رغم التصريحات العدائية المتكررة من مسؤولي الجزائر في حق المغرب، إلا أن المملكة، ومن جديد، غلبت الإنسانية على الخلافات السياسية، وحافظت على علاقاتها الاقتصادية مع الجزائر، مصدرة للجارة الشرقية أزيد عن نصف مليون كمامة.
وأعلنت وزارة الصناعة والتجارة، يوم أمس الثلاثاء، أن المغرب صدّر حوالي 18 مليون ونصف كمامة واقية، إلى 11 بلدا حول العالم، وذلك في ظرف 18 يوما فقط، من 21 ماي الماضي، لـ 8 يونيو الجاري، كان نصيب الجزائر منها 526.050 كمامة.
ويأتي هذا في ظل تصعيد جزائري رسمي ضد المغرب، عبر تصريحات لمسؤولين كبار، آخرها ما قاله محند اوسعيد بلعيد، الناطق باسم الرئاسة، عن قنصل المملكة بوهران، والذي تم تغييره مؤخرا، بعدما اعتبره “ضابطا في المخابرات”، وقبلها قول محمد لعقاب، المقرب من عبد المجيد تبون، إن المغرب يخطط “لتوسيع إمبراطوريته، ويعتبر الجزائر تهديدا عسكريا استراتيجيا”.
ويرى مراقبون، أنه وبالرغم من أن الصادرات لا تدخل في خانة المساعدات، إلا أن الظرفية الراهنة التي تعرفها العلاقة بين البلدين، والتي اتسمت بتصريحات عدائية من الجانب الجزائري، كان يمكن أن تكون سببا أكثر من مقنع في قطع العلاقات الاقتصادية، ورفض تصدير أي منتوجات، تجعل من خطوة المملكة المغربية، التي فضلت الحفاظ على هذه العلاقات، وتصدير الكمامات الواقية للجارة الشرقية، خاصة في هذه الظرفية الاستثنائية التي يعرفها العالم، والتي تستوجب التضامن، خطوة أشبه بالمساعدة الإنسانية.
وتعتبر الجزائر من بين أعلى البلدان في العالم من حيث نسبة الوفيات بسبب جائحة كورونا، حيث تشير آخر الإحصائيات الصادرة عن وزارة الصحة والسكان بالجارة الشرقية، إلى إصابة 10382 شخص بالفيروس، منهم 724 حالة وفاة، أي أن نسبة الفتك بالبلاد هي 6.94 في المئة، وهو معدل كبير جدا، في الوقت الذي تصل نفس النسبة في المغرب لـ 2.48 فقط.
جدير بالذكر، أن خطوة المغرب ليست الأولى، فقد سبق أن أرسل الملايين من الكمامات الطبية، بداية شهر ماي الماضي، إلى الجزائر، في إطار العلاقات الاقتصادية، الأمر الذي لاقى صدى واسعا وقتها، بعد تفاعل الشعب الجزائري مع هذا التصرف وشكره للمملكة.
تعليقات الزوار ( 0 )