قال إدواردو دي كاسترو، رئيس مليلية المحتلة الذي انتهت ولايته بشكل رسميّ، اليوم الجمعة، إنه فشل في محاربة الفساد وتفكيك شبكة المحسوبية الموجودة في المدينة.
وأضاف دي كاسترو، البالغ من العمر 66 سنة، في مقابلة إعلامية، أنه يشعر بالهزيمة والإحباط، بعد نهاية ولايته، دون أن يتمكن من القضاء على “ثقافة الفساد” المستشرية في مليلية.
وتابع، في جوابه على سؤال: “كيف تلخص فترة ولايتك؟”: “الكثير من العقبات. لم أحقق الهدف وهو تفكيك شبكة المحسوبية والفساد. أترك منصبي وأنا أعلم أن الفاسدين يكافؤون، وأن الصادقين يعاقبون”.
وأوضح: “لقد فعلت كل ما في وسعي، لكنني كنت أرغب في فعل المزيد”، مسترسلاً: “كنت أود إجراء تدقيق مناسب، حاولت إنشاء مكتب لمكافحة الفساد، لكن ذلك لم يعجب الآخرين. لقد شعرت بالوحدة الشديدة”.
ويرى الكثير من النشطاء في مدينة مليلية، أن الحزب الشعبي شكّل شبكة ضخمة مكنته من مواصلة الفوز في الانتخابات بشكل مستمرّ منذ سنة 2000، حيث تصدر كل الاقتراعات.
ورغم أن الحزب الشعبي، في شخص إمبوردا، لم يترأس مجلس المدينة في انتخابات 2017، بسب تحالف ائتلاف مليلية، والاشتراكي العمالي، وسيودادانوس، إلا أنه تصدر الاقتراع.
في انتخابات 28 ماي الماضي، عاد الحزب الشعبي مرة أخرى، للسيطرة على الانتخابات، وهذه المرة تمكن من تحقيق الأغلبية المريحة، التي أتاحت له تشكيل المجلس دون الحاجة للتحالف.
وأعرب دي كاسترو، في المقابلة الإعلامية نفسها، عن أسفه، لعجزه عن محاربة ما أسماه بـ”شبكة إمبوردا”، وهي التي يرى نشطاء أنها تعمل على خدمة مصالحه، ومساعدته للاستمرار في رئاسة المجلس.
وانتقد رئيس مليلية المنتهية ولايته، تسريب صحيفة محلية هي “EL Faro” لخبر زيارة الملك فيليب السادس إلى المدينة، معتبراً أن هذا الأمر، تسبب في إلغائها، متهماً إياها بالعمل لصالح إمبوردا.
وبخصوص سبب إلغاء زيارة الملك فيليب السادس، إلى مليلية المحتلة، قال دي كاسترو: “لأن زيارة الملك إلى مليلية معقدة إلى حد ما بالنسبة للعلاقة مع المغرب”.
وقام محاوره بالرد عليه: “لكن مليلية هي أرض إسبانيا”، ليوضح دي كاسترو: “لكن المغرب لا يعترف بها على هذا النحو. الملك أراد أن يأتي، كان لديه اتصال مجاملة بي، لم يخبرن لماذا لم يأت، لكنني اكتشفت الأمر في مؤتمر الرؤساء الإقليميية لاريوخا، حيث أخبرنا أنا ورئيس سبتة، أنه كان يود أن يحضر”.
وفيما يخص ما إن كان مستقبل مليلية يمر عبر المغرب، أشار دي كاسترو، إلى أنه يعتمد على “احترام المغرب لمليلية. لأن الأخيرة حسبه كانت إسبانية منذ 525 سنة”، مبرزاً أن الرباط حاولت إدخال مليلية لقائمة الأراضي التي تنتظر إنهاء الاستعمار في الأمم المتحدة، لكنها لم توفق في ذلك.
تعليقات الزوار ( 0 )