عكس كثير من الأنشطة التي أجبرها كورونا على تغيير خُططها، ومن بينها مخيمات الأطفال الصيفية، لم يتأثر عُشّاق التخييم الفردي الداخلي من الجائحة، خاصة بتزامن الرفع التدريجي للحجر الصحي مع فصل الصيف، الوقت المثالي الذي يتجه فيه عشاقُ الطبيعة، إلى وجهاتهم المفضلة.
رحلات التخييم مثّلت، منذ ظهور الجائحة، بديلاً آمنا للعائلات من أجل التوجهِ لأحضان الطبيعة، بعيداً عن احتمال انتقال عدوى كوفيد-19، التي تكون مرتفعة في الفنادق، نظرا للتَردّد الكثير من العملاء عليها، إلى جانب أن المساحة التي تكونُ بين الخيام المتواجدة في الشاطئ، أو المنتزه، تراعي بشكل كبير إجراء التباعد الاجتماعي.
ومن ضمنِ الأمور التي ساهمت في عدم تأثّر هذه الهواية من جائحة كورونا، طبيعتُها التي تتميّز بعدة سمات، اعتبرت من قبل الجهات الوصية على القطاع الصحي في مختلف دول العالم، ومنها وزارة آيت طالب، من بين الإجراءات الوقائية للحماية من الفيروس، وبالأخص التباعد الاجتماعي.
في الطبيعةِ العذراءِ.. لا مكانَ للوباءِ
اختارَ عددٌ كبيرٌ من الأشخاص حول العالم، شراءَ أدواتِ التخييم والتوجه للغابات والجبال من أجل قضاء الحجر الصحي في مكان آمنٍ، بعيداً عن الاكتظاظ والضجيج وكورونا، نظراً لأن هذا النشاط، يتميز بانعزاله عن المدن التي سجلت أكبر عدد من الإصابات، عكس المناطق العذراء، التي بقيت نقيةً من الوباء.
وفي هذا السياق قال محمد، أحد عشاق التخييم لـ”بناصا”، إن “هذه الهواية، تتناسب بشكل كبير مع ظرفية كورونا، فهي تراعي شروطه الوقائية، إلى جانب أنها تتم في أماكن بعيدة لا شيء فيها، إلا بشرٌ معدودون على رؤوس الأصابع، بالإضافة للأشجارِ وجبالِ وباقي مكوناتِ الطبيعةِ العذراء. لا شيء فيها يمكنه أن ينقل كورونا”.
تَباعدٌ اجتماعيٌّ طبيعيّ
وأضاف ذات المتحدث، بأن “إلغاء التخييم الخاص بالأطفال، جاء لكونه يعرف تجمعات كبيرة للصغار والمشرفين على المخيمات، وهو ما لا يحدث في التخييم الفردي، الذي يُعتبر فيه التباعد الاجتماعي بين الخيام، وبين العائلات المتواجدة في نفس المكان، سمةً أساسيةً، وتبعد الخيمة عن الأخرى بأكثر من ثلاثة أمتار على الأقل”.
ولم تشهد غالبية البوادي والقرى في المغرب، تسجيل إصابات بفيروس كورونا المستجد، نظراً لأن مسألة التباعد الاجتماعي التي يُفترض توفرها لتفادي الإصابة بالعدوى، موجودة بشكل طبيعي، بحيث أن البيوت تبعد الواحدة عن الأخرى بأمتار عديدة، الأمر الذي جعل المجال القروي في المملكة، قلعةً “حصينةً” ضد كورونا.
الخروجُ من أزمةِ الحجرِ الصحيِّ
دور التخييم في مرحلة ما بعد مرحلة الحجر الصحي، يبدو مهما للغاية، حيث يراه البعض بأنه “أفضل ملاذٍ للتخلص من الاكتئاب الذي أصاب الكثير من المواطنين في الشهور الثلاثة أو الأربعة الأخيرة، كما أنه سيساعد على تحسين نفسية الأشخاص، حتى وإن لم يصابوا بأي أزمة، لأن جمال الطبيعة يسرّ القلوب ويحسّن مزاجها”.
مواطن ثاني صرح لـ”بناصا”، بأنه يخطط للتوجه للتخيم في الأيام القليلة المقبلة، من أجل تجاوز الأزمة النفسية التي تسببت فيها ثلاثة أشهر من الحجر الصحي، قائلا:”أعتقد بأن الجو في أحضان الطبيعة، سواء في الشواطئ أو الغابات أو الجبال، يبعث على الراحة، وسيساهم حتما في تجاوز مخلفات الجائحة على المستوى النفسي”.
تعليقات الزوار ( 0 )