دعا رئيس هيئة ميناء الجزيرة الخضراء، جيراردو لاندالوس، يوم أمس (الثلاثاء)، خلال ندوة صحافية، إلى “تطبيع” العلاقات بين المغرب وإسبانيا من أجل ضمان تنافسية أنشطة الموانىء وتعزيز الدور الإسباني في سياقه الأوروبي، وذلك في ضوء العلاقات الدبلوماسية المتوترة بين الرباط ومدريد.
وطالب لاندالوس، خلال الندوة التي نظمتها “دياريو ديل بويرتو” عبر تقنية المناظرة المرئية، من الحكومة الإسبانية نهج “سياسة الدولة” للتخفيف من العجز الحالي للبنية التحتية، مع تعزيز الاتفاقات مع المغرب حتى لا يحط من قدرة الدولة التنافسية لميناء الجيسيرينيو.
وشدّد المصدر ذاته، على أن “المضيق هو بيئة جيوستراتيجية حيث يجب على إسبانيا تنفيذ سياسة الدولة حول ميناء الجزيرة الخضراء في مواجهة العجز الهيكلي”، لافتا إلى “ضرورة هيكلة خط السكة الحديدي الذي تم بناؤه في القرن الماضي وبـ”استثمار إنجليزي خلال فترات تواجدهم”.
ووفقا لرئيس هيئة ميناء الجزيرة الخضراء، فإنّ المنافسة في منطقة المضيق “ليست مثالية” بالنظر إلى وجود عوامل “مشوهة” مثل النظم الضريبية المختلفة التي يطبقها جبل طارق والمغرب.
وأكد لاندالوس، خلال الندوة ذاتها، أنّ البلد المجاور (المغرب) يطبق في هذا الجيب الثاني، حول ميناء طنجة المتوسط، بمعاملة ضريبية عادية، وتعريفات محددة لجذب الاستثمارات، باعتبارها “سياسة دولة”.
وطالب أعلى ممثل للميناء بـ”تطبيع العلاقات مع المغرب وتعزيزها”، مشددا على أنه من الضروري تطبيع وتقوية الجوار الجنوبي مع المغرب، حيث إن الاقتصادات المرتبطة والمتكاملة ستعطي المزيد من الاستقرار للعلاقة مع جيراننا الجنوبيين، لاسيما في هذه الظرفية الدقيقة.
وأضاف “نحن نتحدث عن تكامل الاقتصادات، وليس إعادة التوطين، الذي قدم كمثال لسلسلة القيمة المتكاملة لصناعة السيارات المغربية وتصدير المركبات إلى أوروبا عبر إسبانيا (مع ميناء الجزيرة الخضراء كنقطة دخول) موضحا “أنه سيعزز حضور إسبانيا في الاتحاد الأوروبي”.
وأشار المتحدث ذاته، إلى أنّ المغرب شريك في نشر حركة الطرق التجارية، التي تهدف إلى الوصول إلى 400 ألف شاحنة هذا العام (600 ألف في عام 2025).
وأكد، أن الجزيرة الخضراء متصلة بمئة ميناء أفريقي، حيث تمر تسعة من 20 طريقًا بحريًا رئيسيًا في العالم عبر المضيق وهو ثاني طريق بحري على نطاق عالمي ، مع 115000 سفينة سنويًا بفضل عدم انحرافه.
من جانب آخر، لم يخف رئيس هيئة ميناء الجزيرة الخضراء، قلقه بشأن تطور عملية عبور المضيق، أو عملية “مرحبا 2021” غير النمطية هذا العام بإذن دخول المسافرين من مختلف الموانئ في فرنسا وإيطاليا والبرتغال (بورتيماو).
وأشار إلى أن “الأمر غير اعتيادي ومقلق، ونأمل أن يضع منطق الاقتصاد كل الأسس في المستقبل للعودة إلى الحياة الطبيعية في السلسلة اللوجستية للمضيق، وأن التطور المحتمل لميناء بورتيماو البرتغالي كحلقة وصل تجارية مع المغرب قد تم الانتباه إليه”.
تعليقات الزوار ( 0 )