قالت صحيفة “لوبوان” الفرنسية في تقرير حديث لها، إن النظام الجزائري لا يمتلك حتى الوسائل لتنفيذ تهديداته أو الضغط على باريس بعد أن اعترفت الحكومة الفرنسية بمخطط المغرب للحكم الذاتي كأساس وحيد لحل النزاع في الصحراء المغربية، حسبما أعلنت وزارة الشؤون الخارجية الجزائرية قبل أسبوع.
وعندما أعلنت فرنسا عن موقفها الداعم للمغرب بشأن الصحراء، توقع الكثيرون اندلاع أزمة دبلوماسية حادة بين الجزائر وباريس، وشهدنا بالفعل سحب الجزائر لسفيرها من باريس كخطوة أولية، إلا أن الأيام التي تلت ذلك كشفت عن صورة مختلفة تمامًا، حيث بدت الجزائر مترددة في اتخاذ إجراءات تصعيدية أكبر.
واستنادا إلى المصادر ذاتها، فبدلاً من الشاهد على سلسلة من الإجراءات الانتقامية التي كانت متوقعة، شهدنا تبادلًا للتصريحات الحادة والمواقف المتشددة، لكن دون ترجمة فعلية لهذه التصريحات على أرض الواقع. فما الذي يفسر هذا التراجع في حدة التوتر بين البلدين؟
وبحسب الصحيفة الفرنسية، فإنه وعلى الرغم من الخلافات السياسية، فإن العلاقات الاقتصادية والتجارية بين البلدين عميقة ومتشابكة، وأن أي تصعيد كبير في التوتر قد يؤثر سلبًا على مصالح الطرفين.
وتواجه الجزائر تحديات داخلية كبيرة، مثل الأزمة الاقتصادية والاجتماعية، مما يشتت انتباهها عن القضايا الخارجية، وقد تكون الجزائر حريصة على عدم إغلاق باب الحوار مع فرنسا تمامًا، خاصة في ظل التطورات الإقليمية والدولية.
ويرى تقرير الصحيفة، أن هذا التطور قد يؤدي إلى تهدئة الأوضاع بين البلدين، وتجنب حدوث أزمة دبلوماسية مفتوحة، كما قد تسعى الجزائر إلى تعزيز علاقاتها مع دول أخرى في المنطقة والعالم، كبديل عن الاعتماد على فرنسا.
ومن المتوقع أن يستمر تبادل التصريحات الحادة والمواقف المتشددة على المستوى الإعلامي والسياسي، حيث إن التطور الأخير في العلاقات الجزائرية الفرنسية يطرح العديد من التساؤلات حول طبيعة العلاقة بين البلدين في المستقبل.
فهل ستتمكن الجزائر من تحقيق أهدافها في قضية الصحراء المغربية دون الدخول في مواجهة مفتوحة مع فرنسا؟ وكيف ستؤثر هذه الأزمة على العلاقات بين البلدين في المجالات الاقتصادية والثقافية؟.
تعليقات الزوار ( 0 )