Share
  • Link copied

دفاعا عن محمد صلى الله عليه وسلم ضد منتقصيه

هذا العنوان من كتاب صدر  للفيلسوف المصري الكبير  عبد الرحمان بدوي  في آواخر  حياته باللغة الفرنسية ،كما صدر له بعده   كتابا آخر أسماه دفاعا عن القرآن ،  و وللتذكير  فعبد الرحمان بدوي كان موسوعة فلسفية بحق، وكيف لايكون وقد تتلمذ على يد فلاسفة كبار من أمثال ألكسندر كواريه وأندريه لالاند صاحب موسوعة لالاند الفلسفية قدم رسالته في الماجستير عن مشكلة الموت في الفلسفة الوجودية سنة 1942  ورسالته للدكتوره عن كتاب الزمان الوجودي سافر للدراسة في ميونخ سنة 1938 وتأثر برائد الفلسفة الوجودية هايدجر وكارل ياسبرز  كان يجيد الي جانب اللغة العربية الغة الفرنسية والإنجليزية والآلمانية والإسبانية والإيطالية واللاتينية واليونانية   أغنى المكتبة الفلسفة العربية بمائة وخمسة وعشرين كتابا

كان من آخرها موسوعة الفلسفة وموسوعة المستشرقين وله أعمال أخرى لم تنشر وعلى يديه ومن خلال كتبه تعرفت أجيال وراء أجيال من الفلاسفة العرب المعاصرين على التفكير الفلسفي فكان  بحق المعلم الثالت بعد أرسطو والفارابي كتب عن  المثالية الألمانية بداية من كانط و هيجل ونتشه وهايدجر وشوبنهاور وشلنج وفيور باخ  وفريدريك شيلر  وأرسطو وكل الفلسفة اليونانية بربيعها وخريفها وباساطيرها من أوروسيوس إلى تراجيديأت أسخيليوس وسوفوكليس وكل الفلسفة الإسلامية المشائية مع ابن سينا والفارابي والكندي وكذا الفلسفة الرشدية ولم يترك كذلك البحث في علم الكلام فكتب أحسن ما كتب في بابه كتابه مقالات الإسلاميين والذي عرج فيه على القرامطة والنصيرية والأشاعرية والمعتزلة وفصل الحديث عن الخوارج والشيعة  والخرمية والإسماعيلية  والفلسفة الغنوصية من المانوية إلى المزدكية وأرخ لتاريخ التصوف خير ما يكون التأريخ فتحدث عن شخصيات قلقة في الإسلام وشطحات الصوفية مع أبي يزيد البسامي وكتب عن شهيدة العشق الإلهي رابعة العدوية  والإنسان الكامل في الإسلام وحقق الإشارات الإلهية لأبي حيان التوحيد  وترجم كتاب  الفيلسوف الإسباني أسين بلاتيوس ابن عربي حياته َمذهبه وترجم الدون كيخوته لسرفانتيس   وهو أخيرا أول من كتب عن الإلحاد كتابه  الماتع تاريخ الإلحاد في الإسلام، لم يترك في الفلسفة شاردة ولا واردة إلا فصلها ودقق فيها، انتقل للعيش في فرنسا وهناك  عاين مقدار ما  يتعرض له الدين الإسلامي ونبيه محمد ص من تشويه،  وبعد عمره الطويل وهو يدافع وينافح عن الفلسفة الوجودية  قبيل وفاته بتاريخ 2002/07/25  بقليل أجرى حوارا صرح فيه لا أستطيع أن أعبر عما بداخلي من إحساس بالندم…. أشعر الآن بحاجة إلى من يغسلني بالماء الصافي الرقاق  وانبرى حينها  ليكتب كتابه دفاعا عن محمد صلى الله عليه وسلم   ضد منتقصيه، ولم يكن  دفاعه دفاعا  نقليا نصيا وإنما كان دفاعا عقليا  منطقيا  من شخص إمتلأ حكمة  ومعرفة  و هذا الدفاع لم يكن في مواجهة مجموعة من المغمورين  وإنما كان ضد عمالقة وفطاحلة المستشرقين من المفكرين الاستراتيجين ممن  كان لديهم العدة وألعتاد الفكري  من  وسائل التنقيب والتفكيك من أمثال مكسيم رودنسون  َفرلنتس بول و شبرنجر   وارنست رينان  وجاستون وايت وجولدتسهير  ومنتغومري وات  وفولهاوزن ورولاند   قال في مقدمة هذا  الكتاب :(خلال تتبعي المفاهيم التي تبناها الأروبيون حول نبي آلاسلام محمد ص انتابني الذهول من جهلهم  المطلق وعدوانيتهم الواضحة وأحكامهم المسبقة المتأصلة وتحزبهم الطاغي ضد خصومهم…… وحتى القرن السابع عشر لم يكن لدى أي من هؤلاء المفكرين الشجاعة في تحرى  المعرفة الحقة والموضوعية عن الإسلام ومؤسسه  ،فلا  ألبرت الكبير ولا توماس الأكويني ولا روجر بيكون.. ولا فرنسيس بيكون ولا باسكال ولا اسبينوزا… لم يحاول أي من هؤلاء أن يبذل جهدا لفهم الإسلام… وقد شهد رينان على تحامل أبناء جنسه وملته من المستشرقين ضد محمد يقول رينان :(لقد كتب المسيحيون تاريخا غريبا عن محمد ص يمتلئ بالحقد والكراهية…..)  هكذا يستمر الفيلسوف الكبير  على طول صفحات الكتاب  في تفنيد الافتراءات والدعاوي المزيفة وردها ونقدها ونقضها وهدمها  وهو الخبير  بدواخلها وخارجها

