شارك المقال
  • تم النسخ

رغم اختيارهم للحضوريّ.. غياب “النقل” و”الإيواء” يحرمُ تلاميذ القرى من الدراسة

مرت حوالي شهرين على انطلاق الموسم الدراسي الحالي، الذي يعرف ظروفاً استثنائيةً غير مسبوقة في تاريخ المغرب، في ظل استمرار تفشي كورونا المستجد وتداعياته التي انعكست على مختلف المجالات، وهو ما فرض على وزارة التربية الوطنية بقيادة سعيد أمزازي، اتخاذ مجموعة من الإجراءات الصارمة لتفادي انتشار عدوى الفيروس.

ومنحت الوزارة، حق اختيار الصيغة التربوية؛ حضورية أم عن بعد، للأسر المغربية، حيث مكنتها، عبر مطبوع، من صلاحية تقرير مصير أبنائها، لتختار أكثر من 90 في المائة منها، التعليم الحضوري، غير أنه، وبالرغم من ذلك، لم يتمكن الآلاف من التلاميذ من بدءِ الموسم الدراسي، بعد قرابة الشهرين من انطلاقته.

رغم الوعود الوزارية التي أطلقها أمزازي، بخصوص توفير الظروف المواتية للدراسة، في حال اختار أهل التلميذ، الصيغة الحضورية، إلا أن مجموعة من المتمدرسين، قدروا بالآلاف، يقطنون في مختلف الجماعات القروية بالمغرب، لم يحضروا أي حصة لحد الآن، بسبب إغلاق “الداخلي”، وعدم استئناف عمل النقل المدرسي.

وفي الوقت الذي التحق التلاميذ القاطنون بالقرى والبوادي البعيدة عن المدارس، بالإعدادية التأهيلية لزرقت، الواقعة ضواحي مدينة تارجيست، الإثنين، الماضي، ما يزال زملاؤهم الذين يتابعون تعليمهم بالإعدادية التأهيلية سيدي بوتميم، غائبين عن حضور حصصهم، في ظل استمرار غياب النقل المدرسي، وإغلاق “الداخلي”.

وأكد مصدر من داخل المؤسسة المذكورة، بأن “هناك مجموعة من التلاميذ، والذين قد يصل عددهم لحوالي الـ 50، من أصل 400 بالإعدادية، لم يحضروا لأي حصة بعد، نظرا لكونهم يقطنون في مناطق بعيدة، ولا يمكنهم المجيء إلا عبر النقل المدرسي، وفي ظل استمرار غيابه، لم يتمكنوا من متابعة الدراسة”.

وحسب المصدر السابق، فإن “الداخلي، الذي يسهل مأمورية التلاميذ القاطنين في المناطق البعيدة، ويوفر لهم المسكن والمأكل للبقاء داخل المؤسسة ومتابعة الدراسة، ما يزال مغلقاً، وهو الأمر الذي جعل هذه الفئة، محرومة من متابعة دراستها، برغم أن عائلاتها اختارت الصيغة الحضورية”.

ويطالب آباء التلاميذ المتضررين، الجهات الوصية، بالتدخل العاجل، من أجل إنقاذِ موسمِ أبنائها قبل فوات الآوان، عبر إعادة حافلات النقل المدرسي للعمل، وفتح المراكز والدور المتخصصة في إيواء المتمدرسين الذين يقطنون في مناطق بعيدة، وعلى رأسها الداخليات التابعة للمؤسسات التعليمية.

ورداً على تبرير وقوف الخوف من تفشي كورونا في النقل المدرسي، يقول أحد الآباء، إن “الفيروس لا يفرق بين حافلة للنقل المدرسي، أو سيارة “خطاف”، أو مقهى، أو سوق، أو حتى المؤسسات التعليمية؛ نظرا لأنها تشهد تجمعات كبيرة، لذلك لا يمكن جعل كورونا، شماعةً لحرمان التلاميذ من مواصلة الدراسة منذ شهر مارس الماضي ولغاية اليوم”.

شارك المقال
  • تم النسخ
المقال التالي