قام الخليفة العام للطريقة التيجانية بجمهورية نيجيريا الاتحادية، الأمير السنوسي السنوسي لاميدو أمينو، الإثنين بالرباط، بزيارة لمعهد محمد السادس لتكوين الأئمة المرشدين والمرشدات ، وذلك في إطار الزيارة التي يقوم بها للمملكة.
وتندرج هذه الزيارة، في إطار توثيق العلاقات وتقوية الروابط الروحية بين البلدين، وكذا تشجيع الطلبة النيجيرين الذين يتابعون تكوينهم في المعهد علاوة على الاستفادة من تجربة المؤسسات الدينية في المملكة.
وقال مدير معهد محمد السادس لتكوين الأئمة المرشدين والمرشدات، عبد السلام الأزعر، في تصريح صحفي، خلال هذه الزيارة، إن هذه المؤسسة تعتبر “أداة من أدوات المقاربة التي أطلقها الملك محمد االسادس في مجال سياسة حماية الملة والدين، تلك المقاربة المبنية على ضرورة الحفاظ على المرجعية الدينية للمملكة المرتكزة على إمارة المؤمنين والعقيدة الأشعرية والمذهب المالكي والتصوف المستمد من سلوك الإمام الجنيد، وهي ثوابت مشتركة تنتهي أسانيدها إلى المغرب بالنسبة لمجموع أهل بلدان إفريقية الغربية”.
وكشف الأزعر أنه لترسيخ مفهوم الجمع بين الإيمان والعمل الصالح الذي يجعل العبادة شكلا وروحا وثمارا، في ذهن الطلبة، وضع المعهد برنامجا متنوعا يضم علوم القرآن الكريم والسيرة النبوية والفقه وأصوله والعقيدة والتصوف، كما أن هناك علوما إنسانية من قبيل المؤسسات السياسية، وحقوق الإنسان والإعلاميات، بهدف جعل الإمام المرشد المتخرج من المعهد منفتحا على جميع الثقافات.
وبعد أن شدد على أن من بين أهم صفات الإمام هي معرفة كيفية التعامل مع جميع أطياف المجتمع وأن يكون نموذجا يحتذى في الدين والوطنية وكذا قدوة في الحفاظ على نظام وأمن بلده، أشار الى أن عدد الطلبة من نيجيريا خريجي المعهد بلغ 391 إماما مرشدا ومرشدة، وحاليا يتابع 56 طالبا و3 طالبات دراستهم بالمعهد، الذي سيلتحق به برسم هذه السنة فوج آخر ليرتفع بذلك العدد إلى 100 طالب.
من جانبه، قال الخليفة العام للطريقة التيجانية بجمهورية نيجيريا الاتحادية، في تصريح مماثل، إن ” العالم الإسلامي في أمس الحاجة إلى مؤسسات مثل معهد محمد السادس لتكوين الأئمة المرشدين والمرشدات، من أجل حماية أبناء الأمة من الانسياق وراء دعوات فاسدة ومتطرفة، لا تعكس الصورة الحقيقية للإسلام” داعيا في هذا الصدد إلى فتح فرع للمعهد في جمهورية نيجيريا الاتحادية.
وفي هذا السياق، أبرز الدور الذي يضطلع به الامام في نشر قيم السلام والتسامح بين أفراد المجتمع وكذا أهمية تكوين الأئمة في هذا المجال، مشيرا إلى أن هذا ما قامت به المملكة منذ قرون.
من جانبه، قال إمام وخطيب الجامع الوطني في مدينة أبوجا بنيجيريا، إبراهيم أحمد المقري، عضو الوفد المرافق للخليفة، في كلمة بالمناسبة، إن مثل هذه الزيارات تساهم في تعزيز الصورة الناصعة للإسلام في إفريقيا والعالم، مضيفا أن من ضمن أهداف الزيارة هو التعرف عن قرب على مشاريع المملكة في الحقل الديني مثل المعهد، الذي يرمي إلى إعادة الدعوة الإسلامية إلى منهجها الصحيح.
وأكد أن العالم الاسلامي يعاني من التطرف والغلو والانحراف الفكري، داعيا المعهد إلى تقوية وتمتين الصلات وفتح فروع له في جميع ربوع نيجيريا من أجل نشر رسالة السلام والتعايش السلمي والتسامح والفهم الصحيح للإسلام، معربا عن أمله في أن تتكلل هذه الزيارة بفتح فرع لمؤسسة محمد السادس للعلماء الأفارقة في نيجيريا.
جدير بالذكر أن الخليفة العام للطريقة التيجانية بجمهورية نيجيريا الاتحادية والوفد المرافق له قام صباح اليوم بزيارة لضريح محمد الخامس، حيث ترحم على روحي محمد الخامس والحسن الثاني.
تعليقات الزوار ( 0 )