ولهذا يصدق في حقه قول الشاعر:

ملآى السنابل تنتحني بتواضع  //والفارغات رؤوسهن شوامخ

أما نحن فقد ابتلينا  بالسنابل الفارغات المطلقات برؤوسهن فوق رؤوس الأشهاد كأنهن أعجاز نخل خاوية اجتثت من فوق الأرض ما لها من قرار، فكان السب والشتم سبيلهن  وهو حجة الضعيف ، المفتقد للمنطق والبرهان ، ولذلك تجدهم في كل واد يهيمون و  يهربون للاختباء  في اللغة  العامية المحكية لأنهم لا يمتلكون لغة الفصاحة والبيان التي تعري ضحالة فكرهم وركاكة لسانهم وهيهات هيهات أن يبلغوا  ثقافة المستشرقين وغيرهم وبضاعتهم بضاعة مزجاة رخيصة تكرر  ما تحدث عنه معلمهم وعرابيهم، منذ قرون خلت  فأصبحت أحاديثهم  قرصا مشروخا من كثرة التكرار ، ممجوجا من كثرة الاستعمال، لا يحمل أي أصالة فكرية أو جهد فكري

ففرية الشبق والهوس الجنسي ليس    ليس فتحا جديدا أو إبداعا خالصا لهم ولهن ، وإنما هي تلفيقات  مفبركة  لم ينسبوها لأصحابها  في سرقات أدبية وفكرية، فهم  يدندنون ، بما لا يفهمون، ويهرفون بما لا يعرفون، فاختلط عليهم الحابل بالنابل فوقعوا في الحيص بيص، فليس الاكتشاف اكتشافهم ولا الاجتهاد اجتهادهم فهم مجرد نقلة غير موهوبين،  يعلوا صراخهم وصياحهم لاثارة الإنتباه والجلبة حتى يصفق لهم الأنصار  فهم  لا يمتلكون فكرا مستنيرا  أو بحوثا علمية أو منشورات في مجلات علمية معتمدة ،فبضاعتهم بضاعة فاسدة لا زبناء لها.

إحداهن خرجت علينا  بالسباب والشتائم ولم   تقدم دليلا أوحجة أو برهان. والآخر المسكين    يستهزئ بالصلاة وهو لا يعلم أنها  صلة ووصل وخشوع ومناجاة ، وأنا لهم أن يعرفوا وهم لم يذقوا حلاوتها،  هم معذرون فيما تخيلوا وما هيأ لهم  الفلسفة مدخل للحكمة، والفن مدخل للجمال والجلال  لكنهما انقلبا  في زماننا  مفتاح للترهات والكلام الساقط،

لكن لا يخلوا  الميدان من الشرف الرفيع ولا تخلوا  الساحة من الشرفاء والفضلاء من المفكرين والفلاسفة أصحاب القامات  ممن يؤيدون أو  ينتقدون بشرف وعلموية وموضوعية وحيادية، ولا يسبون أو يحتقرون مهما اختلفت أراؤهم ،  كأركون والجابري والبيطار والعروي ومروة وغيرهم

فشتان بينهم وبين من يثلعتم في الكلام

فهم يحسبون ويظنون أنهم يحسنون صنعا و يصنعون تقدما  بإثارثهم  فرية الهوس والشبق الجنسي ،ذلك  أن الرسول ص حين كان شابا يافعا وممتلأ قوة لم يتثبت عنه حتى من  خلال أعدائه من كفار قريش أو غيرهم أنه كان شهواني وعلى العكس من ذلك فقد ثبت أنه  كان  قبل البعثة متعبدا  متحنثا في غار حراء وحتى عندما أصبح تاجرا في قوافل السيدة خديجة، ورغم كثرة تنقله في رحلتي  الإيلاف  في الصيف والشتاء  والتي كانتا تمتدان شهورا طويلة في رحلاتهما إلى الشام كان طاهرا عفيفا و  لم يذكر أحد  أنه كان شهوانيا ولوكان كذلك ، لما أغفلها  المشركون ولذكروها  في معرض هجومهم عليه تسفيها له ولرسالته، لكنه كان عفيفا كريم الأخلاق، وقد خاطبه الله في القرآن الكريم  قائلا :(وإنك لعلى خلق عظيم) صدق الله العظيم،

