شارك المقال
  • تم النسخ

سر الحياة …هباء يمحقه الزمن، وغبار تذروه الرياح

الحياة عجلة صغيرة تدور وتدور الى لحظة التوقف في وقت معلوم ومحسوم ، أو هي كفقاعة صابون بلهاء مملوءة بالريح، تطير في الهواء بعجب وخيلاء، وكلما انتفخت كلما اقترب أوان انفجارها ،دون أن تشعر بها باقي الفقاقيع الأخرى.

الحياة وقت مستقطع من زمن غير مفهوم هو الى الوهم اقرب من الحقيقة ، فهذا المستقبل المختبئ وراء الغيوم ليس موجودا بل هو في حكم العدم وهذا الماضي انصرف إلى الهاوية وهذا الحاضر المسكين بدون شخصية أو هوية يقف كالبرزخ بينهما حتى يتميزان وهما في الحقيقية إذا ما تمعنا سيان.

هذا الحاضر الذي انهارت ثوانيه ولحظاته سريعا سريعا ….الى مقبرة الماضي ،،،،فماذا يبقى لنا ،،،،وبأيدينا  غير الحب والإيمان والعشق  والتوله والتأله،والمعرفة والصبابة ،،،،والانسجام مع موسيقى الكون الأزلية نستمع فيها إلى هدير بحر العماء الكوني من حيث انبثقت الاشياء وظهرت  من عدم عدمها الى بحر الوجود . من عاش التجربة سيكتشف كم نحن ضعفاء ، وكم نحن صغارا جدا في هذا الكون الشاسع.

ولكن مع كل ذلك الحياة نسمة  هي قطرة ندى تترقرق على ضوء شمس صباح مشرق تتشبث بغصن الشجر  لكن الجاذبية تدعوها  للعودة إلى اصلها في مجاري المياه حيث تزول حدودها الفردية ويغوص الجزء في الكل فتتلاشى حياة قطرة الندى  من الكثرة الى التوحد والوحدة  ، الحياة جميلة وهبة  روحية ربانية تلج أجسادنا  الفانية فيشع فيها النور  على الهياكل المظلمة، الخربة ، فنتحول بقدرة القادر  الى أجمل الخلق ، الحياة سر  من الأسرار ، حلوة مرة  فاتنة  مغرية ، لذيذة ، علينا ان نعيشها بانطلاق لكن بحذر ، فلا نلج كأس العسل حتى لا نغرق فيه ثم لا نستطيع الخروج منه.

الحياة العاقلة هي الاعتدال في كل شيء في الفكر والاعتقاد والشهوة ، وعدم التمسك بالأشياء كثيرا  لأن الارتباط بها يؤدي الى الألم حين فقدانها ، الحياة هي ابتسامة في وجه طفل أو مساعدة في الطريق لشيخ عجوز ،أو إماطة الأذى عن الطريق  أو زرع شجرة على الرصيف، حينها ستشعر بالامتنان  والاطمئنان  وتغمرك السعادة ويرتفع مستوى الإدينرالين في الدم ،وتغمرك الراحة النفسية ، وتشرق شمس الأنوار على روحك فتحصل لك اليقضة الإيمانية.

الحياة ليس معاندة ومكابرة وطموح اخرق، نحو المجد  بالفساد والخيانة و بدون اسباب سليمة عقلانية  وسلاليم حقيقية ، الحياة هي انجاز الاعمال على الوجه الأكمل من أجل الخير  ذاته دون انتظار الجزاء ، لأن المقابل سيأتي لوحده تلقائيا ، الحياة هي أن تتنفس وتعيش وتستسلم الإرادة الله فتكون كورقة، معلقة في غصن شجرة لا تعاند الريح إينما اتجهت مالت ، فتصبح جزءا  منسجما  متناغما مع لغة  وحركة  الكون.

*محام بهيئة القنيطرة

شارك المقال
  • تم النسخ
المقال التالي