عادت البلاغات الليلية لحكومة العثماني لتربك المواطنين من جديد، بعدما قررت في ساعات متأخرة من ليلة أمس، اتخاذ مجموعة من التدابير لتطويق رقعة انتشار فيروس كورونا المستجد بتراب عمالة الدار البيضاء، الأمر الذي يُعيد السياسة التواصلية القائمة على البلاغات أصبحت محل نظر، لصدورها في آخر لحظة، أو خلال توقيت غير مناسب.
ووصف عدد كبير من المغاربة قرارات الحكومة المفاجئة في ساعات متأخرة من الليل “بالمفاجئة والعشوائية”، لما تتسبب فيه من حالة لبس وارتباك في صفوف عدد من تلاميذ المدينة وأوليائهم الذين لم يكونوا على علم بالقرارات الأخيرة لحكومة العثماني و التي أُعلن عنها في ساعات متأخرة من مساء أمس الأحد.
وحري بالبيان أن البلاغ آلية تواصلية لدى الحكومة، لكن ينبغي تفعيلها بالطريقة المثلى، حتى لا تتحول إلى عامل إرباك، وهو ما يؤدي إلى الفوضى العارمة، فيمكن القول بكل موضوعية أن الحكومة الحالية هي المسؤولة الوحيدة عن حالة الحيرة والاضطراب وعدم الإحساس بالأمان الذي يشعر به المغاربة في ظل الجائحة.
ويرجع سبب ذلك إلى سبب واضح هو سياسة الصمت والتعتيم والتناقض في اتخاذ القرارات والعدول عنها دون تفسير أو توضيح، ما يضيع على الحكومة كل المجهودات التي قامت أوتقوم بها. ما من شأنه قطع حبل التواصل بينها وبين المغاربة، وبالرغم من إمكانية أن تكون قراراتها لصالح المواطن ، فان غياب مبرراتها وشرح خلفياتها ينتج نوعا من عدم الثقة من الصعب جدا الرجوع إليها بعد هدمها.
وتحتاج “سياسة البلاغات”، لخطاب سياسي واضح، وتفسير للقرارات تقربا من المواطن، وليس عكس ذلك الذي يؤدي إلى توليد تمرد متوقع لدى المغاربة على السلطات في أحيان كثيرة.
وجدير بالذكر أن قررت الحكومة، ابتداء من يوم غدا الاثنين على الساعة الثانية عشر زوالا، اتخاذ مجموعة من التدابير لتطويق رقعة انتشار فيروس كورونا المستجد بتراب عمالة الدارالبيضاء، وذلك وفق عدد من المحددات.
وتتمثل تلك المحددات، إغلاق جميع منافذ عمالة الدارالبيضاء، وإخضاع التنقل من وإليها لرخصة استثنائية للتنقل مسلمة من طرف السلطات المحلية، وإغلاق جميع المؤسسات التعليمية، من ابتدائي وإعدادي وثانوي وجامعي، واعتماد صيغة التعليم عن بعد، ابتداء من يوم الاثنين 7 شتنبر الجاري، وإغلاق أسواق القرب على الساعة الثالثة زولا.
كما تهم إغلاق المقاهي والمحلات التجارية على الساعة الثامنة مساء، والمطاعم على الساعة التاسعة ليلا، وإقرار حظر التنقل الليلي بجميع أرجاء تراب العمالة، من الساعة العاشرة ليلا إلى الساعة الخامسة صباحا، مع السماح بالتنقل للأطر الصحية والأمنية، والعاملين بالقطاعات الحيوية والحساسة، وقطاع نقل السلع والبضائع، شريطة توفرهم على ما يثبت عملهم الليلي.
وسيستمر العمل بهذه التدابير طيلة أربعة عشر يوما المقبلة، مع إخضاع الوضعية الوبائية بالمدينة لتقييم دقيق ومستمر لاتخاذ القرار المناسب بشأنها.
تعليقات الزوار ( 0 )