ومعلوم أن الرسول لم يتزوج حتى بلغ الخامسة والعشرين من عمره  وقد كانت بقريش أصحاب الرايات  الحمر  وهنّ ما يمكن تسميتهن بالبغايا، أو ممارسات الدعارة،. إذ كانت المرأة منهن، ترفع الراية الحمراء في خيام  بأطراف مكة علامة على أنها جاهزة، فيأتيها الرجال. ، وما تبث أن الرسول زار  خيامهن،

ثم إن الرسول تزوج بخديجة وهي في سن الأربعين وهو في سن الخامسة والعشرون وبقي معها زوجا شريفا محبا  شديد الوفاء لها -، قال فيها: (إنِّي قدْ رُزِقْتُ حُبَّهَا)،[ ومن حبّ الرسول -عليه السلام- للسيدة خديجة ووفاؤه لها أيضا   أنه  كان دائم الذكر لها والحديث عنها، حتى وقعت في نفس السيدة عائشة -رضي الله عنها- الغِيرة منها دون أن تراها، قالت عائشة -رضي الله عنها-: (ما غِرْتُ علَى أحَدٍ مِن نِسَاءِ النبيِّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، ما غِرْتُ علَى خَدِيجَةَ، وما رَأَيْتُهَا، ولَكِنْ كانَ النبيُّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ يُكْثِرُ ذِكْرَهَا)، وقالت أيضاً -رضي الله عنها-: (اسْتَأْذَنَتْ هَالَةُ بنْتُ خُوَيْلِدٍ أُخْتُ خَدِيجَةَ علَى رَسولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ، فَعَرَفَ اسْتِئْذَانَ خَدِيجَةَ فَارْتَاحَ لِذلكَ فَقالَ: اللَّهُمَّ هَالَةُ بنْتُ خُوَيْلِدٍ فَغِرْتُ فَقُلتُ: وَما تَذْكُرُ مِن عَجُوزٍ مِن عَجَائِزِ قُرَيْشٍ، حَمْرَاءِ الشِّدْقَيْنِ، هَلَكَتْ في الدَّهْرِ فأبْدَلَكَ اللَّهُ خَيْرًا منها)،وكانت السيدة خديجة من أفضل نساء الأمة في زمانها؛ ولذلك نالت تلك المحبة من رسول الله، قال -عليه السلام-: (خَيْرُ نِسَائِهَا مَرْيَمُ بنْتُ عِمْرَانَ وَخَيْرُ نِسَائِهَا خَدِيجَةُ بنْتُ خُوَيْلِدٍ)،

بقيت معه  تؤازره  حتى  مرضت  وما لبثت أن توفيت بعد وفاة عمه أبي طالب بن عبد المطلب بثلاثة أيام ، في شهر رمضان قبل هجرة الرسول بثلاث سنين عام 629م وعمرها خمس وستون سنة، وكان مقامها مع الرسول بعدما تزوجها أربعاً وعشرين سنة وستة أشهر، ،وكان أسوأ عام مر  على الرسول ص حتى سمي بعام الحزن، فعن عائشة رضي الله عنها قالت: كَانَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم إِذَا ذَكَرَ خَدِيجَةَ أَثْنَى عَلَيْهَا، فَأَحْسَنَ الثَّنَاءَ، قَالَتْ: فَغِرْتُ يَوْمًا، فَقُلْتُ: مَا أَكْثَرَ مَا تَذْكُرُهَا حَمْرَاءَ الشِّدْقِ، قَدْ أَبْدَلَكَ اللهُ عز وجل بِهَا خَيْرًا مِنْهَا. قَالَ: «مَا أَبْدَلَنِي اللهُ عز وجل خَيْرًا مِنْهَا، قَدْ آمَنَتْ بِي إِذْ كَفَرَ بِي النَّاسُ، وَصَدَّقَتْنِي إِذْ كَذَّبَنِي النَّاسُ، وَوَاسَتْنِي بِمَالِهَا إِذْ حَرَمَنِي النَّاسُ، وَرَزَقَنِي اللهُ عَزَّ وجلَّ وَلَدَهَا إِذْ حَرَمَنِي أَوْلَادَ النِّسَاءِ»[

وعن عائشة رضي الله عنها -أيضًا- هذه الرواية العجيبة! فقد ذكرت رضي الله عنها «أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم كَانَ يُكْثِرُ ذِكْرَ خَدِيجَةَ رضي الله عنها» فَقُلْتُ: لَقَدْ أَخْلَفَكَ اللهُ -وَرُبَّمَا قَالَ حَمَّادٌ: أَعْقَبَكَ اللهُ- مِنْ عَجُوزٍ مِنْ عَجَائِزَ قُرَيْشٍ حَمْرَاءَ الشِّدْقَيْنِ هَلَكَتْ فِي الدَّهْرِ الأَوَّلِ. قَالَ: «فَتَمَعَّرَ  وَجْهُهُ تَمَعُّرًا مَا كُنْتُ أُرَاهُ إِلَّا عِنْدَ نُزُولِ الْوَحْيِ وَإِذَا رَأَى مَخِيلَةَ[ الرَّعْدِ وَالْبَرْقِ حَتَّى يَعْلَمَ أَرَحْمَةٌ هِيَ أَمْ عَذَابٌ»

ووجه العجب أنَّ تَغيُّر وجه رسول الله صلى الله عليه وسلم عند الإساءة لخديجة رضي الله عنها كان مساويًا لتغيُّر وجهه عند الأمور العظيمة كنزول الوحي، والخوف من نزول العذاب على قومه، وفي هذا دلالةٌ على عِظَم غضبه صلى الله عليه وسلم. من أجله.

