قالت مجلة “جون أفريك” إنه في حين أن العلاقات بين الرباط ومدريد أصبحت أوثق من أيّ وقت مضى، فإن صادرات الفواكه والخضروات المغربية تتعرض لهجوم منتظم من قبل المزارعين الأيبيريين، وهي قضية تأخذ طابعًا ديبلوماسيًا.
وأشارت الصحيفة الفرنسية في تقرير لها تحت وسم “بين المغرب وإسبانيا فراولة الخلاف”، إلى التحذيرات التي أطلقها “نظام الإنذار السريع للأعلاف والأغذية الأوروبي” بشأن الفراولة المستوردة من المغرب، حول مزاعم احتوائها على فيروس الالتهاب الكبدي (أ)، واصفاً الأمر بـ “الخطر الجدي” على الصحة العامة.
وفور إطلاق الإنذار، فتحت السلطات الصحية المغربية، التي تعد من بين أكبر 5 مصدرين للفراولة في العالم، تحقيقاً. النتيجة: التحليلات التي أجريت تستبعد أي وجود لفيروس التهاب الكبد الوبائي (أ) سواء في المزارع أو وحدات التعبئة والتغليف أو في المياه الجوفية”، حسبما أفاد المكتب الوطني لسلامة الأغذية (ONSSA) في بلاغ له.
ومع ذلك- توضح “جون أفريك”- لم ينته الجدل، حيث ما يزال الموضوع يتابع إلى حد كبير من قبل الصحافة الإسبانية. بعد أيام من إطلاق التنبيه، لدرجة أن وزارة الفلاحة المغربية اضطرت إلى الخروج عن صمتها رداً على “الشائعات المتداولة في بعض وسائل الإعلام وشبكات التواصل الاجتماعي”، وذلك رغم النفي والتوضيحات الصادرة عن المكتب الوطني للأمن الصحي للمواد الغذائية (ONSSA).
وأوضحت المجلة أن هذا الحادث إذا كان قد وقع وسط مواجهة بين المنتجين المغاربة وجيرانهم الإسبان، فقد ارتفع التوتر مؤخراً، عندما تم استهداف عدة شحنات مغربية من الفواكه والخضروات من قبل مزارعين إسبان، غاضبين من هذا الأمر الذي يعتبرونه “منافسة غير عادلة”. وهو انتقاد رفضه الاتحاد المغربي للفلاحة والتنمية القروية، الذي أكد في بلاغ أن كافة المنتوجات المغربية تخضع للمراقبة من قبل السلطات المغربية والأوروبية قبل دخولها إلى أسواقها.
تبادل حرّ
وفي مواجهة هذه الهجمات “المتكررة” ضد منتجات المغرب المتجهة إلى الاتحاد الأوروبي، قررت المنظمة، نهاية فبراير، الردّ من خلال رفع القضية أمام المحاكم الإسبانية. وقررت البلاد أيضًا تعبئة “قنواتها الديبلوماسية من أجل حماية وصول المنتجات الزراعية المغربية إلى الاتحاد الأوروبي”، حسبما أكد المتحدث باسم الحكومة .
فالمغرب، ثالث أكبر مصدر للطماطم في العالم، هو أيضاً في قلب جدل كبير في فرنسا.. حيث إنه بينما كانت حركة المزارعين على قدم وساق في فبراير، نددت الجمعية الوطنية لمنتجي “الطماطم والخيار من فرنسا” أيضاً بـ “المنافسة غير العادلة” من المنتجين المغاربة، الذين “تمكّنوا من عرضها على الأكشاك الفرنسية بأسعار لا تقبل المنافسة”.
وخلال استقبال نظيره الفرنسي ستيفان سيجورنيه، في 26 فبراير الماضي، عاد وزير الخارجية المغربي ناصر بوريطة إلى الموضوع دون أن يذكر هذه الأحداث بالاسم. وقال: “إن التجارة الحرة، مثل اتفاقية الشراكة، كانت مبادرة أوروبية […]. ولدى الاتحاد الأوروبي فائض قدره 10 مليارات يورو مع المغرب.
وأضاف، أنه يتعيّن علينا أن نتذكر هذه الأرقام لنقول إن التجارة الحرة لا يمكن أن تكون انتقائية. واليوم، يُقدم لنا الاتحاد الأوروبي وكأنه نوع من الغربال الذي يمرّ عبْره كل شيء دون مشاكل”.
وأوضح رئيس الديبلوماسية المغربية، مستنكراً “الهجمات” على المنتوجات القادمة من الجنوب.
(القدس العربي)
تعليقات الزوار ( 0 )