Share
  • Link copied

علماء يؤيدون اعتراف واشنطن بالسيادة المغربية الكاملة على الصّحراء

في خطوة استراتيجية، قرّرت الولايات المتحدة بتاريخ الـ10 من دجنبر سنة 2020 الاعتراف بسيادة المغرب على الكاملة على أقاليمه الجنوبية، والمصادقة الكاملة على خطة الحكم الذاتي المغربية كحل قابل للتطبيق للصراع الذي استمر إلى أزيد من 46 عاما.

يُوضح ذلك تقرير أعدَّهُ فيرامالا أنجياه، الصحافي البارز في صحيفة “جاكرتا بوست” اليومية الإنجليزية المرموقة في إندونيسيا، ونشرته صحيفة “eurasiareview” الأمريكية، وفي مطلع تقريره يشير إلى أنّ نقابة المحامين في مدينة نيويورك، نظمت حدثًا افتراضيًا تحت عنوان “هل ينبغي للرئيس بايدن أن يؤيد قرار الرئيس السابق ترامب بالاعتراف بسيادة المغرب على الصحراء الغربية؟”.

علماء وخبراء يؤيدون قرار واشنطن الاعتراف بمغربية الصحراء

وأيّد العديد من كبار العلماء الأمريكيين بشدة قرار واشنطن 2020 بشأن الصحراء المغربية في البث الشبكي ليوم واحد يوم في الـ14 أبريل.

وفي حديثه في البث الشبكي، قال إليوت أبرامز، الزميل البارز في مجلس العلاقات الخارجية والمساعد السابق لوزيرة الخارجية، إن إدارة جو بايدن يجب أن تلتزم بقرار واشنطن الصادر في دجنبر 2020 لأن المغرب “حليف استراتيجي طويل الأمد ومخلص” من الولايات المتحدة.

وشدّد الصحافي فيرامالا أنجياه، على أن أبرامز على حق، حيث أن المغرب كان أول بلد في العالم يعترف باستقلال الولايات المتحدة في 20 دجنبر سنة 1777، كما أن الرباط أيضا حليف موثوق به من خارج الناتو للولايات المتحدة، ويتمتع كلا البلدين بعلاقات وثيقة لفترة طويلة.

وتاريخيًا، يضيف المصدر ذاته، كانت المملكة المغربية تسيطر على الصحراء قبل وقت طويل من بدء الاستعمار الإسباني، حيث كان زعماء القبائل الصحراوية يدينون بالولاء للحكام المغاربة، ثم سلمت إسبانيا إدارة الصحراء الغربية إلى المغرب وموريتانيا عام 1975 بموجب اتفاق مدريد.

ومنذ ذلك الحين، كان المغرب يسيطر على معظم أراضي الصحراء الغربية، باستثناء جزء صغير من الصحراء التي تخضع لسيطرة الجماعة المسلحة لجبهة البوليساريو الإنفصالية، وهي فصيل متمرد مدعوم بالكامل من قبل النظام الجزائري الذي يهيمن عليه الجيش.

وبمساعدة مالية وعسكرية من الجزائر، المنافس الإقليمي للمغرب، تقاتل البوليساريو من أجل دولة مستقلة في الصحراء الغربية، وتقوم البوليساريو بقمع اللاجئين الصحراويين بلا رحمة في مخيمات تندوف للاجئين في الجزائر لعدة عقود.

ووفقا لأبرامز، لم تكن هناك دولة مستقلة في الصحراء الغربية، وإذا تم إنشاء دولة مستقلة واحدة، فسيؤدي ذلك إلى زعزعة استقرار كل من المغرب وشمال إفريقيا، حيث أن جبهة البوليساريو ذات الميول اليسارية تعرف بمواقفها وسياساتها الديكتاتورية المناهضة للديمقراطية وحرية التعبير وحقوق الإنسان.

وقال أبرامز مؤخرًا في مقال نُشر على موقع الإلكتروني www.nationalreview.com. ” إن الصحراء الغربية لم تكن دولة مستقلة في التاريخ، موضحا أنه نظرا لمصالحها في المغرب والمنطقة، فإنه يتعين على الولايات المتحدة معارضة أي اعتداء على وحدة أراضي المغرب وسيادته.

وفي وجهة نظر مماثلة، قال متحدث آخر، يوجين كونتوروفيتش، أستاذ القانون في جامعة جورج ميسون، إن الولايات المتحدة يجب أن تواصل سياستها الحالية في الاعتراف بالسيادة المغربية على الصحراء، إذ أنه ليست هناك حاجة لإدارة بايدن بتغيير تأييد قرار ترامب ومواصلة الولايات المتحدة لنهج سياسة جديدة.

سياسة أمريكا متسقة مع القانون الدولي

وصرح كونتوروفيتش أن السياسة الأمريكية بشأن الصحراء المغربية “تظل متسقة مع القانون الدولي”، وهو ما أثبته العدد الكبير من الدول العربية والأفريقية التي فتحت مؤخرا قنصليات في الصحراء المغربية كدليل على الاعتراف الكامل بالمغرب بسيادته على الصحراء، كما أعلنت الولايات المتحدة بالفعل أنها ستفتح قنصليتها الخاصة في الداخلة.

