في الثلاثين من عمره، يعمل سالم سائق تاكسي أجرة، على مدخول يومي، يتراوح بين 45 و70 درهما، تبقى له بعد ملء خزان السيارة بما نقص من المحروقات، حسب العمل اليومي، ودفع سومة كراء السيارة (لگريمة) من صاحبها.
في البداية، عندما كان هناك عدد قليل من الحالات بالمغرب، كان من الممكن تحمله، ولكن بعد الانتشار السريع للفيروس التاجي، “أصبح الخوف واضحًا لدى جميع سائقي سيارات الأجرة”، يقول سالم، سائق سيارة أجرة بالعيون في حديث لـ”باناصا”.
ويعمل سائقو سيارات الأجرة، الذين يمثلون أرجلا للمواطن البسيط، ووسيلة تنقله لقضاء حوائجه، دون أي حماية وفق ما عاينته “بناصا”، في جولتها مع سالم، وهذا أمر خطير لكل من المهنيين والزبناء.
وعلى الرغم من عمليات التطهير والتعقيم للمؤسسات والأماكن العامة من قبل السلطات، يجب على سائقي سيارات الأجرة تنظيف المركبات بأنفسهم مرات في اليوم، بعدما عقمت بلدية العيون سياراتهم مرة، ولكنهم يشتغلون بدون أقنعة ولا قفازات واقية، وهنا يبدوا أن الخطر أعلى بكثير.
ويحمل سالم في سيارته، زبونا واحدا، وكأقصى حد إثنان، إذا صادف وأن مسارهما واحد، لأنًالإجراءات التي اعتمدتها وزارة الداخلية حددت مقاعد سيارات الأجرة التي يمكنها نقل 6 أشخاص، مع ترك الحد الأقصى عند 5، والصغيرة في شخصين.
ولكن، وفق ما شاهدناه، فهنالك أكثر من سيارة أجرة صادفناها، تحمل ثلاثة زبناء، رفقة السائق، غير مكترثين، بسلامتهم ولا سلامة زبنائهم، ولا السلطات تتحدث.
سالم، وفي رده لسؤال طرحته “باناصا”، لم لا تلتزم بالحجر؟، -لا سيما بعد تأكيد إصابتين في مدينة بوجدور، وأحاديث هنا وهناك تتواتر عن حالات مشتبه بها، بالعيون-، يقول، وقد ارتسمت على وجهة ابتسامة ساخرة، “أعلم أن العزل الصحي أمر هام ولكن يصعب علي البقاء في المنزل دون مدخول، فمدخول اليوم هو مصروف الغد”.
تعليقات الزوار ( 0 )