وعن عائشة رضي الله عنها كذلك قالت: مَا غِرْتُ عَلَى نِسَاءِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، إِلَّا عَلَى خَدِيجَةَ وَإِنِّي لَمْ أُدْرِكْهَا، قَالَتْ: وَكَانَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم إِذَا ذَبَحَ الشَّاةَ، فَيَقُولُ: «أَرْسِلُوا بِهَا إِلَى أَصْدِقَاءِ خَدِيجَةَ». قَالَتْ: فَأَغْضَبْتُهُ يَوْمًا. فَقُلْتُ: خَدِيجَةَ فَقَالَ: رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم «إِنِّي قَدْ رُزِقْتُ حُبَّهَا.

و في موقفٍ آخر قالت: جَاءَتْ عَجُوزٌ إِلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم فَقَالَ لَهَا رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: «مَنْ أَنْتِ؟» قَالَتْ: أَنَا جَثَّامَةُ الْمُزَنِيَّةُ. قَالَ: «بَلْ أَنْتِ حَسَّانَةُ الْمُزَنِيَّةُ كَيْفَ أَنْتُمْ؟ كَيْفَ حَالُكُمْ؟ كَيْفَ كُنْتُمْ بَعْدَنَا؟» قَالَتْ: بِخَيْرٍ بِأَبِي أَنْتَ وَأُمِّي يَا رَسُولَ اللهِ. قَالَتْ: فَلَمَّا خَرَجَتْ قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ، تُقْبِلُ عَلَى هَذِهِ الْعَجُوزِ هَذَا الإِقْبَالَ؟ قَالَ: «إِنَّهَا كَانَتْ تَأْتِينَا زَمَنَ خَدِيجَةَ، وَإِنَّ حُسْنَ الْعَهْدِ مِنَ الإِيمَانِ.

فكيف يكون الرسول شهواني شبقيا  وقد عاش مع خديجة ازهى سنوات عمره ولم يتزوج عليها كما كان يفعل غيره من أقرانه أما زيجاته بعدها فتحكمها عوامل عدة  اجتماعية وسياسية فأغلب زوجاته كنّ ثيِّبات: إما مطلقات، أو ترمّلن من أزواجهن قبله صلى الله عليه وسلم . فلو كان النبي صلَّى الله عليه وسلم يهتم بأمور الجنس، لكان باستطاعته أن يتزوج  الأبكار، ولسارعت النساء  أيام انتصاراته إليه راغبات ،.وقد ثبت أن النبي  صلَّى الله عليه وسلم رفض عرض قريش عليه التزويج بأي النساء شاء، في مقابل أن يداهن في مواقفه، و يخفف من حدة المواجهته لآلهتهم وعقائدهم فلو كان رجلا جنسيا لرضي بهذا العرض. ثم إن جميع زوجاته باستثناء خديجة، إنما تزوج بهن بعد هجرته للمدينة، أي بعد تجاوزه سنّ الخمسين، و البعض تزوجهن قبل وفاته بمدة قصيرة، أفيعقل أن يكون النبي – كما يزعم هؤلاء المفترون – رجلا جنسيا ويقضي أكثر عمره بين عزوبة ثم زواج من امرأة طاعنة في السن يظل معها خمسة وعشرين سنة وصدق الله: فَإِنَّهَا لَا تَعْمَى الْأَبْصَارُ وَلَكِن تَعْمَى الْقُلُوبُ الَّتِي فِي الصُّدُورِ {الحـج46} واول امرأة تزوجها الرسول بعد وفاة خديجة هي السيدة سودة بنت زمعة أم المؤمنين، وكانت قد بلغت من العمر حينئذٍ الخامسة والخمسين، بينما كان رسول الله صلى الله عليه وسلم في الخمسين من عمره، ولما سمع الناس في مكة بأمر هذا الزواج عجبوا؛ لأن السيدة سودة لم تكن بذات جمال ولا حسب، ولا مطمع فيها للرجال، وقد أيقنوا أنه إنما ضمَّها رفقًا بحالها، وشفقة عليها، وحفظًا لإسلامها، وجبرًا لخاطرها بعد وفاة زوجها إثر عودتهما من الحبشة، وكأنهم علموا أنه زواج تمَّ لأسباب إنسانيَّة. فأهل زوجها كانوا من  المشركين  وبقيت وحيدة لا عائل لها ولا معين؛ حيث أبوها ما زال على كفره وضلاله، ولم يزل أخوها عبد الله بن زمعة على دين آبائه،، فهل هذا زواج شبقي شهواني وكان بإمكانه بعد وفاة  خديجة رضي الله عنها أن يتزوج امرأة تصغره ذات حسن وجمال وليست عجوزا صاحبة عيال.

