على الرغم من التشجيع الرسمي التي تعلنه الحكومة المغربية، للشباب حاملي أفكار المشاريع، والمقاولات الصغرى والمتوسطة، إلا أن استمرار وجود العديد من العراقيل العملية، تحول دون تحقيق مجموعة من الشباب لأهدافهم المرتبطة بتأسيس مشاريع مدرة للدخل.
وكشف مصادر جريدة “بناصا”، أن هناك العديد من المشاكل التي يعاني منها المقاول الذاتي، أولها “تأخر حصوله على البطاقة”، إلى جانب المعيقات الأخرى التي رافقت دمج هذه الفئة في الصندوق الوطني للضمان الاجتماعي، وسوء الفهم الحاصل للموضوع للمساهمة المالية للانخراط فيه.
غموض بخصوص الانخراط في صندوق الضمان
وفي هذا السياق، قال عبد الرحيم عنوري، رئيس المكتب الجهوي للرابطة الوطنية للمقاولين الشباب والتنمية المقاولاتية، إن هناك “العديد من الأشخاص، يتخوفون من الانخراط في الصندوق الوطني للضمان الاجتماعي، لأنهم يخشون من ارتفاع قيمة المساهمات التي يؤدونها كل 3 أشهر”، مبرزاً أن الرابطة سبق لها أن قامت بدورة تكوينية في هذا الصدد، لفائدة الصناع التقليديين والمهنيين غير الأجراء، من أجل توضيح هذا الموضوع”.
معاناة المستثمر القروي مع التمويل
وتابع المتحدث، في تصريح لـ”بناصا”: “بالنسبة لتمويل مشاريع المستثمر القروي، حين يقوم الشخص بتقديم ملف متعلق بتربية النحل، أو تربية الدواجن أو تربية الماعز، أو غرس الأشحار المثمرة مع حفر الآبار، لا يقبلون، بحجة أن المشروع، قد لا ينجح”، مستنكراً: “لا يمكن أن تنشئ في المجال القروي، مقاولة بناء، أو مقهى أو مطعم”.
تأخر في الرد على طلبات تأسيس التعاونيات
واسترسل المتحدث: “هناك مشكل في تأسيس التعاونيات أيضا، فمنذ بدء تفشي فيروس كورونا، في مارس من 2020، بدأ تأسيسها عن بعد، عبر البريد الإلكتروني لمكتب تنمية التعاون، حيث يرسل الراغب في تأسيسها طلب التسمية وبقية المعلومات المتعلقة بالتعاونية وصاحبها، ويضطر المعني لانتظار فترة طويلة، بسبب التأخر في الرد”.
رفض فتح حسابات بنكية
وأردف أن هناك “مشكل في فتح حساب بنكي خاص بالتعاونية، خصوصا في فجيج، وجرادة والناظور، بسبب وجود تناقض بين القانون 12.112 المنظم للتعاونيات والأبناك، لأن الأبناك تطلب الوصل النهائي لتأسيس التعاونية، قبل فتح حساب باسمها، ومن أجل الحصول على وصل تأسيس التعاونية، تحتاج إلى الشهادة البنكية من أجل تقديمها للمحكمة في قسم السجل التجاري”.
دعم هزيل
ونبه رئيس الرابطة الوطنية للمقاولين الشباب والتنمية المقاولاتية بالشرق، إلى وجود مشكل آخر يتعلق بالدعم، حيث أوضح أن الرابطة تنضوي تحت لوائها العديد من التعاونيات، وقد سبق لبعضها، أن تقدمت بطلب الحصول على “دعم كشروع بقيمة 8 ملايين سنتيم، غير أن البنك لم يمنحها سوى 3 ملايين فقط”.
الإقصاء من الصفقات العمومية
وأشار عنوري، في السياق نفسه، إلى أن “العديد من الشباب، أنشأوا مقاولات، مثل مقاولات البناء، وأرادوا المشاركة في الصفقات العمومية، إلا أنه يتم رفضهم، بذريعة أنهم لا يتفرون على الشروط”، متابعاً: “هذه الشروط تتوفر فقط في تلك الشركات التي سبق لها أن فازت بالصفقات العمومية، وتولت تنفيذ عدد من المشاريع”.
ونبه رئيس الرابطة المذكورة نفسه، إلى أنه سبق لهذا الموضوع أن طرح على رؤساء جماعات، وأخبروا بالإشكالية المطروحة، والتي لا تشجع الشباب على ولوج هذا القطاع، داعياً إلى ضرورة تخصيص نسبة مئوية للصفقات العمومية لفائدة الشباب والشركات الناشئة.
تعليقات الزوار ( 0 )