Share
  • Link copied

سبتة ومليلية بين المطرقة المغربية والسندان الإسباني: أزمة الجمارك والسيادة تتصاعد

في ظل توتر العلاقات بين المغرب وإسبانيا، تتصاعد التكهنات حول إمكانية ربط المغرب إعادة فتح المعبر الجمركي مع مليلية (وإنشاء معبر جديد في سبتة) بشرط تنازل إسبانيا عن السيطرة على المجال الجوي فوق الصحراء الغربية المغربية، الذي يُدار حاليًا من جزر الكناري.

وفي هذا الصدد، كشفت جريدة“elfarodemelilla” الإسبانية، أن رئيس مليلية المحتلة، خوان خوسيه إمبرودا، رفض هذه الفرضية، معتبرًا أن الدعم الإسباني لسيادة المغرب على الصحراء المغربية كان كافيًا، وأن المسألة أبعد من ذلك.

ويعتقد إمبرودا أن المغرب يشعر بالراحة في ترك مدينتي مليلية وسبتة تعانيان من الاختناق الاقتصادي، دون اتخاذ أي خطوات لإعادة تفعيل التبادل التجاري أو تسهيل حركة المسافرين. ويرى أن الهدف قد يكون إضعاف معنويات سكان المدينتين، مما قد يدفعهم إلى المغادرة طوعًا.

ويوجه إمبرودا انتقادات حادة لحكومة بيدرو سانشيز، التي لم تبذل أي جهد حقيقي لمساعدة مليلية في بناء نموذج اقتصادي بديل يعتمد على قطاعات أخرى غير التجارة.

ويشير إلى أن “الخطة الاستراتيجية” التي وعدت بها الحكومة المركزية، والتي كانت تتضمن استثمارات بقيمة 200 مليون يورو على مدى ست سنوات، لم تُنفذ أبدًا، ولم تُدرج حتى في الميزانية العامة للدولة.

وبحسب الصحيفة، فإن مليلية تعمل جاهدة على تطوير ثلاثة محاور استراتيجية لبناء نموذج اقتصادي جديد: الابتكار التكنولوجي، والسياحة، والجامعة. ومع ذلك، يبقى تحقيق هذا الهدف صعبًا دون دعم حكومي كافٍ، خاصة في ظل التحديات التي تواجهها المدينة.

رغم ذلك، لا يمكن التخلي تمامًا عن قضية المعبر الجمركي، خاصة من الناحية السياسية. فقد أكدت الحكومة الإسبانية سابقًا وجود اتفاق مع المغرب لإعادة فتح التبادل التجاري بحلول 8 يناير 2025،

ويؤكد إمبرودا أن حجج “المشاكل الفنية” أو “الوثائقية” التي تقدمها الحكومة الإسبانية لتأخير إعادة فتح المعبر لم تعد مقنعة لأحد.

ويطالب بوضع خارطة طريق واضحة وشفافة لحل هذه الأزمة، خاصة بعد أن اعترف وزير الخارجية الإسباني، خوسيه مانويل ألباريس، علنًا بوجود اتفاق لإعادة الفتح بحلول يناير 2025، وهو الاتفاق الذي لم يلتزم به المغرب مرة أخرى.

Share
  • Link copied
المقال التالي