زادت رسائل الودّ الجديدة التي بعثتها ألمانيا إلى المغرب، من عزلة إسبانيا داخل الاتحاد الأوروبي، بعدما بات ينظر إليها على أنها الدولة الوحيدة التي تعرقل تأييد القارة العجوز، لمقترح الحكم الذاتي، كحل وحيد لنزاع الصحراء، بعد أن انضمت برلين إلى قائمة البلدان الداعمة لطرح الرباط لتسوية هذه الأزمة الإقليمية المفتعلة.
فبعد الإشادة الواضحة التي أعربت عنها ألمانيا، مباشرة بعد تولي المستشار الجديد أولاف شولتز، لمهامه خلفاً لأنجيلا ميركيل، بشأن مقترح الحكم الذاتي، وبأهمية الشراكة مع المغرب، عاد الرئيس الألماني فرانك فالتر شتاينماير، ليؤكد في رسالة إلى الملك محمد السادس، أن المقترح الذي تقدمت به الرباط سنة 2007، لحل المشكل، “أساس جيد”، لتسوية النزاع.
التأكيد الألماني على جدية مقترح الحكم الذاتي، والإشادة الصريحة بدور المغرب في تسوية الأزمة الليبية وتقريب وجهات نظر فرقائها، أعادت مياه العلاقات بين برلين والرباط إلى مجاريها بعد حوالي 10 أشهر على قطعها، وضع، حسب العديد من المتابعين، حكومة إسبانيا في موقف محرج، بعدما باتت الوحيدة التي تتشبث بموقفها الضبابي بخصوص نزاع الصحراء.
وترى وسائل إعلام إسبانية، أن الموقف الألماني الجديد من شأنه أن يزيد الضغوطات على بيدرو سانشيز، الذي ما يزال إلى الآن، متشبثا بالتحسين العلاقات مع المغرب، دون أن يكون ذلك على حساب تغيير موقف بلاده بخصوص نزاع الصحراء، وهو ما ترفضه الرباط، التي تشدد على ضرورة تبني الوضوح، دون ازدواجية.
العلاقات بين مدريد والرباط، كانت إلى غاية شهر دجنبر من سنة 2020، جيدة، إلا أن رد الفعل السلبي الذي أعربت عنه وزيرة خارجيتها وقتها، أرانشا غونزاليس لايا، بخصوص موقف الولايات المتحدة الأمريكية القاضي بالاعتراف بمغربية الصحراء، تسبب في أزمة صامتة بين البلدين، خرجت إلى العلن بشكل رسمي، بعدما قبل سانشيز دخول زعيم جبهة البوليساريو الانفصالية، إلى بلاده، سرّاً وبهوية مزورة.
دخول زعيم البوليساريو إبراهيم غالي إلى إسبانيا، الذي أريد له أن يتم في سرية تامة، وبهوية مزورة، سرعان ما انكشف وتسرب إلى وسائل الإعلام، وهو ما تسبب في إعلان المغرب عن قطع علاقاته مع الجارة الشمالية، بسبب مواقفها الضبابية وازواجيتها في التعاطي مع القضية الوطنية الأولى للمغاربة، لتتطور الأمور بعدها بشكل متسارعٍ، وصولاً إلى إقالة وزيرة الخارجية الإسبانية أرانشا غونزاليس.
إبعاد أرانشا عن الحكومة الإسبانية، وتعويضها بخوسيه مانويل ألباريس، سعى من خلاله بيدرو سانشيز، إلى إصلاح العلاقات مع المغرب، إلا أن ذلك، حتى ولو ساهم في تليين الكلمات المستعلمة من مسؤولي كلا البلدين، وتبادل التصريحات المعسولة، إلا أنه لم يمض بالشراكة الثنائية إلى برّ الأمانة إلى غاية الآن، حيث ما تزال الرباط تنتظر موقفاً واضحاً من الجارة الشمالية بخصوص قضية الصحراء المغربية.
تعليقات الزوار ( 0 )