أثار قرار مديرية الجمارك والضرائب غير المباشرة المغربية، القاضي برفع أثمنة عدد من السجائر، غضب المواطنين المدخنين، خاصة أنه جاء في الظرفية الاستثنائية التي تشهدها المملكة، منذ مارس الماضي، في ظل تفشي فيروس كورونا المستجد.
وعرفت أثمنة عدد من السجائر بالمغرب، بداية من يوم أمس الخميس الـ 6 من شهر غشت الجاري، ارتفاعا في أثمنتها، وذلك بعد قرار مديرية الجمارك والضرائب غير المباشرة، الهادف لمواجهة تداعيات جائحة كورونا على الاقتصاد الوطني.
القرار أغضب فئة عريضة من المواطنين المغاربة الذين يستهلكون السجائر، خاصة أن رفع الثمن جاء في وقت توقف أغلبهم عن العمل، لمدة ثلاثة أشهر على الأقل، وحتى الفئة التي استمرت في الاشتغال خلال فترة الحجر الصحي، تضررت مداخيلها بشكل كبير.
وعرفت 9 أنواع من السجائر ارتفاعا في أثمنتها، وهي الأكثر مبيعا في المملكة، ويتعلق الأمر بكل من “مالبورو حمراء بوكس”، و”مالبورو كولد”، و”مالبورو بيونض”، الذي بات ثمنهما في الوقت الحالي 37 درهما، إلى جانب “وينسطون حمراء عادية”، الذي وصل لـ 36 درهما.
هذا، ووصل ثمن “كلامور سليم”، إلى 35 درهما، كما لم تستثن الزيادات سجائر “ماركيز عادية”، التي تعد أشهر الأنواع التي تدخنها الفئات الشعبية، حيث ارتفع ثمنها لـ 22 درهما، وهو نفس الثمن الذر صار عليه “ماركيز ميديوم”، فيما أصبح ثمن “شيستر فيلد” 20 درهما ونصف، و”مونطي كارلو”، 21 درهما.
وأعرب أحد المواطنين الغاضبين من قرار رفع الأسعار، في تصريحه لجريدة “بناصا”، عن سخطه مما أسماه “لامبالاة” السلطات المغربية بالوضعية المتأزمة للمختلف الفئات المجتمعية، في ظل أنها “مستمرة في السير في واد والمواطن المقهور في واد آخر”، حسب تعبيره.
وتابع المتحدث نفسه في حديثه لـ”بناصا”:”الظرفية الراهنة التي تمر بها البلاد، التي تضرر منها الجميع، لا تسمح برفع الأسعار على المواطن البسيط، الذي لا يجد صعوبة في شراء الحاجيات الضرورية للعيش، وفاقموا وضعه برفع أسعار السجائر التي تعتبر أمرا أساسيا بالنسبة للمدمنين عليها”.
من جانبه استغرب مواطن آخر متضرر من قرار رفع أسعار السجائر، من تشفي بعض الأشخاص غير المدخنين، الذين اعتبروا بأن خطوة مديرية الجمارك والضرائب، صائبة، وستساهم، وفق تعبيرهم، في تخفيض نسبة المدخنين، الذين يضرون صحتهم، رغم كل التحذيرات.
وأوضح المتكلم نفسه في تصريح لـ”بناصا”، بأن هذا الكلام نابع عن “جهل”، مسترسلا:”نحن أيضا نعلم جيدا بأن التدخين مضر بالصحة، ولكننا في آخر المطاف، مدخنون، وقبل هذا، مواطنون مغاربة، لذا يفترض أن تراعى ظروفنا أيضا، في ظل الوضعية الحالية التي فاقمت أزمات الجميع”.
وحسب آخر المعطيات المتعلقة باستهلاك السجائر في المغرب، فإن نسبة انتشار التدخين في صفوف المغاربة تصل لـ 18 في المائة، لدى الفئة التي تفوق أعمارها الـ 15 سنة، وبنسبة 41 في المائة لدى الساكنة التي تتعرض للتدخين السلبي، كما تعتبر المملكة، من أكثر البلدان استهلاكا للسجائر في المنطقة المتوسطية بحوالي 15 مليار سجارة سنويا.
تعليقات الزوار ( 0 )