قال الصحفي والمحلل السياسي الإسباني إنريك جوليانا، إن خطاب الملك محمد السادس، بمناسبة ذكرى ثورة الملك والشعب، تصالحي بنبرة تحذّر من “اللعب مع المغرب”، معتبراً بأن الرباط تملك أوراق ضغط مهمة على الجارة الشمالية، وهو ما اتضح جليا في كلام العاهل المغربي، حين اقترنت كلماته الطيبة بالتحذير.
وأضاف إنريك، في مقال تحليلي له نشرته حريدة “لافانغوارديا”، أن حكومة سانشيز، تحث على الهدوء مع المغرب، لتكرس الانتعاش الاقتصادي، متابعاً أن الرباط تملك أوراقا جيدة للغاية، وهو ما اتضح في خطاب الملك، حيث اقترنت كلماته الطيبة، بالتحذير من عدم اللعب مع المغرب”، مستبعداً في السياق نفسه، أن تزيد الرباط من توزير علاقاتها مع الاتحاد الأوروبي.
وأوضح الصحفي ذاته، أن بيدرو سانشيز رئيس الحكومة الإسبانية، سلّم رأس وزيرة خارجيته أرانشا غونزاليس لايا، إلى الملك محمد السادس، في سبيل التوصل إلى سلام مع الرباط، بعد الأزمة الدبلوماسية غير المسبوقة، الناجمة عن قرار استضافة رئيس جبهة البوليساريو الانفصالية، إبراهيم غالي، سرّاً، وبهوية مزورة، قادماً على متن طائرة رئاسية جزائرية.
وأردف أنه بعد 40 يوماً من تنحية أرانشا، أقرّ خطاب الملك محمد السادس، الذي ألقاه مساء الجمعة بمناسبة الذكرى الـ 48 لثورة الملك والشعب، بتجاوز الأزمة الحادة، حيث قال: “بكل صدق وثقة نطمح لمواصلة العمل مع حكومة إسبانيا ومع رئيسيها، سعادة السيد بيدرو سانشيز، لافتتاح مرحلة جديدة غير مسبوقة في العلاقات بين البلدين”.
وتابع المحلل ذاته، أن سانشيز شكر الملك على كلماته أمس، وكرّر رغبة حكومته في بناء علاقة مع المغرب على “أسس أكثر صلابة”، منبها إلى أن الخطوات التالية من أجل تجاوز الأزمة بالكامل، تركت للسلك الدبلوماسي المعني، مسترسلاً أنه لا يمكن استبعاد زيارة وزير الخارجية الجديد، خوسيه مانويل ألباريس إلى الرباط، ويمكن توقع عودة سفيرة المغرب كريمة بنيعيش لمدريد في القريب العاجل.
وزاد إنريك، أن قصر مونكلوا بمدريد، كان ينتظر الإشارة الودية منذ أسابيع، وقد ظهرت في خطاب الملك الأخير، بعدما غابت الإشارة لإسبانيا في خطاب عيد العرش، في الـ 31 من يوليوز الماضي، وهو ما جعل حكومة مدريد ترى فيه، تخفيفاً للتوتر، سيما بعد موازاته بتكثيف مراقبة الحدود لسياح مليلية المحتلة، وقبول عودة عدد مهم من القاصرين.
ولم يفوت المحلل ذاته، التطرق إلى ما رجحته مصادر “لافانغوارديا”، بخصوص أن إدارة جو بايدن، الرئيس الحالي للولايات المتحدة الأمريكية، لن تتراجع عن الاعتراف بمغربية الصحراء، وستعمل على تأييد مقترح الحكم الذاتي كحل واقعي للأزمة، إلى جانب دعوتها لتعيين مبعوث خاص جديد للأمين العام للأمم المتحدة بالمنطقة.
وأكد الصحفي ذاته، أن الولايات المتحدة الأمريكية لا تريد توترات مع المغرب، الذي يعتبر أحد أفضل حلفائها في العالم الإسلامي، وهو محور بالغ الأهمية في إفريقيا للتعامل مع توسع النفوذ الصيني في القارة، متابعاً أن “الدراما الأفغانية لن تؤدي إلا إلى تعزيز إطار الصداقة هذا، كما أن إسبانيا تحتاج بشكل موضوعي إلى علاقات جيدة مع المغرب”.
تعليقات الزوار ( 0 )