شارك المقال
  • تم النسخ

عدنان، حسام، اسمهان وآخرون .. هكذا تحمون أطفالكم من الاغتصاب والقتل!

عدنان ليس آخر طفل مغربي سيتم اغتصابه وقتله والتخلص من جثته بطريقة مأساوية، كما أنه ليس الأول، فقد رسخت في أذهان المغاربة، طيلة السنوات الماضية قصص محزنة ومؤسفة عن جرائم اختطاف واغتصاب أطفال وتصفِيتهم دون أن يرِف لقاتليهم جفن.

بدءا من أشهَر قضية هزت أركان البلاد المعروفة بـ “سفاح تارودانت”، الذي أودى بحياة أزيد من 11 طفلا تتراوح أعمارهم ما بين 11 و16 سنة، والذي انكشفت فعلته الشنيعة صيف عام 2005، ثم حادث اغتصاب ومقتل الطفل خليل بوجطاطة البالغ 6 سنوات أحد أيام أكتوبر 2009  بالدار البيضاء.

اغتصاب الطفل حسام الريوي 13 سنة بالقنيطرة، بعد اختفائه أزيد من أسبوع عام 2013، تركت أثرا عميقا بالمجتمع المغربي، وفي شتنبر 2016 عُثِر على الطفل عمران البالغ من العمر 4 سنوات في وضعية صحية خطيرة بعد أن حاول المجرم دفنه حيا بمنطقة ليساسفة بالبيضاء.

في مارس 2018 عثر على جثة طفلة تدعى اسمهان عمرها 11 سنة ضواحي مراكش، بعد اختطافها أثناء عودتها من المدرسة، كما عثر على جثة الطفل رضى بمدينة مكناس بعدما تم اغتصابه وقتله على يد 3 أشخاص يوليوز 2019.

اللائحة لا زالت مفتوحة، وبازدياد أعداد الضحايا ممن قضوا بسبب جرائم البيدوفيليا، تزداد مخاوف الأسر على سلامة أطفالها، حيث تطفو إلى السطح تساؤلات من قبيل، كيف يمكن أن نحمي أطفالنا من الاختطافات والاعتداءات الجنسية.

تكوين الآباء لحماية الأبناء

“بما أن الآباء والمُدرِّسين هم من يستطيعون زرع مفاهيم الحماية لدى الأطفال، فهم بحاجة إلى التكوين لفهم طريقة وأساليب نقل هذه التوجيهات للصغار” يقول الطبيب النفسي أحمد الكرعاني لـ “بناصا”.

المتحدث، أكد على أهمية وضرورة فتح المغرب أوراشا كبرى لحماية الأطفال وتكوين أسرهم في هذا الصدد.

وأبرز الكرعاني أن علم الوقاية في الجانب النفسي أعطى نتائج إيجابية علاقة بوقاية المراهقين من الإدمان والعنف والسلوكيات العنيفة بالدول الأوروبية، متسائلا ” هل علمنا أطفالنا أن يقولوا لا لمن يؤذيهم ويقاوموه، وهل تلقوا تربية من طرف آبائهم لرفض التصرفات المسيئة ومحاولة الانفلات منها ومقاومتها ومن بينها الاعتداء الجنسي؟”.

هكذا تحمونهم

توجهت “بناصا” بالسؤال عن طرق الحماية وأساليب تحسيس الأطفال وتنبيههم لأي خطر يمكن أن يحدق بهم، للمرشدة النفسية أسماء الكونكي، والتي أوصت الآباء بداية بأن يعلموا أطفالهم أساسيات التربية الجنسية، والطريقة الصحيحة التي يجب الكلام بها مع الأطفال حول جسدهم.

ودعت الكونكي الآباء المغاربة، إلى تلقين أبنائهم والسماح لهم بقول “لا”، خاصة حين تكون مساحات الاقتراب مع شخص راشد مُريبة من قبيل لمس الجسد والقُبل والاحتكاك، وعدم قبول الهدايا والحلويات من أشخاص غرباء دون موافقة الأبوين، ذلك أن الإغراء بجميع أشكاله من استراتيجيات المعتدي.

“تكلموا مع أطفالكم حول أشخاص يمكن أن يكونوا مصدر ثقة ويُطلَب منهم المساعدة في حالة أحسوا بالخطر (الجدة، مركز الشرطة، مُدرس في المدرسة)، تقول المرشدة النفسية، متابعة أنه “من الجيد أن يحتفظ أو يحفظ الطفل رقما هاتفيا، يستطيع محادثة والديه في حال تعرضه لأي نوع من أنواع الخطر”.

أما في حال إحساسهم بالخطر، فيجب على الأطفال التوجه إلى مكان فيه تجمُّع متفادين البقاء وحيدين مع المشتبه فيه، مع تحذيرهم من التواجد أو التوجه إلى أماكن ممنوعة كالأماكن المهجورة والخالية أو عقار في طور البناء.

“ابنوا مع أطفالكم علاقات ثقة قوية، وأن يستطيعوا التعبير عن أمور تحدث معهم وأن يعبروا عن مخاوفهم بكل أريحية” تختم أسماء الكونكي كلامها لـ “بناصا”.

نظام إنذار إنقاذ الطفل

رئيسة منظمة “ما تقيش ولدي”، نجاة أنور، طالبت الحكومة المغربية عبر “بناصا”، إلى اعتماد نظام إنذار لإنقاذ الأطفال في حالة اختطاف كما هو المعمول به بالدول الأوروبية.

وقالت المتحدثة، إنه بمجرد الإعلان عن اختفاء أحد الأطفال، تتجند جميع وسائل الإعلام المرئية والمكتوبة والمسموعة تبحث عنه، وهي الخطوة التي تقوم بها وسائل التواصل الاجتماعي بالمغرب. 

وطالبت رئيسة منظمة “ما تقيش ولدي”، النيابة العامة باعتماد نظام الإنذار، حتى لا تتكرر مأساة الطفل عدنان.

شارك المقال
  • تم النسخ
المقال التالي