 وهكذا كان حال كل زيجاته بين امرأة زوجها  مات شهيدا  أو  زيجة سياسية كزَواجه من بنت أبي سفيان أم المؤمنين أم حبيبة أو زيجة إكرامية لخاطر أصحابه الكرام تدعيما لأواصر المحبة ،  كزواجه من السيدة  عائشة رضي الله عنها بنت خليله أبي بكر الصديق أو زواجه من أم المؤمنين حفصة وهي بنت عمر بن الخطاب رضي الله عنه، وهكذا كانت كل زيجاته. ومنهن من لم يدخل بهن وتزوج بهن فبل وفاته بقليل أفبعد هذا يصح أن نتفوه بالكلام الساقط عن كل اعتبار  ممن  يستقي معلوماته من أفلام الإباحية والرذيلة ثم كبف نحاكم الرسول ص وهو ابن بيئته وعصره ،بمقاييس زماننا وقد تبدلت الأحوال والظروف وقد كان أمر الزواج والتعدد والتسري والتمتع  واتخاذ الأخدان  أمرا مألوفا وعاديا  عند العرب وعند غيرهم من الأمم الأخرى، وقد ذكرت التوراة عددا من الأنبياء عليهم السلام ممن تزوجوا عدد من النساء كنبي الله ابراهيم ونبي الله داوود، 

هذا هو الحال، وهذه هي الحقيقة أما قول القائل  بشهوانيته فهو حديث خرافة وتخيلات وأساطير لا أصل لها إلا في مخيلة أصحابها وتهيآتهم َ ولو اطلعت على أحوالهم  وسيرتهم لظهر لك العجب العجاب ولوليت منهم فرار  فهم يذمون خلقا ويأتون أضعافه  وقد قال  الشاعر أبي الأسود الدؤلي في أمثالهم :

لا تنهَ عن خلُقٍ وتأتيَ مثلَه // عارٌ عليك إذا فعلت عظيم

يأيها الرجلُ المعلّمُ غيرَه // هلاّ لنفسك كان ذا التعليمُ

ونراك تُصلح بالرشاد عقولنا// أبدًا وأنت من الرشاد عديمُ

ابدأ بنفسك فانهَها عن غَيِّها// فإذا انتهت عنه فأنت حكيم

فهناك يُقبل ما تقول ويُهتدَى// بالقول منك، وينفع التعليمُ

 و هذه  الأبيات  هي في معنى قوله تعالى:( أتأمرون الناس بالبِرِّ وتنسَون أنفسكم) – البقرة، 44

وعلى خلاف ما  ما يتهمون به خير الخلق “فقد أنصفه العظماء من المفكرين من غير ملة الإسلام وفيهم الأديب والفيلسوف،   قال هانز كونج:( أن العرب قد ارتقوا من خلال النبي محمد بمرتبة عالية من الآخلاق والدين استنادا إلى الإيمان بإله واحد وأخلاقيات إنسانية أساسية) أما فولتير فقال:( إن دين محمد حكيم وصارم وطاهر وإنساني حكيم لأنه لا يسقط في جنون الإشتراك بالله وليس فيه طلاسم وهو صارم لانه يحرم القمار والخمر ويأمر بخمس صلوات في اليوم وأضسف الي هذه الخصائص سمة أخرى التسامح) أما الشاعر الألماني جوته فقال:( لقد بحثث في التاريخ عن مثل أعلى لهذا الإنسان فوجدته في النبي العربي محمد صلى الله عليه وسلم وقال ايضا إننا هل أوروبا بجميع مفاهيمها لم نصل بعد إليه محمد ولم يتقدم عليه أحد) قال عنه بوسورث سميث في كتابه محمد والمحمدية:( لقد كان محمد قائدا سباسيا وزعيما دينيا في آن واحد لكن لم تكن له عجرفة رجال الدين ولم تكن له جيوش مجيشة أو حرس خاص أو قصر مشيد أوعائد ثابت. إذا كان لأحد  الحكم بالقدرة الإلهية فإنه محمد لأنه استطاع الإمساك بزمام السلطة دون أن يملك أدواتها ودون أن يساعده أهلها)   أما تولتسوي الأديب والمفكر والروائي الروسي الكبير فقد قال :(شريعة محمد ستسود العالم لانسجامها مع العقل والحكمة) وقال عنه المفكر البريطاني برنارد شو:( إن العالم أحوج ما يكون إلى رجل في تفكير محمد حيث لو تولى أمر العالم اليوم لوفق في حل مشكلتنا بما يؤمن السلام والسعادة التي يرنو العالم لها) وقال عنه الزعيم الهندي غاندي :(محمد يملك بلا منازع قلوب ملايين البشر) أما الأديب الفرنسي  والمفكر لامارتين فقال :(محمد هو النبي الفيلسوف الخطيب المشرع قاهر الأهواء وتساءل هل هناك أعظم من محمد) عنه المؤرخ الأمريكي صاحب كتاب قصة الحضارة وقصة الفلسفة ومباهج الفلسفة قال:( محمد أعظم عظماء التاريخ)  أما غوستاف لوبون صاحب حضارة الهند  وتاريخ الشعوب الإسلامية وحضارة العرب وسيكولوجية الجماهير فقال عنه : (أعظم رجل في التاريخ)  أما الشاعر الألماني جوته فقال :(لقد بحثث في التاريخ عن مثل أعلى لهذا الإنسان فوجدته في النبي العربي محمد صلى الله عليه وسلم) وقال ايضا:( إننا هل أوروبا بجميع مفاهيمها لم نصل بعد إليه محمد ولم يتقدم عليه أحد) ) وفي  كتابه العظماء المائة في التاريخ جعل مؤلفه مايكل هارد على  رأسهم محمد ص وقال في حقه :(محمد هو الرجل الوحيد في التاريخ الذي نجح على المستوى الديني والدنيوي)  قال هانز كونج  :  (إن العرب بلا شك قد ارتقوا من خلال النبي محمد بمرتبة عالية من الآخلاق والدين استنادا إلى الإيمان بإله واحد وأخلاقيات إنسانية.)

