Share
  • Link copied

عكس الخطوة الانتقامية للجزائر.. يوم واصلت قطر ضخ الغاز للإمارات رغم الحصار

في سلوك أجمع خصوم المغرب قبل حلفائه على غايته الانتقامية الواضحة، من طرف نظام جزائري ذي لباس عسكري لم يجد حسب عدد من المحللين السياسيين غير لعب ورقة خاسرة أخرى، تمثلت في عدم تجديده لاتفاق خط أنبوب الغاز المغاربي-الأوروبي.

وقد اعتبر متتبعون للقرار أن الجزائر لم تنظر للقرار بعين الاقتصاد، ولم تُخضعه لحسابات الربح والخسارة، كما أوضحوا بأن اختيارها له ربما سيكون له انعكاس سلبي عليها أكثر وبكثير من انعكاسه السلبي على المغرب.

وفي واقعة مشابهة على مستوى الشكل ومختلفة تماما على مستوى المضمون، لم تنحُ قطر كالذي نحته الجزائر في مسألة الغاز، حين امتنعت عن وقف ضخ الغاز القطري لدولة الإمارات العربية المتحدة رغم الحصار الخانق الذي طُبق عليها منها ومن كل من السعودية والبحرين ومصر أواسط سنة 2017.

فواصلت قطر عملية الإمداد بالغاز بشكل طبيعي بالرغم من الأضرار الكبيرة التي لحقتها جراء تبعات الحصار المفروض، والتي أثرت عليها اقتصاديا واجتماعيا، من دون أن تتصيد الفرصة وتتجه لنهج سلوك انتقامي يضر بمصالح شعب صديق أكثر مما قد يضر بمصالح مسؤوليه.

وفي تصريح سابق، قال سعد شريدة الكعبي، الرئيس التنفيذي لشركة قطر للبترول آنذاك “إن بلاده لن تقطع الغاز عن الإمارات رغم قطع العلاقات الدبلوماسية بين الطرفين ووجود بند القوة القاهرة في العقد المبرم بين الطرفين”، وأضاف ” لا تزال الإمارات تتلقى الغاز القطري من دون انقطاع عبر خط أنابيب تحت سطح البحر، تديره شركة «دولفين للطاقة»، يمتد على مسافة 364 كيلومتراً من راس لفان في قطر إلى أبو ظبي في الإمارات، وما بعدها إلى عُمان.

ويحمل خط الأنابيب ذلك نحو ملياري قدم مكعب من الغاز يومياً، وأغلب تلك الكمية تلبي نحو 30 % من احتياجات الإمارات من الطاقة”.

الإمارات نفسها أيضا لم تتوقع هي لأخرى أي رد فعل انتقامي قطري، ولم تنتظر أن تقوم قطر بوقف ضخ الغاز نحو أراضيها، وهذا ما كان أكده وزير خارجيتها آنذاك أنور قرقاش، حين قال “إن تلك الالتزامات تجارية ذات أطر قانونية مناسبة، لا أعتقد أننا سنرى هذا النوع من الانتقام”.

وقد اعتبر المتتبعون لأزمة الحصار آنذاك أن الموقف القطري يدل على تغليب قطر لمصلحتها الوطنية وعدم سلوكها لفعل انتقامي قد يؤثر سلبا على اقتصادها ومصالحها الخارجية أيضا، بعكس الموقف الجزائري الحالي الذي أكد العديدون اعتباره موقفا خاطئا وتكريسا لعلاقات إقليمية جديدة قوامها خاسر-خاسر.

Share
  • Link copied
المقال التالي