Share
  • Link copied

زيـارة عـسكريـة جـزائـريـة إلـى نـواكشوط فـي ظـل تـوتـرات إقـليـميـة.. مـا الـرسائـل الـخـفيـة؟

في ظل أجواء سياسية متوترة بين موريتانيا والجزائر، اختتم وفد عسكري جزائري رفيع المستوى، يوم أمس (الثلاثاء) 28 يناير، زيارة استمرت يومين إلى العاصمة الموريتانية نواكشوط.

وجاءت الزيارة التي قادها الجنرال جريبي محرز، المدير المركزي لأمن الجيش الشعبي الجزائري، في توقيت بالغ الحساسية، خاصة بعد تصريحات تهديدية من بعض قيادات جبهة البوليساريو ضد موريتانيا، والتي هددت بإشعال حرب في المنطقة.

ووفقًا لمصادر موريتانيا، تم استقبال الوفد الجزائري من قبل قيادات رفيعة المستوى في الأركان العامة للجيش الموريتاني.

ورغم أن الزيارة وصفت من قبل بعض المصادر بأنها “روتينية” وتندرج في إطار تنفيذ مذكرة تفاهم وقعها قائد أركان الجيش الموريتاني السابق مع نظيره الجزائري الجنرال شنقريحة خلال زيارة الأخير إلى موريتانيا العام الماضي، إلا أن التوقيت والمضمون يثيران تساؤلات حول الأهداف الحقيقية خلف هذه الزيارة.

كما جاءت الزيارة في أعقاب تقارير إعلامية تحدثت عن اختراق حدودي من قبل الجيش الجزائري لمنطقة شمال شرق موريتانيا قبل أسابيع قليلة.

وأثارت هذه الحادثة حالة من التوتر بين البلدين، مما دفع البعض إلى التساؤل عما إذا كانت الزيارة تهدف إلى تقديم تفسيرات أو مبررات من الجانب الجزائري لتخفيف حدة التوتر القائم.

ومن جهتها، أكدت مصادر عسكرية موريتانية أن المباحثات بين الوفد الجزائري ونظيره الموريتاني ركزت على تعزيز التعاون الثنائي في المجالات الأمنية والعسكرية بين البلدين. ومع ذلك، لم يتم الإفصاح عن تفاصيل دقيقة حول طبيعة هذه المباحثات أو النتائج التي تم التوصل إليها.

ولا يمكن فصل هذه الزيارة عن التصريحات الأخيرة لقيادات جبهة البوليساريو، التي هددت موريتانيا بالحرب إذا ما استمرت في تبني مواقف معينة تجاه النزاع في الصحراء الغربية المغربية.

ووضعت هذه التهديدات موريتانيا في موقف دبلوماسي وعسكري دقيق، خاصة في ظل علاقاتها المتوترة مع الجزائر، الداعم الرئيسي للبوليساريو.

ويعتقد مراقبون أن الزيارة الجزائرية قد تكون محاولة لاحتواء الأزمة وتجنب تصعيد إضافي في المنطقة، خاصة مع تزايد الحديث عن تحركات عسكرية محتملة على الحدود المشتركة بين البلدين.

كما أن الزيارة قد تكون محاولة من الجزائر لإعادة ترتيب أوراقها في المنطقة، خاصة بعد التطورات الأخيرة في ملف الصحراء الغربية وموقف موريتانيا منه.

ورغم الطابع الرسمي والروتيني الذي حاولت الأطراف إعطاؤه للزيارة، إلا أن الأسئلة تظل مطروحة حول ما إذا كانت هذه الزيارة ستؤدي إلى تخفيف التوترات أم أنها مجرد خطوة شكلية في إطار دبلوماسية الأزمات.

كما أن التصريحات اللاحقة من الجانبين، خاصة فيما يتعلق بملف الصحراء والعلاقات الثنائية، ستكون مؤشرًا مهمًا على اتجاه العلاقات بين البلدين في الفترة المقبلة.

Share
  • Link copied
المقال التالي