شارك المقال
  • تم النسخ

زراعة الأفوكادو: تصدير أزيد من 40 مليار لتر من الماء إلى أوروبا دون تحقيق الاكتفاء الذاتي في ما يحتاجه المغاربة

في ظل الإجهاد المائي الذي تعرفه المملكة، طالبت فيدرالية اليسار الديمقراطي، وزير الفلاحة، محمد صديقي، بالكشف عن التدابير الذي تعتزم الوزارة القيام بها من أجل مواجهة الأزمة المائية المتربصة بالمغاربة والعمل على إيجاد بدائل لزراعة الأفوكادو المستنزفة للفرشة المائية والتي لا تعود بالنفع على المواطن المغربي.

وقالت فاطمة التامني، ضمن سؤال كتابي وجهته إلى وزير الفلاحة، إنه “في الوقت الذي يواجه فيه المغرب ما ينذر بأزمة حقيقية في الماء، دفعت بعدد من المواطنين للهجرة من قراهم، والمناطق التي يعيشون فيها، بحثا عن شريان الحياة، خرجت تقارير تتحدث عن تصدير المغرب لخمسة وأربعين ألف طن من لافوكادو لدول أوروبية”.

وأوضحت، أن المغرب “يحتل الرتبة التاسعة دوليا في تصدير هذه الفاكهة، في الوقت الذي حذرت فيه حركات بيئية وفعاليات مدنية من استنزاف الثروات المائية، والدعوة لزراعة خضر وفواكه أخرى يُمكن تصديرها دوليا بما يضمن ترشيد سليم للثروة المائية”.

وأشارت النائبة البرلمانية، إلى أن الجميع يعلم أن لافوكادو، تُعدّ من أكثر الفواكه والخضروات استنزافا للماء، بحيث تؤكد تقارير علمية أن كل كيلوغرام من الفاكهة المذكورة، تستنزف أكثر من ألف لتر من الماء، وبالتالي فإن خمسة وأربعين ألف طن، من الأفوكادو، استنزفت أكثر من أربعين مليار لتر من الماء، كان سيستفيد منها المغاربة في احتياجاتهم المعيشية”.

وحطمت صادرات الأفوكادو المغربية نحو البلدان الأوروبية أرقاما قياسية من حيث حجم المبيعات لعدة مواسم متتالية، وقد تضاعف إجمالي الصادرات أربع مرات في السنوات الست الماضية، وبالتالي أصبح المغرب تاسع أكبر مصدر للأفوكادو في العالم.

ووفقا للمعطيات التي قدمها موقع “إيست فروت” المتخصص في أسواق الخضر والفواكه، فإن الموسم الحالي لم يكن استثناءً، حيث صدر المغرب 45 ألف طن من الأفوكادو بقيمة 139 مليون دولار بين يوليو 2022 وماي 2023. علاوة على ذلك، قام المصدرون المغاربة بتوسيع جغرافية مبيعاتهم، وقبل ست سنوات كان هناك 19 دولة مستوردة، أما اليوم فقد ارتفع هذا العدد إلى 25 دولة.

وتمثل إسبانيا وفرنسا وهولندا غالبية صادرات المغرب الإجمالية من الأفوكادو، وفي الوقت نفسه، قامت ألمانيا أيضًا بزيادة واردات الأفوكادو، وفي عام 2017، كانت ألمانيا سابع أكبر مستورد للأفوكادو على مستوى العالم، ثم احتلت المرتبة الخامسة في عام 2022.

وأكد الموقع، أن المثير للدهشة أن المكسيك، الرائدة عالميًا في صادرات الأفوكادو، كانت تتراجع بشكل مطرد صادراتها إلى ألمانيا. وفي موسم 2022/23، حيث انخفضت صادرات الأفوكادو المكسيكية إلى ألمانيا إلى الصفر.

ولا تزال هولندا وإسبانيا الموردين الرئيسيين للأفوكادو للسوق الألمانية، لكن المغرب يعمل أيضًا على تطوير مصادر بديلة، ونتيجة لذلك، بلغت حصة المغرب في إجمالي واردات الأفوكادو في ألمانيا، في موسم 2022/23، 4,7%، وكانت أعلى من 10% خلال شهري نوفمبر وفبراير.

ويحتل الأفوكادو المركز الأسرع نموًا في الصادرات البستانية العالمية، وقد عزز العالم الحديث للأغذية الصحية زيادة الطلب العالمي على الأفوكادو، ومن المتوقع أن تصبح الأفوكادو فئة الفاكهة الأكثر تصديرًا بحلول عام 2030، كما نما الإنتاج العالمي بسرعة وسيصل إلى 12 مليون طن بحلول عام 2030.

وأشارت المنصة المتخصصة في أسواق الخضر والفواكه، إلى أن صناعة زراعة الأفوكادو في المغرب تتعرض حاليا للخطر بسبب عجز الموارد المائية، ومع ذلك، فإن المساحات المزروعة آخذة في التوسع في المغرب، ومن المتوقع أن يزيد الإنتاج بنسبة 20٪ على أساس سنوي ويصل إلى الحد الأقصى الجديد.

شارك المقال
  • تم النسخ
المقال التالي