سلط رئيس مجموعة بنك التنمية الأفريقي، أكينوومي أديسينا، الضوء على استفادة المملكة المغربية بشكل ملموس من تراكم تجاربها الإصلاحية، مشيرا إلى أنه ومنذ تولي الملك محمد السادس العرش، عمل على تطوير مناخ الأعمال، وجلب المستثمرين و تجويد البنيات التحتية للبلاد في قصة نجاح أفريقية مبهرة.
ربع قرن من التقدم تحت الرعاية الملكية
وأشاد أكينومي أديسينا بالمسار الذي سلكه المغرب على مدى السنوات الخمس والعشرين الماضية، وأعلن أنه “على مدى ربع قرن، كان صاحب الجلالة الملك محمد السادس هو باني المغرب الحديث”، مشددا على الدور المركزي للملك في تحويل البلاد.
وفي عهد الملك محمد السادس، شهدت المملكة الشريفة تحولا عميقا، لتصبح نموذجا للاستقرار والتنمية في القارة. وسلط رئيس بنك التنمية الآسيوي الضوء على الأثر الملموس للرؤية الملكية، التي دفعت بالمغرب إلى حقبة جديدة من الحداثة والتقدم.
ويتجسد هذا التحول على وجه الخصوص من خلال مضاعفة الناتج المحلي الإجمالي خلال ربع قرن، مما يشهد على النمو الاقتصادي المستدام. لكن بعيدا عن الأرقام، فإن التحسن الملموس في الظروف المعيشية للمغاربة هو ما يثير الإعجاب، حيث إن انفتاح المناطق الريفية وتعميم الوصول إلى الماء الصالح للشرب وتحديث نظام التعليم يوضح هذه الرغبة في التنمية الشاملة.
الجواهر التكنولوجية كرموز للتجديد المغربي
إن مغرب 2024 لا يكتفي باللحاق بالركب، بل يهدف إلى وضع نفسه في طليعة الابتكار في أفريقيا، يسلط أديسينا الضوء على المشاريع الرمزية التي تجسد هذا الطموح، نظير مجمع نور للطاقة الشمسية في ورزازات، وهو كاتدرائية صحراوية حقيقية مخصصة للطاقات المتجددة، يرمز إلى التزام المملكة بالتحول في مجال الطاقة.
ويشهد ميناء طنجة المتوسط، وهو مركز لوجستي عالمي المستوى، على رغبة المغرب في ترسيخ مكانته كمنصة أساسية للتجارة الدولية.
ويجسد الخط فائق السرعة، الأول من نوعه في القارة الإفريقية، هذا السعي نحو التميز والحداثة، قائلا: “إنها ليست مجرد وسيلة بسيطة للنقل السريع، ولكنها ناقل للتنمية الاقتصادية والاجتماعية، حيث تجمع المناطق معًا وتحفز التجارة. وتشكل هذه الإنجازات العملاقة جزءا من استراتيجية عالمية تجمع بين البنية التحتية المتطورة وتنمية رأس المال البشري”.
كما رحب رئيس بنك التنمية الآسيوي بالمقاربة الاستباقية التي اتبعها المغرب في مجال ريادة الأعمال والابتكار، من خلال تشجيع المملكة بنشاط رواد الأعمال الأكثر جرأة، سواء كانوا يعملون في القطاعات التقليدية أو في التقنيات الثورية.
وتساهم هذه السياسة الاستباقية في تنويع الاقتصاد المغربي وجعله أكثر مرونة في مواجهة الصدمات الخارجية. ووفقا لأكينومي أديسينا، فإن وصفة النجاح المغربي تعتمد على مزيج متوازن بعناية: استراتيجيات قطاعية مبتكرة، وإصلاحات هيكلية شجاعة، وتنويع اقتصادي راسخ، وإدارة حكيمة للاقتصاد الكلي وبيئة أعمال تتحسن باستمرار. ويتيح هذا النهج الشمولي للتنمية للمغرب أن يضع نفسه كقطب للاستقرار والنمو في منطقة مضطربة في بعض الأحيان.
إن التصريحات الرنانة التي أدلى بها رئيس البنك الآسيوي للتنمية بمناسبة عيد العرش تحظى باعتراف دولي بالجهود التي يبذلها المغرب، كما أنها توضح الروابط الوثيقة التي توحد المملكة بهذه المؤسسة المالية الأفريقية.
وإلى جانب التكريم للسيادة المغربية، فهي رسالة أمل للقارة بأكملها: برؤية واضحة وتنفيذ صارم، يمكن لأفريقيا أن تواجه تحديات القرن الحادي والعشرين وتؤكد نفسها على المسرح العالمي.
تعليقات الزوار ( 0 )