شارك المقال
  • تم النسخ

عامل بركان يثير الجدل بعد منعه التجمعات وتنظيمه لحفلٍ ضخم دون مراعاة التباعد

أثار عامل إقليم بركان، محمد علي حبوها، الجدل، بسبب ما وُصف بـ”العشوائية”، التي طبعت قراراته خلال الفترة الأخيرة، والتي خلفت استياءً واسعاً في صفوف المواطنين، ومعهم أرباب المقاهي، الذين وجدوا أنفسهم، من ضمن أكبر المتضررين من الإجراءات التي فرضتها العمالة.

وكان عامل الإقليم قد اتخذ مجموعةً من الإجراءات التي أثارت الاستغراب في الفترة الأخيرة، من بينها عدم إغلاق الساحات العمومية، ليلة نهائي كأس الكونفدرالية الإفريقية الذي فازت به نهضة بركان، بغيةَ منع التجمعات الجماهيرية.

وعقب فوز نهضة بركان على براميدز المصري، وتتويجه بلقب كأس الكونفدرالية، خرج المئات من ساكنة “عاصمة البرتقال”، إلى الساحات العمومية من أجل الاحتفال، مستغلين عدم إغلاقها، حيث تجمع عدد كبير منهم في ساحة “بايو”، إلى ساعات متأخر من الليل، دون أي منع.

وحاولت السلطات العمومية، منع الاحتفالات في الملتقى الطرقي بوسط المدينة “الليمونة”، غير أن الجماهير الغفيرة توجهت صوب الساحات العمومية من أجل إتمام احتفالاتها، والتي استمرت لساعات طويلة من الليل، وحتى قرابة فجر اليوم الموالي.

وبعدها، أقام عامل الإقليم، حفلاً، دعا فيه عدداً كبيرا من منخرطي وأعضاء وبعض الوجوه البارزة في المدينة، احتفالاً بفريق نهضة بركان، الذي حلّ بالمكان، مصحوباً بالكأس التي توج بها مؤخرا، قبل أن يخرج حبوها، مباشرة بعد انتهاء الحفل، بقرارٍ يقضي بمنع كافة أنواع التجمعات.

القرار الأخير، والذي جاء مباشرة، بعد قيام السلطات المحلية، بمنع أحد أرباب المقاهي، من إقامة حفلٍ على خلفية تتويج النهضة البركانية بكأس الكونفدرالية، نتج عنه، حجز مجموعة من الكراسي والطاولات، وهو ما أغاض، عدداً من المهنيين، خاصة أنه، ومباشرة بعده، أقام العامل احتفاله بالقطب الفلاحي بمداغ.

وفي هذا السياق، صرّح مصدرٌ عليم من جمعية أرباب المقاهي بمدينة بركان، بأن “عامل الإقليم يصدر قرارات عشوائية، فبعد أن تغاضى عن منع التجمعات وترك الساحات والحدائق العمومية مفتوحةً، في وجه الجماهير التي خرجت للاحتفال بفوز النهضة بكأس الكاف، منع احتفال أحد أرباب المقاهي بالفرق، ثم أعقبها بتنظيمه حفلاً باذخاً، لينهيها بإصدار قرار منع التجمعات”.

وأضاف المصدر، بأنه “جميل تطبيق القانون، ولكن لابد من تطبيقه على الجميع، ومنع التجمعات في الأماكن العمومية، مثل الساحات التي كان فترض بالعامل أن يغلقها بدل تركها مفتوحة في وجه الجماهير”، مرفاً: “إن كان الشارع العام قوة قاهرةً، لا يمكن إغلاقه، ولكن الساحات العمومية محدودة، ويمكن إغلاقها لتفادي ولوج الجماهير لها للاحتفال”.

وتابع المصدر السابق، بأن “العامل أقام حفلاً، ودعا إليه مجموعة من الأشخاص، دون أن يتم مراعاة الإجراءات الوقائية المعمول بها”، مشيراً في الوقت نفسه، إلى أن مدينة بركان، باتت موبوءة، وجهة الشرق تأتي ثانيةً في ترتيب الإصابات اليومية بعد الدار البيضاء، وهناك احتمال لأن يكون بعضٌ ممن حضروا مصابون بالفيروس التاجي”.

وعرج المتحدث نفسه، على الأمور غير المنطقية التي تقوم بها السلطات، حيث تفرض على أرباب المقاهي العمل بـ 50 في المائة من الطاقة الاستيعابية، مع إجبارهم على دفع 100 في المائة من الضرائب، ومن واجبات صندوق الضمان الاجتماعي للمستخدمين، مشدداً على أنه لابد من السماح للمقاهي بعرض المباريات مع التزامهم بنصف الطاقة الاستيعابية، لأنها موردهم الوحيد.

وأشار المصدر السابق، إلى أن المقاهي في بعض الأحيان، تكون في الصباح ممتلئةً أكثر من وقت عرض مباريات كرة القدم، وهذا أمر غير منطقي في تعامل السلطات مع الوضع، مسترسلاً بأن قرارات السلطة لابد من أن تكون في صالح الوطن، وفي صالح الفاعل الاقتصادي، لأن ما تقوم به الآن، لا يؤثر على صحة الناس، في ظل أن الأسواق مكتظة.

وتطرق المتحدث ذاته، إلى ما أسماه التصرف غير الأخلاقي من عامل الإقليم، الذي أقام احتفالاً باذخاً، على شرف فريق النهضة، مع علمه بأنه سيصدر قراراً بعدها بساعات، يمنع كافة أنواع التجمعات، منبهاً إلى أن هناك ما يسمى بـ”المسؤولية الأخلاقية قبل المسؤولية السياسية، ولابد للعامل أن يكون نموذجاً في الالتزام”.

وأكد مصدر مطّلع من مدينة بركان، بأن الحفل الذي أقامه عامل الإقليم على شرف فريق النهضة المتوج بكأس “الكاف”، والذي حضره العشرات، عرف تواجداً لبعض الأشخاص الذين تأكدت، بعدها بيوم واحد فقط، إصابتهم بفيروس كورونا، وهو ما يعني احتمال نقل العدوى لبقية الحضور.

المصدر ذاته، كشف لـ”بناصا”، بأن القرار العاملي المتعلق بمنع التجمعات وتشديد القيود بالإقليم، جراء ارتفاع إصابات كورونا، كان من المفترض أن يتم فرضه قبل حوالي أسبوع، وبالفعل، كتب وقتها، غير أن نية العامل، إرجاء إعلانه لغاية إقامة احتفال في حالة فوز بركان باللقب الإفريقي، دفعت لتأجيله.

وسبق للعامل، أيضا، أن استعرض خلال الحفل الذي أقامه بالقطب الفلاحي، بمداغ، خروج ساكنة بركان للاحتفال بتتويج فريقها، على شاشة العرض التي نقلت أبرز لقطات هذا الإنجاز، علماً أن ما قاموا به، يعد خرقاً للقانون، وهو بنفسه، رغم عدم إغلاقه للساحات العمومية، إلا أنه كان مسؤولا على تفريق الجماهير التي تجمعت في المدار الطرقي “الليمونة”، وسط المدينة.

شارك المقال
  • تم النسخ
المقال التالي