يقول سكان واحة النيف في المغرب إنهم لا يتذكرون جفافا بهذا السوء: “الأرض قاحلة. بعض الآبار فارغة. بساتين النخيل التي يعود تاريخها إلى أكثر من 100 عام غير مثمرة”.
هذه المنطقة، التي تقع على بعد 170 ميلا جنوب شرق مراكش وتضم واحات يعود تاريخها إلى قرون، تعاني من آثار تغير المناخ، مما تسبب في حالة طوارئ للزراعة في المملكة.
من بين المتضررين حمو بن عدي، وهو بدوي من إقليم تنغير يقود قطيعا من الأغنام والماعز بحثا عن المراعي. وقد أجبره الجفاف على الاعتماد على مساعدات الحكومة من العلف.
عادة ما يكون نوفمبر شهرا باردا وممطرا في النيف، ولكن عندما لم تهطل الأمطار، دعا الملك محمد السادس لصلاة الاستسقاء في جميع أنحاء البلاد، وهو تقليد إسلامي قديم في أوقات الجفاف الشديد.
قاد الأطفال الصلاة حاملين ألواحا خشبية عليها آيات قرآنية، وكان خلفهم مسؤولون محليون والسكان. جاء التجمع بالقرب من واحة ميتة حيث أعلن أحد الأئمة أن الجفاف هو كارثة من صنع الإنسان وأن الأمطار ستأتي عندما يكفر الناس عن خطاياهم وعن الطريقة التي “تعاملوا بها مع الكوكب”.
قال أحد السكان، ويدعى موشي أحمد، إن الواحة كانت توفر مصدر رزق لهؤلاء السكان لمئات السنين. والآن الواحة “مهددة بالانقراض” والجميع يلاحظ اختفاء أشجار النخيل.
قال آخر، ويدعى محمد بوزاما، إن الجفاف أدى في السنوات الثلاث الماضية إلى فرار مئات الأشخاص من مناطق الواحات نحو المدن وهجرة العديد من الشباب نحو أوروبا، ملقيا باللوم على حفر الآبار غير المرخصة وزيادة الطلب على المياه من الآبار الموجودة.
لكن بالنسبة لحسن بوعزة، فإن بعض الحل يكمن في أيدي أبناء منطقة النيف. فقد هو كان أول من ركب الألواح الشمسية في المنطقة، وبدأ الاعتماد على الطاقة المنتجة لحفر الآبار وري أراضي زملائه المزارعين.
وقال: “يجب أن نتعلم كيف نتعايش مع الوضع الذي نحن فيه وأن نفكر في طرق لجعل الحرارة والجفاف تعمل لصالحنا”، مثل استخدام أنظمة الري الجديدة والطاقة الشمسية، مطالبا بتدريب سكان الواحات لمساعدتهم على الابتعاد عن الري التقليدي لصالح الري بالتنقيط الذي يتطلب كميات أقل من المياه.
لكن بوعزة قال إن من الصعب في بعض الأحيان عدم اليأس لأن التحذيرات بشأن المناخ يتم تجاهلها، موضحا “ذلك أشبه بطفل صغير يحمل بيده طائرا يحتضر، وكل ما يفعله هو الضحك. هذه هي الطريقة التي نتعامل بها مع أمنا الأرض”.
تعليقات الزوار ( 0 )