قالت السفيرة المغربية لدى إثيوبيا وجيبوتي، نزهة العلوي المحمدي، الخميس، إن اللغة العربية هي ركن من أركان التنوع الثقافي للبشرية، وحافز لإنتاج ونشر المعرفة.
وأبرزت العلوي المحمدي، عميدة السلك الدبلوماسي العربي في أديس أبابا، في كلمة ألقتها خلال حفل بمناسبة تخليد اليوم العالمي للغة العربية، أقيم في مقر لجنة الأمم المتحدة الاقتصادية لإفريقيا، أن اللغة العربية من أقدم وأوسع اللغات السامية انتشارا في العالم، وكانت حافزا في إنتاج المعارف ونشرها، وساعدت على نقل المعارف العلمية والفلسفية اليونانية والرومانية إلى أوروبا في عصر النهضة، وأتاحت إقامة الحوار بين الثقافات.
وأضافت الدبلوماسية المغربية أن اللغة العربية أثبتت، من ناحية أخرى، أنها قادرة على استيعاب كل الثقافات الأخرى حتى غذت في أواخر القرن الثاني عشر للميلاد لغة العلم والحضارة، مشيرة، في هذا السياق، إلى أن اللغة العربية حافظت على مكانتها كلغة للعلم لمدة تزيد عن ثمانية قرون.
وأشارت إلى أن اللغة العربية تتميز بقابلياتها الحيوية ومرونة تعبيراتها وسعتها، حيث أبدعت بمختلف أشكالها وأساليبها الشفهية والمكتوبة والفصيحة والعامية ومختلف خطوطها وفنونها النثرية والشعرية.
وبعد أن ذكرت العلوي المحمدي بأن اللغة العربية يتحدثها اليوم أكثر من 500 مليون شخص حول العالم، قالت إن اللغة العربية هي إحدى اللغات الحية المتفاعلة مع باقي لغات الشعوب والأجناس والحضارات، وتساهم في إثراء التراث الإنساني في مختلف مجالات الحياة، ولا سيما الطب والصيدلة والرياضيات والكيمياء وعلم الفلك.
وأضافت أن اللغة العربية أسهمت أيضا في الأدب واللغة والنحو، مشيرة إلى أن هذه اللغة استطاعت في عصورها الزاهرة أن تستوعب تراث الأمم القديمة من فرس وإغريق وغيرهم، فأثرت الفكر الإنساني والحضارة الإنسانية في مجالات العلوم المختلفة البحتة والتطبيقية.
ومن جهة أخرى، أشارت الدبلوماسية المغربية إلى أن تخليد اليوم العالمي للغة العربية هو مناسبة لإبراز الدور التاريخي الذي اضطلعت به اللغة العربية على مر القرون كركيزة مشتركة وحلقة للوصل تجسد ثراء الوجود الإنساني وكأداة لاستحداث المعارف وتناقلها، فضلا عن كونها وسيلة للارتقاء بالحوار وإرساء أسس السلام.
ويتم تخليد اليوم العالمي للغة العربية سنويا في 18 دجنبر، منذ عام 2012. ويتزامن هذا التاريخ مع اليوم الذي اعتمدت فيه الجمعية العامة للأمم المتحدة، في عام 1973، اللغة العربية كلغة رسمية سادسة للمنظمة، بعد اقتراح قدمته المملكة المغربية والمملكة العربية السعودية خلال الدورة 190 للمجلس التنفيذي لليونسكو.
وتخلل هذا الحفل عرض أفلام وثائقية تسلط الضوء على الثقافة المغربية، والمكانة التي تحتلها اللغة العربية في الحضارة العريقة للمملكة.
تعليقات الزوار ( 0 )