Share
  • Link copied

شواطئ إقليم شفشاون .. بين تداعيات “كورونا” وإكراهات البنية التحتية

ما فتئت شواطئ إقليم شفشاون، تلفت النظر بسبب جمالها الأخاذ، الجامع بين الجبال الريفية الشاهقة، والبحر الأزرق الصافي، والمناطق الخضراء الواسعة في القرى المتاخمة لأبرز شواطئها الممتدة من قرية “قاع إسراس” مرورا بدائرة الجبهة حتى تصل إلى حدود إقليم الحسيمة.

بيد أن هذه القرى الجبلية المطلة على البحر الأبيض المتوسط، عانت هذا الموسم من شح الواردات التي تصاحب فصل الصيف، بسبب تداعيات أزمة جائحة كورونا، وإكراهات البنية التحتية الضعيفة في أحيان عدة، والمنعدمة في أحوال كثيرة.

وصاحب هذا الموسم الصيفي مد وجزر من الناحية السياحية في شواطئ الإقليم، تبعا للحالة الوبائية التي عرفتها مدن تطوان وطنجة وفاس، الذين تعتبر ساكنتهم المورد الرئيسي لتلك القرى، والمساندين الاقتصاديين لانتعاش السياحة هناك.

فقبل أن ينتعش القطاع السياحي في هذه الشواطئ ما بعد فترة عيد الأضحى المنصرم، كان شهر يوليوز “قاحلا” حسب وصف “محمد” مسير لمجموعة من الشقق المعدة للكراء في فصل الصيف بمركز أمتار الشاطئي قرب مدينة الجبهة.

وقال محمد في تصريحات لـ”بناصا”، “إن الشهر الماضي مر على أصحاب المشاريع الصغرى والمحلات التجارية والمقاهي والمطاعم، سلبيا إلى أقصى حد، بسبب قلة الزائرين من جهة بسبب تداعيات الفيروس، وبسبب الإصلاح” الصيفي” التي يعرفه المركز من جهة أخرى، متسائلا “لماذا انتظرت المقاولة والسلطات حتي فصل الصيف لتقوم بإنشاء وديان الصرف الصحي مع أنه الموسم الذي يعرف وصول زوار البحر” وأضاف بهذا الصدد” لقد عانينا ونعاني إلى حد الآن من انقطاع متكرر للمياه، يسبب لنا حرجا كبيرا مع المكترين، مما يضطرهم في أحيان عديدة إلى عدم إكمالهم فترة الكراء والرحيل إلى شاطئ آخر، مما يكبدنا خسائر كبيرة” يضيف محمد.

وفي مدينة الجبهة المعروفة بشواطئها السحرية، يظهر جليا للقادم لها، التأثيرات الفورية لجائحة كورونا على الحركة الاقتصادية بالمدينة، مطاعم شبه خالية، سماسرة ينادون المار بها وبأيديهم مفاتيح لشقق صيفية، بأبخس الأثمان لكن دون مجيب، أما أصحاب القوارب السياحية التي توصل إلى شواطئ “مرس الدار” “مونيكا” و”الحواض” السحرية، فيلتقون بك عند مدخل المدينة عله يحظى بيوميته إذا كنت من بين من يريدون زيارة تلك الشواطئ.

لكن هذه الصورة القاتمة والسوداء، خفض انتعاش طفيف جاء بعد عطلة عيد الأضحى والأعياد الوطنية من حدة سوادها، لتبدأ الحركة الاقتصادية تنتعش نوعا ما، ولاحظ سكان تلك القرى ازدهار لا بأس به، خفف من وطأة الأزمة المالية التي تأثروا بها بشكل كبير بسبب أزمة كورونا والارتفاع المتجذر في منسوب البطالة في المنطقة.

جدير بالذكر أن هذه القرى الشاطئية عرفت إصلاحات في بنيتها التحتية خلال السنوات الثلاثة الماضية، شملت معالجة مياه الصرف الصحي ومياه الأمطار، فضلا عن مشاريع اجتماعية وتنموية أخرى همت قطاع التعليم والصحة والشباب.

Share
  • Link copied
المقال التالي