أما مونتغومري وات فقد كتب عنه في كتابه محمد في المدينة :(وكان يعرف كيف يقسم وقته بين مشاغله الكثيرة وكان يظهر. في علاقاته مع أقرانه الكثير من اللباقة وكان ضحكه في معظم الأحيان ابتسامة مستشهدا برواية كيف أبلغ النبي أسماء، أرملة جعفر بن أبي طالب بخبر مقتل زوجها وكيف احتضن أطفال جعفر وشم رائحته  كما تفعل الأم مع صغرها ثم بكى) فياله من مشهد إنساني رائع وهو يحتضن إطفال شهيد مات ويجهش بالبكاء فما أرق مشاعره الإنسانية وقد قال الله في حقه  :(فَبِمَا رَحْمَةٍ مِّنَ اللَّهِ لِنتَ لَهُمْ ۖ وَلَوْ كُنتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لَانفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ ۖ فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاسْتَغْفِرْ لَهُمْ وَشَاوِرْهُمْ فِي الْأَمْرِ ۖ فَإِذَا عَزَمْتَ فَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ ۚ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُتَوَكِّلِينَ) صدق الله العظيم

كما يشير وات إلى حب الرسول محمد للأطفال حيث كان يشعر بحنين خاص نخوهم يحبونه ويحبهموقد شهد على ذلك أحد الأطفال الذين عاشوا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم، وهو أنس بن مالك رضي الله عنه، الذي خدم النّبي -عليه الصلاة والسلام- منذ هجرته إلى وفاته، حيث قال: (خَدَمْتُ النبيَّ صلى الله عليه وسلم، عشر سنين بالمدينة، وأنا غلامٌ، ليس كلُّ أمري كما يشتهي صاحبي أن أكون عليه، ما قال لي فيها: أفٍّ قطُّ، وما قال لي: لم فعلتَ هذا؟ أو أَلَا فعلتَ هذا) وعن أنس قال: ذهبتُ بعبد الله بن أبي طلحة الأنصاري إلى رسول الله-صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ- حين ولد، ورسول الله -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ- في عباءةٍ يهنأ بعيراً له فقال: (هل معك تمر؟) فقلت: نعم. فناولته تمرات، فألقاهن في فيه فلاكهن ثم فغر فا الصبي فمجه في فيه، فجعل الصبي يتلمضه، فقال رسول الله -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ-: (حُبُّ الأنصار التمر) وسمَّاه عبد الله.    رواه مسلم،   وعن ه أيضا أ قال: غدوت إلى رسول الله -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ- بعبد الله بن أبي طلحة ليحنِّكه فوافيته في يده الميسم يسم إبل الصدقة.   أخرجه البخاري، كما كان الرسول ص يسلم عليهم وهوم يلعبون عن أنس بن مالك -رَضِيَ اللهُ عَنْهُ- قال: أتى رسول الله -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ- على غِلْمانٍ يلعبون فسلَّم عليهم. رواه أبو داود،

لقد كان -صلى الله عليه وسلم- بهذه الأسلوب يدخل السرور والفرح إلى نفوس هؤلاء الناشئة، ويعطيهم الدفعة المعنوية على التعوّد في محادثة الكبار والرّد والأخذ والعطاء معهم، وهذا من حكمته -عليه الصلاة والسلام-كما كان  يمسح بيده الكريمتين -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ-رؤوس الصغار:

