قال عبد الفتاح البلعمشي، أستاذ العلاقات الدولية والقانون الدولي بجامعة القاضي عياض بمراكش، على ضوء زيارة وفد من حركة حماس للرباط، إنّ” المغرب يدعم حل الدولتين بما يضمن للشعب الفلسطيني أن يكون له دولة عاصمتها القدس، لافتا إلى أن هذا الموقف رسمي مغربي ولكافة الدول العربية”.
ويرى البلعمشي، في قراءته لزيارة وفد قيادات وأعضاء المكتب السياسي لحركة حماس للمغرب، خلال الندوة التفاعلية عن بعد، التي نظمتها جريدة بناصا، يومه (الجمعة) حول موضوع “أبعاد ودلالات زيارة قادة حماس للمغرب”، أن “هناك شح للمعلومة ونقص في المعطيات التي أدت إلى ترتيب هذه الزيارة، وما مدى الاحتضان الموجود رسمياً فيما يتعلق بجولة قائد حركة حماس والوفد المرافق له”.
وأكد عبد الفتاح البلعمشي، أنّ “الطريقة التي استقبل بها حزب العدالة والتنمية في مشهد يزاوج بين شخصية سعد الدين العثماني كرئيس للحكومة وبين مرجعية الحزب، يطرح سؤالاً حول ما مدى أهمية هذا الاحتضان الذي لقيه إسماعيل هنية منذ أن وطأت قدمه المطار؟”.
وبحسب المتحدث ذاته، فإنّ “زيارة الوفد الحمساوي، ليس نقطة التماس الأولى مع السلطة المغربية، حيث أنه وقبل ثلاث سنوات كان هناك مستشفى ميداني عسكري في غزة، وكانت هناك زيارة لإسماعيل هنية نفسه وصور مع شخصيات عسكرية، لذلك، فإن خط التواصل بين المغرب رسمياً وبين حماس كان موجودا”.
وأضاف، أنّ “المغرب سمى هذا التواصل، أو استئناف العلاقات مع إسرائيل بأنها “إعادة الإتصال”، حيث لم يقم بهذه الخطوة في ولاية ترامب، بمعنى أن الانتخابات الرئاسية الأمريكية كانت قد انتهت، ولا يمكن أن يفسر أن إعادة الاتصال هو هدية للجمهوريين على حساب الديمقراطيين كما حصل مع السودان أو البحرين أو الإمارات العربية المتحدة”.
أما المسألة الثالثة، يضيف البلعمشي، “فهي مواكبة الديوان الملكي حسب البلاغين الصادرين، حيث كان هناك دائما إحاطة علما للقيادة الفلسطينية ممثلة في أبو مازن على الدور الذي يريد المغرب القيام به من خلال هذه التطورات الجيواستراتيجة التي تشكلت من خلال البيان الثلاثي المشترك والمرتبط بقضية الصّحراء المغربية”.
وأشار المصدر ذاته، إلى أنّ “حركة حماس هي رقم أساسي في المعادلة الفلسطينية، ولكي يقوم المغرب بدوره كما ينبغي، لابد أن تكون له علاقات طيبة مع كل الفاعلين والأطراف الدولية للقيام بهذا الدور المفترض في تقريب وجهات النظر”.
وأشار عبد الفتاح البلعمشي، أستاذ العلاقات الدولية والقانون الدولي بجامعة القاضي عياض بمراكش، إلى أن “هذا المشهد، يتميز بكثير من البراغماتية، وبكثير من الدبلوماسية، خصوصا أن خطاب إسماعيل هنية أثناء وصوله للمغرب، كان خطابا دبلوماسيا وليس فصائليا، ولا يعبر عن حماس، بل يتحدث عن كل فلسطين، وعن كل المغرب كداعم للقضية وللشعب الفلسطيني”.
يذكر، أنّ الندوة التي سيرها الإعلامي نور الدين لشهب، عرفت مشاركة كل من الكاتب الصحافي بلال التليدي، ومحمد الشرقاوي، أستاذ تسوية الصراعات الدولية وعضو لجنة خبراء الأمم المتحدة سابقا، بالإضافة إلى الدكتور محمد إبراهيم المدهون، رئيس مركز غزة للدراسات والاستراتيجيات، والوزير السابق والأكاديمي.
تعليقات الزوار ( 0 )