شارك المقال
  • تم النسخ

سنة 2021 بعيون الإسبان.. من فضيحة اقتحام “الكابيتول” إلى صعود المغرب

وضعت جريدة “فوزبولي” الإسبانية، الصعود القوي للمغرب على المستوى الإقليمي، وتحديثه لترسانته العسكرية، من ضمن أبرز الأحداث التي شهدتها سنة 2021، التي أوشكت على الانتهاء، إلى جانب العديد من الوقائع الأخرى، مثل اقتحام مبنى الكابيتول في الولايات المتحدة الأمريكية، وانسحاب الأخيرة من أفغانستان.

ترامب ويوم العار

لم يخف ترامب، شكوكه بخصوص الانتخابات الأمريكية بعد هزيمته أمام جو بايدن، في نوفمبر 2020، متابعةً، في الواقع، أثار ترامب شبح تزوير الانتخابات حتى قبل يوم التصويت، وحالو الطعن في النتائج في كل ولاية بوابل من الدعاوى القضائية، كما ضغط رجال مسؤول جورجيا براد رافينسبيرغر، للبحث عن الأصوات التي من شأنها التسبب في إلغاء الانتخابات.

ووصفت الجريدة أن ترامب، كان المحرض على واحدة من أكثر الأحداث إحراجا في تاريخ الولايات المتحدة الأمريكية، لكن هذا لا يعني أنه فقد دعم قاعدته الانتخابية. نظرا لقلة المنافسين ذوي الثقل، فلا يزال الملياردير هو المرجع الكبير للناخبين الجمهوريين، حيث رفعت تقارير استطلاعية، نسبة مؤيديه إلى 67 في المائة، خلال الانتخابات المقبلة، التي يعتزم الترشح لها سنة 2024.

بوتين يدفن المعارضة

في سنة 2021، حدد الزعيم الروسي مرة أخرى، مستقبل العديد من الجبهات الدولية، مثل الصراع في أوكرانيا، أو الأزمة على الحدود البولندية، وهو السيناريو الرئيسي لحلف الناتو، في جهوده لمواجهة نفوذ الكرملين على حدودها الشرقية.

مع تصاعد الاضطرابات الاجتماعية في روسيا بسبب تدهور الظروف المعيشية والفساد المحسوبية، وجه الروس جرس إنذار إلى فلاديمير بوتين، في الانتخابات التشريعية في سبتمبر، رغم أن حزبه روسيا الموحدة فاز بنحو نصف الأصوات، وسط تسجيل عدة تجاوزات في الانتخابات، لكنه خسر خمس نقاط مقارنة بالانتخابات الماضية.

على العكس من ذلك، حقق الحزب الشيوعي لروسيا الاتحادية زيادة ملحوظة في التأييد وصلت إلى 20 في المائة، بعد أن أطلق أليكسي نافالني المعارض حملة التصويت الذكي، وآفة الكرملين عمليا كالمعتاد ومع وجود ملايين المتابعين على وسائل التواصل الاجتماعي، شجع الناخبين من جميع الإيديولوجيات على دعم المرشح أو الحزب الأقرب لهزم روسيا الموحدة.

وأردفت أن الدعوات المرفوعة، زادت من هوس بوتين بكبح جماح المعارضة، وهو هوس يعود إلى زمن بعيد، مسترسلةً أنه قبل الانتخابات، جرى اعتقال نافالني بعد وقت قصير من وصوله إلى العاصمة الروسية قادماً من ألمانيا، بعد خمسة أشهر من إصابته تتهم السلطات الروسية على أنها تقف خلفه.

وتابعت أن المحكمة في موسكو، حكمت عليه بالسجن ثلاث سنوات ونصف، بتهمة خرق شروط الإفراج المشروط، أي أن نافالني غاب عن ظهوره المتعلق بالإفراج المشروط عندما طان في غيبوبة في مستشفى ألماني يتعافى من محاولة اغتيال بغاز الأعصاب، مردفةً أن بوتين، تقدم بهذه المناورة، في محاولة للقضاء على أي احتمال للمشاركة في السياسة لزعيم المعارضة ودائرته.

إعادة تسليح المغرب

افتتح المغرب سنة 2022، تقول اليومية، بأكبر ميزانية عسكرية في تاريخه، بعدما انغمست المملكة وجارتها الشرقية الجزائرية، في توتر متصاعد بسبب نزاع الصحراء المغربية، حيث عملت الرباط على تعزيز ترسانتها العسكرية منذ سنوات، لتثبيت نفسها كقوة مهيمنة في شمال إفريقيا، حسبها.

وواصلت أن حسابات 2021، تضمنت زيادة في ميزانية الدفاع بنسبة 30 في المائة؛ حوالي 4295 مليون يورو، والتي ترجمت إلى عقود بمليارات الدولارات مع شركات أمريكية في أكتوبر، قبل وقت قصير من قيام الجزائر والمغرب بنقل القوات وبطاريات الصواريخ إلى الحدود، وفق زعم الصحيفة.