عن أنس -رَضِيَ اللهُ عَنْهُ- قال: كان رسول الله-صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ- يزور الأنصار، ويُسلِّم على صبيانهم ويمسح على رؤوسهم.  رواه النسائي وابن حبان وصححه الألباني . وعن عبد الله بن جعفر – رَضِيَ اللهُ عَنْهُما- قال: مسح رسول الله -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ- بيده على رأسي، قال: أظنه قال ثلاثاً، فلما مسح قال: (اللهم اخلف جعفراً في ولده).  أخرجه الحاكم في المستدرك،  وقال عنه  الذهبي: صحيح.   وعن مصعب بن عبد الله قال: عبد الله بن ثعلبة ولد قبل الهجرة بأربع سنين، وحمل إلى رسول الله – صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ- فمسح وجهه، وبرك عليه عام الفتح، وتوفي رسول الله -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ- وهو ابن أربع عشرة.   رواه الحاكم في المستدرك

ومن هذه الأحاديث نعرف كيف كان النَّبيّ- صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ- يشعر هؤلاء الصغار بلذة الرحمة والحنان، والحب والعطف، وذلك بالمسح على رؤوسهم، والأمر الذي يشعر الطفل بوجوده، وحب الكبار له، واهتمامهم به. وعن جابر بن سمرة قال: صليت مع رسول الله -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ- صلاة الأولى ثم خرج إلى أهله وخرجت معه، فاستقبله ولدان، فجعل يمسح خدي أحدهم واحداً واحداً. قال: وأما أنا فمسح خدي قال: فوجدت ليده برداً أو ريحاً كأنما أخرجها من جُؤنة عطارٍ.  رواه مسلم،

ولم يتعامل الرسول بهذه المعاملة الحسنة مع أبناء المسلمين فقط بل كان متسامح رحيما حتى مع أبناء اليهود فقد روى البخارى أن الرسول زار غلاما يهوديا فقد ثبت في صحيح البخاري وغيره أن غلاما يهوديا كان يخدم النبي صلى الله عليه وسلم ، فمرض مرة فزلره الرسول  صلى الله عليه وسلم ، وعرض عليه الإسلام ، وهذه هي القصة كما يحكيها أنس بن مالك رضي الله عنه .قال := أَنَّ غُلَامًا مِنَ اليَهُودِ كَانَ يَخدُمُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ فَمَرِضَ ، فَأَتَاهُ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ يَعُودُهُ ، فَقَعَدَ عِندَ رَأسِهِ ، فَقَالَ : أََسلِم . فَنَظَرَ إِلَى أَبِيهِ وَهُوَ عِندَ رَأسِهِ ، فَقَالَ لَه : أَطِع أَبَا القَاسِمِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ . فَأَسلَمَ ، فَخَرَجَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ وَهُوَ يَقُولُ : الحَمدُ لِلَّهِ الذِي أَنقَذَهُ مِنَ النَّارِ ) رواه البخاري

قال الحافظ ابن حجر في “فتح الباري”  عن ابن بشكوال أن اسم الغلام عبد القدوس

وتبث أن الرسول صلى الله عليه وسلم  وقف وأمر أصحابه بالوقوف أثناء  مرور جنازة يهودي على الطريق  فما أروعه  من تسامح وقد  أشار  مونتغومري وات في كتابه محمد في المدينة إلى أنه كان كذلك رؤوفا بالحيوانات أيضا فحين مسيره لفتح مكة رأى كلبة مع صغارا فأمر بعدم إخافتها

 ومن بين توجيهاته الكريمة حول الرفق بالحيوان ما جاء في الحديث الصحيح عن عبد الله بن عمر رضي الله عنه، حيث قال صلى الله عليه وسلم: عذبت امرأة في هرة سجنتها حتى ماتت فدخلت فيها النار، لا هي أطعمتها ولا سقتها إذ حبستها، ولا هي تركتها تأكل من خشاش الأرض .

وعن  عبد الله بن مسعود – رضي الله عنه – قال : كنا مع رسول الله – صلى الله عليه وسلم – في سفر فانطلق لحاجته، فرأينا حُمرَة (طائر صغير) معها فرخان، فأخذنا فرخيها، فجاءت الحمرة فجعلت تُعَرِّشُ(ترفرف بجناحيها)، فجاء النبي – صلى الله عليه وسلم ـ فقال : ( من فجع هذه بولدها؟، ردوا ولدها إليها )( أبو داود ).

