Share
  • Link copied

رُبط بـ”صفقة القرن”.. ترويج “الديانة الإبراهيمية” في امتحانات البكالوريا يثير الجدل

رَجَّت شبكات التواصل الاجتماعي، يومه (الأربعاء) على خلفية اختبار في مادة التربية الإسلامية بإحدى المؤسسات التعليمية بجهة مراكش، يدعي فيه بعض رواد “المارد الأزرق”، أنه يدعو لفكرة الديانة الإبراهيمية، الأمر الذي وصفه بعض الناشطون بأن له علاقة بـ”صفقة القرن” وأنه مدخل لتقبل اليهود بصفتهم أحد أتباع الديانات السماوية الثلاثة.

وجاء في نص امتحان التربية الإسلامية، الذي اطلعت عليه جريدة “بناصا”، أن “سهيل طالب في مقتبل العمر، دائم البحث والنظر والتأمل، أثارت اهتمامه مداخلة زميلته شيماء عقب ندوة نظمها مركز التجديد والاجتهاد للدراسات والأبحاث بعنوان: “الشريعة الإسلامية بين الأمس واليوم”.

ومما جاء فيها: “لقد آن الأوان للجمع بين الأديان السماوية الثلاثة في دين واحد يساير العصر وقضاياه ويتماشى والحضارة الحديثة، وينبذ الاختلافات العقدية، خاصة وأن لهذه الأديان أصلا عقديا وتاريخيا واحدا، ألم تقرؤوا قوله تعالى ( ثم أوحينا إليك أن اتبع ملة إبراهيم حنيفا وما كان من المشركين ) ( النحل الآية 123)”.

وفي مداخلة ثانية أشار أنس إلى أن الشريعة الإسلامية تتسم بالجمود وعدم مسايرة مستجدات العصر لأن باب الاجتهاد قد أغلق اليوم أمام جميع المسلمين، بسبب الاكتفاء بأقوال العلماء السابقين، فكانت النتيجة تعطيل العقل المسلم ودوره في تدبر النص الشرعي وحسن فهمه وتنزيله”.

لا داعي للتسرع والاستعجال

وتعليقا على الموضوع، طالب آيت إبراهيم باخة، وهو أستاذ يدرس مادة التربية الإسلامية بثانوية يوسف بن تاشفين الإعدادية بإمنتانوت، بعدم التسرع والاستعجال، قائلا: إن “كثير من المتابعين تسرعوا في انتقاد نموذج امتحان للتربية الإسلامية، بدعوى أنه يدعو لفكرة الديانة الإبراهيمية”.

وأوضح المصدر ذاته في تدوينة له، “والحق أن الأمر ليس كذلك، فمنطق التقويم في المادة كما يعرفه أهله، هو الانطلاق من وضعية تقويمية مشكلة، تحدث لدى المتعلم/الممتحن زوبعة ذهنية تدفعه لحشد كل مكتسباته وقدراته لتحليلها والخروج مما تثيره من إشكالات”.

وأضاف، “غالبا ما تحمل الوضعية المشكلة آراء خاطئة، وتصورات قاصرة، حتى يكون المتعلم قادرا على إبراز مواقفه وتوجيهاته القويمة المستمدة من دروس المادة التي تروم تصحيح مثل هذه التوجهات المنحرفة …”.

وتابع، “ولهذا فهذه الوضعية المطروحة وضعية جريئة جدا ومناسبة، ولا أدري كيف غفل المنتقدون المتسرعون عن الأسناد التي ذيلت بها الوضعية، فالسند الأول (اليوم أكملت لكم …ورضيت لكم الإسلام دينا) هو بمثابة المنطلق الرئيسي لتقويم ادعاء (شيماء) في دعوتها صهر الأديان الثلاثة في دين واحد”.

أما السند الثاني، يردف المتحدث ذاته، فهو “للمؤرخ الإنجليزي، هو بمثابة مدخل لتفنيد ادعاء أنس كون الاسلام دين جمود لا يساير الحضارة”.

وختم آيت إبراهيم باخة بالقول:”كان الأولى بالمنتقدين الرجوع لأساتذة المادة حتى يفهموا جيدا فلسفة التقويم في امتحانات مادة التربية الإسلامية”.

Share
  • Link copied
المقال التالي