عقب التداعيات السلبية التي تسبب فيها فيروس كرونا المستجد، والتي انعكست على الوضع المادي لشريحة واسعة من المواطنين المغاربة، اضطر كثير منهم، للبحث عن بدائل سريعة، لتوفير لقمة العيش، حيث اختار البعض التوجه للبحث عن أعمال مؤقتة، فيما فضل آخرون إيجاد سبيل للهجرة صوب الضفة الأوروبية.
وفي ظل هذا الوضع، زادت العديد من الشبكات الإجرامية المتخصصة في النصب والاحتيال من وتيرة أعمالها، ووسعتها، لتشمل مختلف جهات المملكة، حيث لعبت على وتر غياب الدخل والأزمة المالية التي أسفر عنها تفشي كورونا، والإجراءات التي فرضتها الحكومة لمواجهته، لتنجح في خداع العشرات من الأشخاص.
وشهد إقليم الناظور، قبل يومين، تعرض 45 شخصا، للنصب والاحتيال، بعدما تم إيهامهم بالهجرة إلى أوروبا، مقابل مبلغ مالي يصل لـ 15 ألف درهم للشخص الواحد، إبحاراً من شاطئ قريب من قرية أركمان، قبل أن يتفاجأوا بأنهم ضحية علمية نصب واحتيال، فقدوا خلالها أموالاً استغرقوا فترة طويلة لتوفيرها.
وفي هذا السياق أيضا، توصلت جريدة “بناصا”، بمعطيات عن عملية احتيال جديدة، تعرض لها 4 أشخاص ينحدرون من مدينة الرشيدية، في مدينة طنجة، بعدما تم إيهامهم بالهجرة صوب الضفة الأخرى بطريقة آمنة ومضمونة، قبل أن يتعرضوا لعميلة سطو مسلح، شارك فيها منظمو “الهجرة الوهمية”.
وتعود تفاصيل الواقعة، حسب مصدر مطلع لـ”بناصا”، إلى محاولة 4 مواطنين من عائلة واحدة، يقطنون بمدينة الراشيدية بالجنوب الشرقي للمملكة، الهجرة صوب أوروبا، حيث ربطهم أحد الأقرباء، بأشخاص قال إنهم “ثقة وطريقتهم مضمونة”، حيث سيعملون على نقل المرشحين للهجرة، إلى القارة العجوز على متن “يخت”، مقابل 10 ملايين.
وتابع المصدر السابق، بأن الشخص الذي ربطوا الاتصال به، على أساس أنه المسؤول عن العملية، يدعى “الحاج”، وتواصل معهم عن طريق الهاتف، حيث اتفقوا على طريقة الهجرة، ومكان الالتقاء، الذي حدد بمدينة طنجة، غير أن الشخص غاب لفترة، ولم بعد يجيب عن الهاتف، قبل أن يعود للاتصال بهم بعد بضعة أيام، ويطلب منهم القدوم لـ”عروس الشمال”، استعداداً لـ”الحريك”.
توجه المواطنون الـ 4، صوب مدينة طنجة، حيث طلب منهم “الحاج”، الجلوس في أحد المقاهي، في انتظار قدوم أحد الأشخاص ليُقلهم، غير أن المسؤول عن العملية لم يظهر، ولم يجب على اتصال المرشحين للهجرة، يضيف المصدر، إلى غاية الليل، حين اتصل بهم “الحاج”، وأخبرهم بأن ابن أخيه وأحد الأشخاص سيأتون بسيارة لأخذهم.
وتابع المصدر، بأن الشخصين جاءا على متن سيارة كبيرة من نوع ميرسيديس، وركبوا معهما، ليقول لهم السائق:”حسبو لفلوس دبا، وهو ما قاموا به، حيث عدّوا 10 ملايين سنتيم، وحين أنهوا العملية، صعد أشخاص آخرين للسيارة، كانوا يرتدون كمامة ويحملون سيوفاً، ليقوموا بإبراحهم ضربا، خاصة أحدهم، الذي حاول المقاومة، وسلبوهم المبلغ المالي كاملا”.
ويواصل المصدر ذاته، بأن الأشخاص الأربعة، عادوا إلى “مدينتهم الرشيدية، بكدمات في جسدهم، وبصدمة نفسية لم يتوقعوها، وخسروا خلالها 10 ملايين سنتيم، 4.5 مليون منها، لشخص واحد، فيما 5.5 المتبقية مناصفة بين الـ 3 المتبقين”، مشيراً إلى أن “السيارة التي جاءت لتقلهم، تم تغطية لوحتها بكيس أسود، حتى لا تظهر أرقامها”.
وفي موضوع متصل، رفعت العديد من الشبكات الإجرامية المتخصصة في النصب والاحتيال عبر الإنترنت، من وتيرة أعمالها، في ظل الظرفية الحالية التي يعرفها المغرب، والمتمسة بالأزمة المالية التي يعاني من ويلاتها الآلاف من العائلات، حيث يوهمون الأشخاص بقبولهم في وظائف معينة.
ويحكي يونس الذي سبق وتعرض لمحاولتين من هذه الشبكات خلال فترة تفشي فيروس كروونا بالمغرب، في تصريح لـ”بناصا”، بأن رسالةً وصلته على بريده الإلكترونية، تخبره بأن إحدى المنظمات المهتمة بالأعمال الخيرية حول العالم، أقامت قرعة على موقع “لينكد أن”، وقد كان واحداً من الفائزين بمبلغ 100 ألف يورو، أي حوالي 100 مليون سنتيم.
وأردف الشخص نفسه، بأن الشبكة تواصل المراسلة عبر البريد الإلكتروني، حيث تطلب في البداية وثيقة رسمية تثبت “بأنك الشخص المعني، ثم يطلبون ملأ إحدى الوثائق بالمعلومات الأساسية المتعلقة بك، وبعدها يطالبونك بإرسال مبلغ، يمكن أن يصل لمليون سنتيم، وقد يكون أقل بكثير، حسب الشبكات، ولكن الشبكة التي راسلتني طلبت 200 دولار، وهي المصاريف التي قالت إنها لتوصيل الجائزة للمغرب”.
تعليقات الزوار ( 0 )