شارك المقال
  • تم النسخ

رغم التطمينات.. المُلقّحون غير محميين من الوصول لمرحلة الخطر بسبب “كورونا”

بالرغم من التطمينات التي تطلقها شركات لقاحات فيروس كورونا المستجد على المستوى العالمي، بخصوص أن الأشخاص الذين تلقوا جرعتي التطعيم، محصنون من بلوغ درجة الخطر ودخول غرف الإنعاش والعناية المركزة، إلا أن هناك عدة حالات وصلت إلى هذه المرحلة في المغرب، الأمر الذي بات يهدّد بانتكاسة جديدة رغم كل الجهود المبذولة لتفاديها.

وتواصل وزارة الصحة صمتها الكامل عن المعطيات المتعلقة بعدد الإصابات بفيروس كورونا المستجد في المغرب، مكتفيةً بالتأكيد على أن أخذ جرعتين لا يكفي للوقاية من الإصابة، بعدما سبق لجريدة “بناصا”، أن كشفت في تقرير سابق لها، عن وجود حالات إصابة في مستشفيات المملكة، تلقت حقنتي اللقاح قبل 4 أسابيع على الأقل.

وعكس التطمينات المتعلقة بأن اللقاحات تحمي من بلوغ درجة الخطر بنسبة مائة في المائة، حتى في حالة الإصابة بالفيروس التي تبلغ درجة الحماية منها ما بين 76 و86 في المائة، فإن مصادر مطلعة كشفت لجريدة “بناصا”، أن هناك حالات أصيبت بـ”كوفيد19″، رغم تلقيها لجرعتي اللقاح، ووصلت درجة الخطر.

وأوضحت مصادر الجريدة أن هناك أشخاصا أصيبوا بالفيروس التاجي وهم يرقدون في الوقت الراهن داخل غرف الإنعاش والعناية المركزة بعدد من المستشفيات المغربية، وحالتهم حرجة ويحتاجون أجهزة التنفس الاصطناعي للبقاء على قيد الحياة لحد الآن، منبهةً إلى أنه بالرغم من وجود تعتيم متعد من طرف الوزارة، إلا أن عدداً من المغاربة يعرفون أصدقاء أو أقارب في نفس الوضعية.

وكانت الأطر الصحية في المستشفيات المخصصة لاستقبال حالات الإصابة بفيروس كورونا في المغرب، قد تلقت تعليمات من أجل عدم إخبار أهالي المريض الذي جرى تلقيحه بأنه يحمل عدوى “كوفيد-19″، غير أن خروج الوزارة أول أمس من حالة الغموض، وإعلانها صراحةً أن التلقيح لا يحمي من الإصابة، بمثابة تأشير لأطرها لمصارحة العائلات، كطريقة للتحذير من مخاطر التهاون والاستهتار.

وحاولت جريدة “بناصا”، التواصل مع مسؤولين في وزارة الصحة من أجل معرفة أرقام الإصابات في صفوف المواطنين الذين تلقوا اللقاح، وعدد الحالات التي وصلت إلى مرحلة الخطر، وما إن كانت هناك أي وفيات مسجلة في صفوف هذه الفئة، غير أنها لم تتلق أي جواب، واكتفى المسؤولون بالإحالة إلى عدد الإصابات العامة التي تعلنها الوزارة في نشرتها اليومية.

وسبق لمنظمة الصحة العالمية، أن حذّرت قبل بضعة أيامٍ، الأشخاص الذين حصلوا على جرعتي اللقاح، مشددةً على أن ارتداء الكمامات وتطبيق قواعد التباعد الاجتماعي، أمر ضروري بالنسبة لهم، حيث قالت ماريانجيلا سيماو، مساعدة المدير العام للمنظمة، إن “اللقاحات وحدها لن توقف انتقال العدوى للمجتمع”، حسبها.

وأكدت سيماو، خلال مؤتمر صحفي من مقر منظمة الصحة العالمية في جنيف، إن الأشخاص حول العالم، بحاجة لأن يستمروا في استعمال الكمامات، والتواجد بأماكن جيدة التهوية، مع الحفاظ على نظافة اليدين وتطبيق التباعد الاجتماعي، وتجنب الزحام، معتبراً أن هذه الأمور، ما تزال “مهمة للغاية، حتى ولو تم تطعيمك، لأن انتقال العدوى عبر المجتمع مستمرة”.

وتصل نسبة لقاح “سينوفارم” الصيني، المستعمل في المغرب إلى 86 في المائة، في حين بلغت نسبة نجاعة “أسترازينيكا” البريطاني 76 في المائة، بعدما انخفضت في الفترة الأخيرة بـ 3 في المائة، مؤكدةً أنه حتى وإن أصيب الشخص الملقح بالفيروس التاجي، فإن نسبة تعرضه للأعراض المرضية الشديدة، منعدمة، وفقها دائماً، غير أن الحالات المسجلة تضع المعطى الأخير في قفص الاتهام.

يشار إلى أن اللقاحات ضد كورونا، على المستوى العالمي، لم تنه تجاربها السريرية، حيث وصلت إلى المرحلة الثالثة، غير أن التداعيات الكارثية التي تسبب فيها تفشي الفيروس، دفعت منظمة الصحة العالمية للترخيص باستعمال عدد من التطعيمات، كما أجبرت عدداً كبيراً من الدول على الترخيص لها أيضا، والشروع في تحصين مواطنيها.

كلمات دلالية
شارك المقال
  • تم النسخ
المقال التالي