كيف لا نحبه صلى الله عليه وسلم وقد كانت العرب قبائل متفرقة مشتتة تتقاتل فيما بينها  فجعلهم أمة واحدة  وكانوا قبل ذلك يعتمدون على النهب والسالب في معاشهم ومعادهم وقد كانوا عباد أوثان وأصنام وليسوا أهل حضارة أو عمران فسطعت عليهم بمجيئه شمس فجر جديد وأشرق نوره فأضاء ظلامهم الدامس البهيم، كيف لا نحبه وقد كتب اسمه على عرش الرحمان قبل خلق الأكوان فقد روى عن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم (لما اقترف آدم الخطيئة قال: يا رب أسألك بحق محمد إلا غفرت لي فقال الله تعالى يا آدم كيف عرفت محمدا ولم أخلقه؟ قال: يا رب إنك لما خلقتني رفعت رأسي فرأيت علي قوائم العرش مكتوبا لا إله إلا الله محمد رسول الله فعلمت أنك لم تضف إلى اسمك إلا أحب الخلق إليك فقال الله تعالى صدقت يا آدم إنه لأحب الخلق إلى وإذ سألتني بحقه فقد غفرت لك ولو لا محمد ما خلقتك)أخرجه البيهقي في كتابه دلائل النبوة  والمحاكم في المستر   والطبراني في الأوسط وذكره الهيثمي في مجمع الزوائد وقد حقق الإمام تقي الدين السبكي في كتابه: شفاء الأسقام أن هذا الحديث لا ينزل عن درجة الحسن..وجاء من طريق آخر عن ابن عباس بلفظ : فلولا محمد ما خلقت آدم ولا الجنة ولا النار .رواه الحاكم في المستدرك  وقال : صحيح الإسناد و صححه الإمام تقي الدين الحصني الدمشقي في دفع شبه من شبه وتمرد  وصححه الإمام القسطلاني في المواهب اللدنية  وكذلك الإمام السمهودي في وفاء الوفا بذكر أخبار المصطفى  ذكره الحافظ السيوطي في الخصائص النبوية وكيف لا وقد قرن الله ااسمه الأعظم باسمه الشريف في الشهادتين فلا يصح إسلام مسلم بالاقتصاد على شهادة التوحيد دون الإقرار بنبوة محمد ص

كيف لا نحبه وقد احبنا ولم يرنا فقد صرح صلى الله عليه وسلم عند اقتراب وفاته وقال :(وددت أني لقيت إخواني، قال، فقال أصحاب النبي ص :أوليس نحن إخوانك؟ قال أنتم إصحابي، ولكن إخواني الذين آمنوا بي ولم يروني) رواه  الإمام أحمد في مسنده

وروى  الترمذي عن أبي هريرة قال: قالوا: يارسول الله، متي وجبت لك النبوة؟ قال :”وآدم بين الروح والجسد” . وقال الترمذي حديث حسن صحيح غريب ورواه ابو نعيم والبيهقي والحكم وصححه، ورواه البزار والطبراني وابونعيم ايضا من رواية ابن عباس رضي الله عنهما.

وعن ميسرة الفجرقال: قلت: يا رسول الله متي كنت نبيا؟ قال:”كنت نبيا وآدم بين الروح والجسد ” رواه الامام احمد والبخاري في التاريخ والطبراني والحاكم وصححه وقال الحافظ الهيثمي في رجال احمد والطبراني: رجالهما رجال الصحيح.

وهذا يعني ان الله بعلمه المطلق عالم  بنبوبته بالقوة قبل خلق الأكوان   ، و  تأجلت نبوته الفعلية إلى غاية القرن السادس بحساب الأزمان  ،  نبوته الفعلية كانت في آخر السلسلة ولهذا فهو خاتم الانبياء والمرسلين، .

 لقد كان للنبي الاكرم اكثرمن نشأة منها النشاة العقلية والنشاة الملكوتية والنشاة المادية،حين تعين فعليا بازدياده من أم وأب بجسد للعيان  وبهذا تكون الرواية ناظرة الي انه صلي الله عليه وآله وسلم كان نبيا في تلك النشآت قبل ان يخلق آدم عليه السلام لا في النشاةالمادية الفعلية

فليقل من شاء ان يقول، قحبه في القلوب مصون يرخي بجدور المحبة  كشجرة طيبة أصلها ثابث وفرعها في السماء. أما من سبه فهو حر في أن يفعل ما يشاء  مالم يخالف قانونا فنحن لا نضع أنفسنا مكان الدولة وهي الجهة الوحيدة التي تملك حق التشريع والعقاب وقد نصت في قانون ها الجنائي في المادة 276 على معاقبة من ازدرى الأديان وأهان المقدسات ،لا يتعلق الأمر بحرية رأي وتعبير، لأنه لوكان كذلك فلا إشكال مادام أن الحجة تقارع بالحاجة وقد امتلأت رفرف الجامعات بالدراسات والرسائل التي تنتقد الدين ولكن بلغة أهل العلم والنظر،

 من سب الرسول وشتمه فقد  أخطأ  وارتكب إثما شنيعا  وحمل حملا ثقيلا تنوء به الجبال وتتصدع وقد حملوا على أكثافهم وزرا  كبيرا ، ومع ذلك فإن رحمة الله تسع الجميع  نسأل الله لنا ولهم الرحمة والمغفرة . فقد  روى مسلم في (صحيحه) عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (إن الرجل ليعمل الزمن الطويل بعمل أهل الجنة، ثم يختم له عمله بعمل أهل النار، وإن الرجل ليعمل الزمن الطويل بعمل أهل النار، ثم يختم له بعمل أهل الجنة)  قال الله تعالى مَّا يَفْعَلُ اللَّهُ بِعَذَابِكُمْ إِن شَكَرْتُمْ وَآمَنتُمْ ۚ وَكَانَ اللَّهُ شَاكِرًا عَلِيمًا) سورة النساء الآية (147) صدق الله العظيم.

Share
  • Link copied
المقال التالي