شاركت سفارة المغرب بالبيرو في أسبوع الفرنكوفونية، الذي نظمته مؤخرا التمثيليات الديبلوماسية الفرنكوفونية المعتمدة بليما.
وتم خلال هذه التظاهرة الثقافية، التي نظمت بصيغة افتراضية، تسليط الضوء على مختلف جوانب التنوع اللغوي والثقافي بالمغرب وفرنسا وبلجيكا وكندا وسويسرا، وذلك خلال ندوة نظمت حول موضوع “تعزيز التنوع اللغوي”، التي تميزت، على الخصوص، بحضور وزير الثقافة البيروفي، أليخاندو نييرا سانتشيز، ونائب وزير التعليم، ساندرو بارودي، وطلبة الأكاديمية الدبلوماسية بالبيرو خافيير بيريز دي كويار.
وفي كلمة له خلال هذه الندوة، أكد سفير المملكة لدى البيرو، أمين الشودري، أن المغرب “ملتزم بالعمل إلى جانب الدول الأعضاء الأخرى في المنظمة الدولية للفرنكوفونية لتحقيق أهدافها النبيلة وتحويلها إلى فضاء للسلم والتضامن والتقدم”، مشيرا إلى أن الرباط لا تذخر أي جهد لترسيخ التقارب بين الحضارات والتفاعل والحوار بين الشعوب.
واقتبس الشودري، في هذا الصدد، مقتطفا من الرسالة، التي كان قد وجهها الملك محمد السادس إلى المشاركين في قمة المنظمة الدولية للفرنكوفونية التي انعقدت في 2014 بالعاصمة السنغالية دكار، وقال فيها: إن “الفرنكوفونية تطرح نفسها كحوار مفعم بالحيوية والغنى على المستوى العالمي، حوار تزيد من ثرائه الإبداعات التي لا حصر لها، والإنتاجات الأدبية والفنية الوطنية، النشيطة والمتنوعة، التي تعبر كل منها عن عبقريتها الخاصة، وعن رؤيتها لعالم موحد”.
وأضاف أن المغرب، الذي انضم إلى المنظمة الدولية للفرنكوفونية في 1981، لا يدخر، في إطار دفاعه عن التنوع والاختلاف، أي جهد لتعزيز التعددية اللغوية كقيمة مركزية تعزز التعددية الثقافية والاندماج والسلم، مشيرا إلى أن المملكة تعتبر الفرنكوفونية فضاء لقيم التضامن وحقوق الإنسان والتنوع والتعددية اللغوية والثقافية وكذا التسامح والانفتاح.
وأكد الدبلوماسي المغربي أن التنوع الثقافي واللغوي في المملكة كان دائما حجر الزاوية والأساس للحفاظ على وحدة المملكة وهويتها، مشيرا إلى أن تعدد روافد ومكونات الهوية المغربية تشكل ميزة “مكنتنا من الانفتاح كبلد وكمجتمع تتعايش فيها جميع الأديان ومختلف اللغات والثقافات”.
وذكر بأن دستور المملكة يؤكد على الهوية المغربية الموحدة بانصهار كل مكوناتها العربية – الإسلامية والأمازيغية والصحراوية الحسانية، والغنية بروافدها الإفريقية والأندلسية والعبرية والمتوسطية.
وتابع سفير المغرب لدى ليما أن المغرب يكتنز، بفضل موقعه الجغرافي بين الشرق والغرب، تراثا ثقافيا غنيا وتاريخا عريقا ويتميز بتنوع لغوي ساهم في إثراء هويته، لافتا إلى أن كل جهة من جهات المملكة ال 12 تتميز بعاداتها وتقاليدها وخصائصها التي “تثري تنوعنا اللغوي والثقافي”.
وأضاف أن المغرب أطلق، تحت القيادة الرشيدة للملك، إصلاحات سياسية واقتصادية وثقافية واجتماعية من أجل الحفاظ على هذا الإرث الثقافي واللغوي التاريخي وحمايته، مشيرا إلى أن ثراء التنوع اللغوي والثقافي بالمملكة عزز بقوة مبادئ التماسك الاجتماعي والحوار والتسامح وجعل منها بلدا منخرطا بعمق في الحوار بين الأديان والحضارات.
وفي السياق ذاته، ذكر بأن المغرب حرص على المستوى القاري على تقوية علاقاته مع البلدان الإفريقية الفرنكوفونية وتعزيز التعاون السياسي والاقتصادي والثقافي والديني مع دول القارة، ودعا إلى اتخاذ التدابير اللازمة للدفاع معا عن المشاريع المجتمعية القائمة على الانفتاح والتسامح والحرية والاختلاف.
وتميز أسبوع الفرنكوفونية أيضا بتنظيم لقاء افتراضي بتعاون مع الرابطة الفرنسية بالبيرو حول موضوع “فن الطبخ والهوية”، والذي أعدت خلاله سفارة المملكة بليما طبق كسكس مغربي كان موضع تقدير كبير من قبل المشاركين.
وبدورها، كانت السينما المغربية في الموعد من خلال تقديم أفلام قربت الجمهور البيروفي من الفن السابع في المملكة، وسلطت الضوء على قيم الانفتاح والتسامح وروح التعايش التي تميز المجتمع المغربي.
تعليقات الزوار ( 0 )