أعلنت جماعة الحوثي، مساء السبت، أن سلسلة غارات إسرائيلية استهدفت مدينة الحديدة غربي اليمن ما أسفر عن سقوط شهداء وجرحى.
توعدت حركة “أنصار الله” (الحوثيون)، السبت، بالرد على الغارات العدوانية التي شنها الطيران الإسرائيلي مستهدفًا ” خزانات الوقود في المنشآت النفطية بميناء الحديدة، ومحطة رأس كثيب الكهربائية” ، وقالت “إن هذا العدوان لن يمر دون رد مؤثر على العدو”.
وأدان المجلس السياسي الأعلى الحاكم في مناطق سيطرة الحوثيين في شمال ووسط اليمن، ” العدوان الإسرائيلي على الأعيان المدنية في محافظة الحديدة”.
وأشار في بيان إلى أن “هذا العدوان الصهيوني الغاشم على اليمن هدفه الأساسي زيادة معاناة أبناء الشعب اليمني، وثني الجمهورية اليمنية عن مواقفها المساندة للشعب الفلسطيني والقضية الفلسطينية العادلة والمحقة، وهذا وهم لا يمكن أن يتحقق”.
وأكدَّ البيان أن موقفهم “في مساندة ونصرة الشعب الفلسطيني المظلوم مبدئي وايماني وديني ولن يتوقف أن يتراجع”، “وأننا مستمرون بمعونة الله وتوفيقه، وستحصل ضربات إن شاء الله مؤثرة على العدو أكثر”.
واعتبر أن “العدوان الإسرائيلي لن يزيد الشعب اليمني إلا إصراراً على مواصلة موقفه ومساندته لنصرة الشعب الفلسطيني ودفاعاً عن النفس، وبذل المزيد من الجهود في ذلك”.
فيما أدان المكتب السياسي لأنصار الله “بشدة سلسلة الغارات الآثمة التي نفذها العدو الإسرائيلي مساء السبت على اليمن”.
واستنكر في بيان “استهداف العدوان الإسرائيلي لمنشآت تخزين النفط في ميناء الحديدة، ومحطة كهرباء المحافظة، ما أسفر عن ارتقاء عدد من الشهداء والجرحى من المدنيين، وإصابة آخرين بحروق”.
وكان الحوثيون أعلنوا عن “عدوان صهيوني استهدف حزانات الوقود في المنشآت النفطية بميناء الحديدة ومحطة راس الكثيب الكهربائية”، موضحًا أنه “نجم عنها سقوط ضحايا وإصابة عدد من المواطنين بحروق شديدة”، وفق وكالة الأنباء سبأ التي يديرها الحوثيون.
وزارة الكهرباء في حكومة الحوثيين، قالت في بيان “إن العدوان الإسرائيلي استهدف محطة توليد رأس كثيب بمحافظة الحديدة، وخزانات وقود المازوت، مخلفًا اضرارًا جسيمة”. وأدانت “بأشد العبارات العدوان الإسرائيلي على محطة كهربائية مدنية تؤدي خدماتها للشعب”.، معتبرة “استهداف محطة رأس كثيب من الجرائم ضد الإنسانية”.
رئيس الوفد التفاوضي للحوثيين، والمتحدث الرسمي باسم الجماعة، محمد عبدالسلام، قال في “تدوينة”، “إن العدوان الإسرائيلي لن يزيد الشعب اليمني وقواته المسلحة الباسلة إلا إصراراً وثباتاً واستمراراً وبشكل تصاعدي في مساندة غزة”.
وعقب ساعات قليلة من الهجوم الإسرائيلي على الحديدة تقاطرت السيارات في مجاميع كبيرة أمام محطات تعبئة البنزين في صنعاء، وشكلت طوابيرا طويلة أغلقت بعض الشوارع.
وزارة النفط في حكومة الحوثيين “طمأنت المواطنين بوجود كميات كبيرة وكافية من المخزون النفطي ” داعية “إلى عدم الهلع على محطات البنزين وافتعال أزمة ليس لها أي مبرر”.
وأدانت ” الغارات الهمجية التي شنها العدوان الإسرائيلي، على مدينة الحديدة واستهداف خزانات النفط بالميناء”.
واعتبرت ذلك “انتهاكاً واضحاً للقانون الدولي الإنساني وقواعده التي تنص على الحفاظ على حياة المدنيين وصيانة الممتلكات المدنية”.
