Share
  • Link copied

شركات النسيج والحلويات: هكذا ترفع المرأة المغربية التحدي للخروج من الفقر

ما يزال الفقر يجني على آلاف النساء حول العالم، اللواتي لا يملكن الموارد ولا الفرص لتكوين حياة مستقلة. الزواج المبكر، أو العنف الجنسي، أو عدم الحصول على التعليم، هي بعض العوامل التي تزيد من خطر الاستبعاد الاجتماعي. لمكافحة هذا الوضع، تعمل منظمة “كوديبسا”، غير الحكومية، لسنوات في عدة بلدان، من أجل مساعدة النساء على بدء أعمالهن التجارية الخاصة، حتى يكتسبن الثقة ويصبحن مستقلات ماديا.

المغرب واحد من البلدان التي تشتغل فيها المنظمة المذكورة، الذي وعلى الرغم من أنه عرف تطورا اقتصاديا مهما في السنوات الماضية، إلا أن ما يقارب 5 في المائة من السكان معرضون لخطر الفقر، وفقا لأحدث البيانات الصادرة عن البنك الدولي، ومن ضمن الفئات الأكثر عرضة للخطر، الأشخاص من المناطق الريفية والنساء.

وسلطت جريدة “إل إسبانيول”، الضوء على اشتغال هذه المنظمة في المغرب، حيث قالت، إنها، ساهمت، منذ دخولها إلى البلاد في سنة 1996، في تمكين عشرات النساء من بدء أعمال تجارية من خلال التعاونيات مع نتائج إيجابية للغاية.

نسيج دوار تنافلت

وأوضحت أن إحدى هذه المبادرات، تقع في دوار تنافلت، وهي شركة نسيج صغيرة تأسست قبل 13 عاما، وتقع في إقيم شفشاون، وهي مكرسة لصناعة النسيج، ومن بينها المرايل المغربية التقليدية، إلى جانب ذلك، تحتفل التعاونية هذا العام، باعتراف السلطات الرسمي بمآزرها كمنتج مغربي نموذجي “Mendiles del Norte”.

وقالت سعيدة الشولي، رئيسة الجمعية التعاونية، في تصريحات أوردتها “إل إسبانيول”: “لقد سمح لنا تعلم هذه المهنة بالخروج من روتيننا، وأن نكون قدوة للنساء الأخريات من القرى المجاورة والتعرف على مدن أخرى، وذلك بفضل مشاركتنا في المعارض لعرض منتجاتنا. الآن نحن 34 امرأة في التعاونية، لدينا نشاط يدر دخلاً لنا ولأسرتنا”.

ومثل العديد من النساء الأخريات، تضيف الجريدة، اضطرت شولي إلى ترك المدرسة في سن الـ 11، من أجل مساعدة أسرتها، “قرروا إخراجي من المدرسة حتى أتمكن من مساعدة والدتي: إحضار الماء من بئر بعيد إلى القرية، وجمع الحطب من الغابة، والاعتناء بالماشية.. هذه مهام يقوم بها أطفال الدوار، كما كا علي أن أعتني بإخوتي الصغار”، وفق قولها.

بفضل هذه المبادرة، يتابع المصدر، تمكنت النساء من التدريب والحصول على مهنة، وبالتحالف مع إحدى الجمعيات المحلية، قامت “كوديبسا” ببناء مركز للنساء وتجهيزه بالآلات، ثم توفير التدريب على الخياطة، كما تم إنشاء مدرسة تمهيدية للسماح للأمهات بحضور ورشة العمل، إضافة لتقديم دورات محو الأمية”.

كودبسا

بعد هذه السنوات من العمل الشاق، نمت التعاونية في أكتوبر من 2020، بعدما دخلت في برنامج لتعزيز التنمية الاجتماعية لمؤسسة “بانكو سانتاندر”، مع المزيد من التدريب والتكوين، اكتسب عمال الدوار، المزيد من المهارات التنظيمية والفطنة التجارية، ما سمح لهم بتنويع منتجاتهم وزيادة الإنتاج، رغم الأزمة الاقتصادية الحالية الناجمة عن فيروس كورونا.

مطعم-كافيه ملتقى رياحين

مشروع آخر ناجح أوردته الجريدة، وهو كافيتيريا ملتقى رياحين الواقعة في تطوان، التي نشأت بعد أن تلقت عدة نساء تدريبا في محل الحلويات من جمعية الأمل، بعضهن أرامل وبعضهن ابتعدن عن أزواجهن هربا من العنف، وأخريات جئن رفقة أسرهن من دواويرهن الأصلية، من أجل الحصول على عمل يمكنهم من خلاله إعالة أسرهن وأبنائهن.

“عمري 27 سنة، ولم أذهب إلى المدرسة من قبل. لقد وفر زوجي بعض المال واستأجر منزلأً صغيرا في مدينة تطوان، لذلك غادرنا دوارنا الذي يبعد أكثر من 125 كيلومترا. عندما انتقلت إلى هذه المدينة الكبيرة، لاحظت أن كل شيء مكلف للغاية، وكان علي البحث عن نشاط لكسب المال، وأكون قادرة على رعايني عائلتي الصغيرة، تقول رقية الإدريسي، وهي عاملة مخبزة.

وتابعت رقية، “نصحتني جارتي بالتسجيل في جمعية الأمل لتلقي دروس محو الأمية وتعلم صناعة الحلويات. الآن، تمكنت من إحضار أختي، حتى تتلقى نفس التدريب مثلي”.

على الرغم من تدريبها، لم تتمكن رقية وزميلاتها الأخريات، مثل هناء العود، أو رحيمو الحايك، من العثور على عمل، فقررن توفير المال وإنشاء كافيتيريا خاصة بهن: ملتقى رياحين، مسترسلةً، نقلا عن عواطف بوزكري، إحدى العمال في المشروع المذكور: “بعد فترة وجيزة من تشغيل الكافيتيريا، بدأنا أيضا في تلقي الطلبات والعمولات. الآن لدينا ايضا خدمة تقديم الطعام، لقد وظفونا بالفعل”.

لقد حظيت الكافيتيريا، بشعبية كبيرة، لدرجة أن نساء ملتقى رياحين، في نوفمبر الماضي، كن حاضرات في معرض تذوق الطعام الدولي لتلاميذ إسكوفيرين المشهورين، الذي أقيم في فندق هلتون في طنجة، محاطات بالطهاة والخبراء من جميع أنحاء العالم، وكبار ممثلي المجتمع المغربي والفرنسي، حيث أظهرن إلى أي مدى يمكن أن يذهب العمل والقليل من المساعدة.

Share
  • Link copied
المقال التالي