وأبرزت أن البنتاغون وافق على اتفاقية بين شركة لوكهيد مارتن، أكبر مصنع للأسلحة في العالم، والقوات المسلحة الملكية المغربية، لتزويد الأخيرة بنظام الدفاع الجوي الأمريكي، كما وافقت واشنطن على بيع حزمة تضمنت 36 طائرة هليكوبتر هجومية من طراف ” AH-64 Apache “، وغيرها من الأسلحة ومجموعات الصيانة.

وذكر المصدر، أنه من المتوقع أن يصل إجمالي الاستثمار الدفاعي إلى 5.9 مليار دولار في عام 2022، وهي أكبر ميزانية عسكرية في تاريخ المملكة المغربية، كل يأتي، وفق الصحيفة، في سياق يحذر فيه محللون إسبان، من أن تزايد القدرات العسكرية للجار الجنوبي، يعني بالضرورة تضاؤل قدرات مدريد على التعامل مع التوترات التي تشهدها المنطقة.

ضراوة المناخ

المناخ هو الآخر، من بين الأحداث المهمة في سنة 2021، حيث تسبب ضراوة الكوارث الطبيعية، وقتل أكثر من 220 شخصا في فيضانات يوليوز في ألمانيا وبلجيكا، التي كانت من بين أكثر الكوارث الطبيعية تكلفة منذ النصف الثاني من القرن الماضي، بالمنطقة، والثانية عالميا بعد فيضانات 2011 في تايلاند.

هذا، وزادت الصحيفة، أنه بعد أسابيع فقط من الفيضانات في أوروبا الغربية، أصدرت الهيئة الحكومية الدولية المعنية بتغيير المناخ، التابعة للأمم المتحدة التقرير الأكثر شمولاً وحسما حول أزمة المناخ، حيث وصفه أنطونيو غوتيريش، بأنه “رمز أحمر للإنسانية”، مشيراً إلى أن “الاحتباس الحراري يؤثر على جميع مناطق الأرض، والعديد من التغييرات أصبحت لا رجعة فيها”.

ومع ذلك، كان الاتفاق الوحيد الذي توصل إليه “كوب26″، هو الالتزام بتسريع الإجراءات خلال هذا العقد، في قمة غلاسكو، مع الكثير من الوعود، فيما استنكر المجتمع المدني عدم كفاية الاتفاقات التي تم التوصل إليها، كان النص المتعلق بالتخفيض التدريجي لاستعمال الفحم إنجازاً، ولكن على سبيل المثال، لم يتم تحقيق أهداف محددة بشأن التمويل لمساعدة البلدان على التعامل مع تغيير المناخ.

طالبان و”الجهاد الجديد”

انتهت أطول حرب في تاريخ الولايات المتحدة بتراجع فوضوي، فبعد عشرين عاماً، و2.2 تريليون دولارا، منذ غزو أفغانستان، عادت طالبان إلى كابول. كان انتصار حركة محدودة الإمكانيات على أكبر قوة عسكرية في العالم وعودتها إلى السلطة، بمثابة ولادة جديدة للتهديد الذي يلقي بلاله على أحلام القادة الغربيين، وفق المصدر.

ولم يقتصر الخوف من أن أفغانستان ستصبح مرة أخرى ملاذاً للجماعات الإرهابية، تقول “فوزبولي”، بل إن الأمر قد يدفع للتحفيز أيضا للتجنيد للجهاد الذي يسيطر بالفعل على الأراضي في عدد من البلدان الفقيرة وغير المستقرة، من إفريقيا والشرقالأوسط إلى جنوب آسيا، خصوصا أن بعض الجماعات الجهادية احتفلت بـ”انتصار الإسلام”.

سقوط بطل بريكست

هناك العديد من نجوم خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، لكن لم يلعب أي منهم دوراً حاسما مثل بوريس جونسون في حملة الاستفتاء لسنة 2016 للانفصال. كان رئيس الوزراء الحالي، الذي وضعه خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي في داونينغ ستريت، هو الذي قلب التوازن بشكل نهائي لصالح الطلاق بين لندن وبروكسيل، بحجج وصفتها الجريدة بالكاذبة.

واستطردت أن جونسون كان قد وعد البرطانيين، بدعم القطاع الصحي بالأموال التي كانت تقدمها بريطانيا إلى الاتحاد الأوروبي، غير أن إصابات فيروس كورونا في المملكة المتحدة عرت المنظومة الصحية، إلى جانب أن جونسون، الذي يوصف ببطل الخروج من التكتل القاري، يعيش على وقع سلسلة من الفضائح السياسية.

شارك المقال
  • تم النسخ
المقال التالي