ولفت الصحافي البارز في صحيفة “جاكرتا بوست” اليومية الإنجليزية المرموقة في إندونيسيا، إلى أن البث الشبكي حضره أيضا متحدثان مؤيدان للبوليساريو، ويتعلق الأمر بمستشار الأمن الأمريكي السابق المثير للجدل جون بولتون والدبلوماسي السابق كريستوفر روس، اللذين انتقدا السياسة الخارجية لبلدهما.

وأضاف، أن كل من أبرامز وكونتوروفيتش عارضا حجج بولتون وروس بطريقة مقنعة، كما يجب على المرء أن يتذكر أن مفتاح الصراع الغربي هو الجزائر، وليس البوليساريو، التي هي، حسب المغرب، مجرد دمية في أيدي السادة الجزائريين.

وبحسب أبرامز، فإن نزاع الصحراء الغربية كان سينتهي منذ وقت طويل، موضحا أنه “في غياب الدعم الجزائري الصارخ لجبهة البوليساريو، فإن هذا الصراع كان سينتهي منذ فترة طويلة في إطار خطة الحكم الذاتي المغربية”.

حرب الرمال وتصريحات بوقادوم

وكانت الجزائر قد طورت ضغينة ضد المغرب بعد حرب الرمال عام 1963، والتي عانت فيها الجزائر من هزيمة مذلة، ونتيجة لذلك، فإنها تريد تلقين المغرب درسًا من خلال إنشاء دويلة ودعم البوليساريو، والتي كانت السبب الرئيسي لمعاناة الآلاف من الشعب الصحراوي لأكثر من أربعة عقود.

وأشار فيرامالا أنجياه، إلى أن الجزائر تدعي الآن أنها لا تتحمل أية مسؤولية في معضلة الصحراء الغربية. وتقول إن المغرب وجبهة البوليساريو هما الطرفان الوحيدان القادران على حل النزاع الحالي، وهو ما أكده وزير الخارجية الجزائري صبري بوقادوم للصحفيين مؤخرا: “ما زلنا نقول إن المفاوضات المباشرة والجادة ضرورية بين طرفي النزاع المغرب وجبهة البوليساريو”.

وفي رده على تصريحات بوقادوم، قال وزير الخارجية المغربي ناصر بوريطة، إن الجزائر طرف رئيسي في نزاع الصحراء، الذي سينتهي عندما وفقط إذا تحملت الجزائر المسؤولية وشاركت بشكل كامل في المفاوضات التي تقودها الأمم المتحدة، وأن جبهة البوليساريو تخدم فقط مصالح سيدها الجزائر ولا تخدم أبدًا مصالح الشعب الصحراوي”.

وفي محاولة يائسة لإظهار أهميتها ووجودها، انسحبت جبهة البوليساريو، بناءً على توجيهات الجزائر، من وقف إطلاق النار عام 1991، وفي نونبر أعلنت الحرب على المغرب، ومع ذلك، قال المغرب مرارا وتكرارا إنه ملتزم تماما بالسلام ووقف إطلاق النار.

وفي نظر المغرب، يضيف المصدر ذاته، عانى الشعب الصحراوي من الويلات لأكثر من أربعة عقود بسبب الجزائر وجبهة البوليساريو، ولهذا عرض المغرب خطة الحكم الذاتي في عام 2006، وقد صيغت على أساس اتفاقية آتشيه للسلام لعام 2005 بين الحكومة الإندونيسية وحركة آتشيه الانفصالية المتمردة التي أنهت صراع أتشيه المستمر منذ عقود.

وأثناء إعلانها قرارها بالاعتراف بسيادة المغربية على كافة أراضيه الصحراوية، قالت الولايات المتحدة بوضوح في دجنبر إن الحكم الذاتي هو أفضل خيار لحل النزاع الدائر في الصحراء.

وقالت واشنطن في بيان لها في دجنبر 2020 إن “الولايات المتحدة تؤكد، كما ذكرت الإدارات السابقة، دعمها لاقتراح المغرب للحكم الذاتي باعتباره الأساس الوحيد لحل عادل ودائم للنزاع على أراضي الصحراء الغربية.

ولذلك، يضيف البيان، “اعتبارًا من اليوم، تعترف الولايات المتحدة بالسيادة المغربية على كامل أراضي الصحراء المغربية وتعيد تأكيد دعمها لاقتراح المغرب الجاد والموثوق والواقعي للحكم الذاتي باعتباره الأساس الوحيد لحل عادل ودائم للنزاع على أراضي الصحراء الغربية”.

العالم تغير.. والنظام الجزائري لم يتغير

وتعتقد الولايات المتحدة أن قيام دولة صحراوية مستقلة ليس خيارا واقعيا لحل النزاع، وأن الحكم الذاتي الحقيقي يظل تحت السيادة المغربية هو الحل الوحيد الممكن، كما نحث الطرفين على الانخراط في مناقشات دون تأخير، باستخدام خطة الحكم الذاتي المغربية كإطار وحيد للتفاوض كحل مقبول للطرفين”.

وخلص تقرير فيرامالا أنجياه، إلى أن جبهة البوليساريو فشلت ومعها الجزائر في إدراك أن العالم قد تغير ولن يدعم أحد جهودهما الحربية، حيث أثبتت التجارب السابقة عدم قدرة البوليساريو على كسب الحرب ضد المغرب، وأن السلام هو الخيار الوحيد وأفضل طريقة لتحقيقه هي من خلال خطة الحكم الذاتي المغربية.

Share
  • Link copied
المقال التالي