شارك المقال
  • تم النسخ

عائلات ضحايا إبراهيم غالي ينتفضون في جزر الكناري ضد القضاء الإسباني

تسبب استقبال زعيم جبهة البوليساريو، إبراهيم غالي، في إسبانيا بأزمة غير مسبوقة، عصفت بالعلاقات الدبلوماسية والسياسية بين الرباط ومدريد، كما أنّ عدم اتخاذ القاضي أي قرار احتياطي ضد إبراهيم غالي، ترك جرحا غائرا في نفوس الضحايا، وحلقات مؤلمة في التاريخ الحديث لجزر الكناري.

وكشفت منظمات غير حكومية إسبانيا، عن معاناة سنوات الرصاص والاختطاف والتعذيب والاختفاء والإصابات في أعالي البحار لأسر المتضررين الـ 274، بما لا يقل عن 300 جريمة إرهابية استهدفت أطر إسبانية كانت تعمل في فوسبوكراع وضد الصيادين الكناريين بين عامي 1973 و1986.

وانتفض عدد من الضحايا بعد أنْ أطلق القاضي سراح غالي دون تهمة، كما أنّ الشكاوي المقدمة بشأن الجرائم ضد الإنسانية والإبادة الجماعية في عام 2012 لم تؤخذ في الاعتبار حتى عندما تم استدعاء غالي للإدلاء بشهادته في فاتح يونيو.

وفي غضون ذلك، قامت “الجمعية الكنارية لضحايا الإرهاب” المعروفة اختصارا بـ (أكافيت) بمبادرة لتقديم شكوى في 23 ماي 2012 ضد غالي وأعضاء آخرين في جبهة البوليساريو، مرفقة بقائمة للأشخاص بجزر الكناري الذين تم قتلهم أو اختطافهم أو تعذيبهم بين عامي 1973 و 1986 بسبب الهجمات.

وأعربت رئيسة “أكافيت”، لوسيا خيمينيز، التي تأثرت بشكل مباشر لأن والدها كان ضحية لهجوم ترك عواقب وخيمة على بقية حياته، عن أسفها قائلة: “إنّ الشيء الأكثر إثارة للدهشة هو أن المحكمة الوطنية لم ترد على هذه الشكوى لمدة تسع سنوات، والتي طالها النسيان في مكان ما”.

وفي سنة 2018 أصرت الجمعية على ضرورة معرفة مصير ملف الضحايا، إلا أنهم لم يتلقوا أي جواب في الموضوع، وأردفت خيمينيز: “قدمنا ​​مؤخرًا طلبا إلى مكتب مساعدة ضحايا الإرهاب التابع للمحكمة الوطنية لمعرفة حالة الشكوى وتطورها، لكن لم يرد علينا أحد حتى الآن”.

وأشارت الجمعية، إلى أنّ جلسة الاستماع المسجلة في فاتح يونيو عبر تقنية الإتصال المرئي، لا علاقة لها بشكاوى أكافيت، إذ أن هذه شكاوى قدمتها جمعيات موالية للمغرب وشكاوى فردية للمتضررين من التعذيب المزعوم في الأراضي الصحراوية.

وشدّدت الجمعية، على أن القاضي تجاهل مطالب “أكافيت” ضد غالي وتركه يغادر إسبانيا، وكأن شيئًا لم يكن، مما ولد المزيد من الغضب والاستياء بين ضحايا جزر الكناري، الذين يشعرون بتخلي االأحزاب السياسية وجهاز العدل نفسه في إسبانيا عنهم.

وبحسب “أكافيت” فإنّ غالي كان العقل المدبر والآمر بقتل الضحايا بالمدافع والرشاشات والمسؤول المباشر عن الاغتيالات وعمليات الخطف الجماعية والإصابات الخطيرة وحالات الاختفاء للعمال والطواقم في أعالي البحار من جزر الكناري من عام 1973 حتى نهاية القرن الماضي.

وأوضحت الجمعية، أنّ البوليساريو شنت حرب عصابات ضد الجيش الإسباني في 9 ماي 1975، عندما انشق 52 جنديًا محليًا كانوا جزءًا من دوريتين للجيش Nomad Troops Group Spanish، وذهب معظمهم إلى البوليساريو لكنهم أسروا قيادتهم و 14 جنديًا إسبانيًا، مما أسفر عن مقتل خمسة عشر من ثلاث طلقات في الخلف تسمى “أنجيل ديل مورال”.

وبعد مغادرة إسبانيا للصّحراء مباشرة، كان لا يزال هناك عمال كناريون في مناجم الفوسفات في فوسبوكرا، وكان ذلك في يناير سنة 1976 عندما انفجرت قنبلة مزدوجة موضوعة بجوار الحزام الناقل عندما كانت السيارة التي يمر بها فرانسيسكو خيمينيز – والد لوسيا خيمينيز – متجهة إلى العيون.

وأصيب خيمينيز في 10 يناير 1976، مع ثلاثة من زملائه في العمل، ولم يكن الأمر كذلك بالنسبة للسائق، رايموندو بينالفير، الذي قُتل على الفور، بينما ترك الهجوم على فرانسيسكو خيمينيز، الذي توفي عام 2006، أعمى وأصم.

وفي 28 نونبر 1978، قام العديد من الإنفصاليين بتفجير قارب الصيد الكناري كروز ديل مار بالديناميت بعد مقتل سبعة من أفراد طاقمه المكون من عشرة أفراد، وتمكن الثلاثة الباقون من إنقاذ حياتهم بالقفز في البحر، وكان من بين القتلى القاصر سيباستيان كانيادا غارسيا (15 عامًا).

وفي عام 1978 تم اختطاف ثمانية صيادين من قارب الصيد كانسادو بالوماس لأكثر من ستة أشهر حتى دفع فدية، وفي 16 غشت، أصيب صاحب سفينة الصيد “تيلا باريلا كوربيلو” بشظايا، ووصل الوضع إلى درجة أن الحكومة الإسبانية برئاسة فيليب غونزاليس طردت قادة جبهة البوليساريو من إسبانيا عام 1985 بعد هجوم تعرض له قارب صيد وزورق دورية للبحرية الإسبانية أسفر عن مقتل جندي.

ووقعت أحداث أخرى في 22 شتنبر 1985، عندما تم إطلاق النار على زورق دورية البحرية الإسبانية “تاغوماغو” من قبل عصابة البوليساريو عندما ذهبت لإنقاذ سفينة الصيد “El Junquito” التي كانت البوليساريو قد اختطفتها، على بعد كيلومتر ونصف من الساحل.

وبالنسبة إلى لوسيا خيمينيز، فإن الجمعية التي تمثل ضحايا هذه الهجمات تستغرب من سماح مدريد لمجرم حرب بمغادرة ترابها دون محاكمة، حيث تمت معالجة غالي بالطب الإسباني “لأسباب إنسانية” بينما توجد عائلات إسبانية بلا أبوين أو أشقاء أو أطفال”.

وأشارت جمعية (أكافيت) إلى أنّ الأحداث المريرة التي تمت الإشارة إليها هي سبب إنشاء هذه الجمعية وأنها ستستمر في خلق المزيد من المبادرات، كما سوف تحتفظ باستراتيجيتها لحماية مصالحها، مؤكدة أنها تحتفظ بكل الإجراءات التي يمكن القيام بها.

شارك المقال
  • تم النسخ
المقال التالي