع اتفاقية لبيع محفظتها الاستثمارية في منطقة البحر الأبيض المتوسط لشركة كارليل العالمية لشركاء الطاقة، وهي صفقة قُدرت قيمتها ما بين 820 مليون دولار و 945 مليون دولار.
ويأتي هذا القرار ضمن استراتيجية إعادة التركيز التي ستمكن شركة إينرجيان، المدرجة في بورصتي لندن وتل أبيب، من تعزيز سيولتها المالية لتلبية التزاماتها المالية وزيادة استثماراتها في قطاع الغاز الطبيعي سريع النمو.
وبعد الانتهاء من هذه الصفقة، ستحتفظ إينرجيان بمجموعة استثمارية تركز بشكل كبير على الغاز الطبيعي، وستضم هذه المحفظة استثمارات رئيسية مثل حقل كاريش البحري الإسرائيلي، وحقل أنشوا البحري قبالة العرائش بالمغرب، ومرفق لالتقاط والعزل الكربوني في غرب اليونان.
وتوضح هذه الأصول الاستراتيجية تحول شركة إينرجيان إلى كيان أكثر تخصصًا قادرًا على تلبية الاحتياجات المتزايدة للمنطقة من الغاز الطبيعي.
وتعززت استراتيجية التحول هذه في أبريل الماضي، عندما قامت شركة شاريوت المحدودة بتوقيع اتفاقيات شراكة مع إينرجيان بعد الحصول على جميع الموافقات الحكومية والتنظيمية المطلوبة من المملكة المغربية.
وبموجب هذه الاتفاقيات، استحوذت إيرجيان على حصص بنسبة 45٪ و 37.5٪ على التوالي في تراخيص ليكسوس وريصانة البحرية، لتصبح المشغل الرئيسي لهذه التراخيص. وتحتفظ شركة شاريوت المحدودة بحصص بنسبة 30٪ و 37.5٪ على التوالي في هذه التراخيص، بينما يحتفظ المكتب الوطني للهيدروكربونات والمعادن (ONHYM) بحصة 25٪ في كل منها.
ويعكس تركيز إينرجيان الخاص على حقل أنشوا طموحًا واضحًا لتطوير استغلال الغاز قبالة السواحل المغربية، كما يمثل حقل أنشوا فرصة مهمة نظرًا لاحتياطياته الكبيرة من الغاز وقربه من أسواق الطاقة الرئيسية في أوروبا.
وفي إطار الشراكة، دفعت إينرجيان بالفعل مبلغًا مقدما قدره 10 مليون دولار لشركة شاريوت المحدودة، وهو استثمار يُظهر التزام الشركة اليونانية القوي بمشاريعها المغربية.
ويأتي توسع أنشطة إينرجيان في المغرب في ظل خلفية عالمية تتحرك فيها ديناميكيات الطاقة نحو زيادة خفض الكربون واعتماد أكبر على موارد الغاز، والهدف النهائي هو بناء محفظة قوية من الأصول القادرة على مواجهة تحديات الطاقة الحالية، مع تعظيم إنتاج الغاز الطبيعي الذي يُنظر إليه كمصدر طاقة انتقالي رئيسي نحو أنظمة طاقة أكثر استدامة.
تعليقات الزوار ( 0 )