وحمّل البيان “المجتمع الدولي وفي المقدمة الأمم المتحدة ومجلس الأمن والمنظمات الدولية، المسئولية الكاملة إزاء العدوان الإسرائيلي على الشعب اليمني وانتهاكه الصارخ لسيادة الجمهورية اليمنية”.
إسرائيل تتبنى الهجوم
بدوره، أكد الجيش الاسرائيلي أن مقاتلاته قصفت السبت “أهدافا عسكرية لنظام الحوثيين الإرهابي” في اليمن، وذلك غداة تبني الحوثيين هجوما بمسيرة اسفر عن مقتل شخص واحد في تل ابيب.
وقال الجيش في بيان إن “مقاتلات (اسرائيلية) قصفت أهدافا عسكرية لنظام الحوثيين الارهابي في منطقة ميناء الحديدة في اليمن ردا على مئات الهجمات التي طاولت دولة إسرائيل في الاشهر الاخيرة”.
من جانبه، قال وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت اليوم السبت إن إسرائيل قصفت الحوثيين في اليمن لتوجيه رسالة معينة بعد أن ألحقوا الضرر بمواطن إسرائيلي.
وقال غالانت في بيان “إن النيران المشتعلة حاليا في الحديدة يمكن رؤيتها في جميع أنحاء الشرق الأوسط والمغزى واضح”.
وتابع “الحوثيون هاجمونا أكثر من 200 مرة. وفي المرة الأولى التي ألحقوا فيها الأذى بمواطن إسرائيلي، قمنا بقصفهم. وسنفعل ذلك في أي مكان إذا اقتضت الضرورة”.
وتحدث إعلام عبري، السبت، عن موافقة المجلس الوزاري الإسرائيلي المصغر (الكابينت)، خلال جلسة استثنائية، على شن هجوم ضد مدينة الحديدة باليمن، فيما قال مسؤولون أمريكيون إن تل أبيب شنت الهجوم “بمفردها دون تدخل واشنطن”.
وذكرت هيئة البث الرسمية على منصة “إكس” أنه “تم استدعاء وزراء الكابينت بشكل استثنائي اليوم (السبت) إلى جلسة رسمية وافقوا خلالها على شن هجوم على اليمن”.
وعادة لا يجتمع الكابينت يوم السبت، سوى بحالات خاصة جدا، بسبب العطلة الدينية اليهودية التي تبدأ مساء الجمعة، وتنتهي مساء السبت.
وأشارت الهيئة إلى أن الجلسة الخاصة التي أُقر فيها ضرب الحديدة “امتدت لـ 4 ساعات بمقر وزارة الدفاع في تل أبيب”.
وعلى الصعيد ذاته، قال مسؤولون أمريكيون لقناة “12” الإسرائيلية الخاصة، إن تل أبيب شنت الهجوم على اليمن “بمفردها دون أي تدخل عسكري لواشنطن”.
ونقلت القناة العبرية عن مسؤولين أمريكيين لم تسمهم قولهم إن إسرائيل “هاجمت وحدها في اليمن دون تدخلنا العسكري”.
ودعا مسؤولون أمنيون إسرائيليون، السبت، تل أبيب إلى تغيير المعادلة مع الحوثيين في اليمن، والردّ على هجماتهم ضد إسرائيل.
ونقلت هيئة البث العبرية عن هؤلاء المسؤولين الأمنيين دون أن تسميهم، قولهم: “يجب تغيير المعادلة مع الحوثيين والرد” على هجماتهم.
وأضافوا أن “إسرائيل اختارت منذ بداية الحرب عدم الرد على هجمات الحوثيين الذين استهدفوا بنحو 200 طائرة مسيرة وصاروخ كروز مدينة إيلات (جنوب) وسفن متوجهة إلى موانئ البلاد”.
وأشار المسؤولون إلى أنّ انفجار الطائرة المسيرة الحوثية التي أطلقت من اليمن، في مدينة تل أبيب، فجر الجمعة، “يُحتم على إسرائيل الردّ”، دون تفاصيل أخرى.
وفجر الجمعة، قالت هيئة البث العبرية إن “إسرائيليا قتل و10 أصيبوا إثر سقوط طائرة بدون طيار وسط تل أبيب، على بعد مئات الأمتار من سفارة الولايات المتحدة”.
وأعلنت جماعة الحوثي مسؤوليتها عن الهجوم في إسرائيل، واصفة إياه بأنه “الأول من نوعه”.
(القدس العربي)
تعليقات الزوار ( 0 )