ضجت شبكات التواصل الاجتماعي، خلال الساعات الماضية، بمقطع فيديو روجته جهات معروفة تكن العداء للوحدة الترابية للمملكة، حول إنشاء مكتب تمثيلية ما سمي “جمهورية الريف” المزعومة، وذلك بالتزامن مع زيارة الرئيس الإيراني، إبراهيم رئيسيي للجزائر.
وجاء الإعلان عن افتتاح التمثيلية في فيديو بثّه أعضاءٌ من المجلس الوطني الريفي ومنخرطون في الحزب الوطني الريفي، مع كلمة بالمناسبة “حول نضال منطقة الريف”، وتضمن “رفع علم جمهورية الريف على أنغام النشيد الوطني الريفي”.
حرب نفسية وتضليل الرأي العام الجزائري
وفي هذا الإطار، قال هشام معتضد، الخبير المغربي في العلاقات الدولية والمقيم بكندا، إن “الأخبار التي تروج حول تأسيس مكتب تمثيلية الريف في الجزائر العاصمة تدخل في إطار الحرب النفسية”.
وأوضح المتحدث ذاته في تصريح خص به جريدة “بناصا” الإلكترونية، أن “الإستخبارات الجزائرية تحاول الترويج لهذه الجبهة الإنفصالية الجديدة من أجل تحقيق أهداف سياسية ظرفية تتجلى في تضليل رأيها العام الداخلي و محاولة تمويه الرأي العام المغربي و الإقليمي و الدولي”.
ويرى الخبير المغربي، أن اختيار توقيت نشر فيديو التأسيس المتزامن مع تصريحات الرئيس الإيراني الذي يقوم بزيارة للجزائر والذي أكد خلالها على تطابق الرؤى بين القيادة الجزائرية ونظيرتها الإيرانية بخصوص المواضيع في المنطقة، تترجم وجود اللمسة الإيرانية في سيناريو الفيديو المسرب ورغبة القيادة في طهران على توسيع تواجدها في المنطقة من خلال هذا النوع من الأفعال و الأعمال العدائية للمغرب”.
منعطف خطير
وشدد المصدر نفسه، على “أنه سيكون من الغباء الاستخباراتي والطيش السياسي السماح لتأسيس مكتب لتمثيلية الريف فوق الأراضي الجزائرية، لأنه بمجرد الإعلان الرسمي من طرف السلطات الجزائرية بالتواجد الواقعي لهذه التمثيلية سيكون النظام الجزائري قد إنتقل من العداء الكلاسيكي والتقليدي للمغرب إلى مستوى المساس التاريخي السيادي المستقل للمغرب ودخول نظامه العسكري المنعطف الخطير ونقطة اللاعودة في تاريخ العلاقات المغربية الجزائرية”.
وأكد معتضد، أن “قبول أو تواجد هذا المكتب، و إن حاول النظام الجزائري تحقيقه فوق الأراضي الجزائرية، أول من سيعارضه بشدة هم الشعب الجزائري، لأنه لا يتفانى في توبيخ قيادته بخصوص النزاع المفتعل بالصحراء فما بالك بإقحامه في ملف جديد وقضية أخرى لا تحترم سيادة و شعب المغرب”.
خلق عداء جديد
وعلى المستوى الجيوستراتيجي، فإن التوجه نحو إحداث مكتب تمثيلية الريف سيدق المسمار الأخير في نعش النظام الجزائري، خاصة بعد التدبير المتهور للعلاقات الجزائرية في إفريقيا والعالم العربي والإسلامي، بالإضافة إلى إنهيار قيمته السوقية في العلاقات الدولية، خاصة مع الضفة الشمالية للبحر الأبيض المتوسط والولايات المتحدة الأمريكية.
وأشار الخبير المغربي الكندي في العلاقات الدولية، إلى أنه لا دول القارة السمراء والعالم العربي الإسلامي والعالم الغربي سينظرون بعين الرضا للنظام العسكري الجزائري بإقدامه على هذه الخطوة العدائية”.
وأضاف، أن “أي نية ترجمة تبني مكتب من هذا القبيل سيكلف النظام الجزائري أسهمًا سياسية وأخرى إستراتيجية في بورصة السياسة الدولية، وسيدفع الشعب الجزائري الشقيق إلى تحمل المزيد من تداعيات البهلوانيات السياسية لقادته العسكريين”.
التحركات المدفوعة بالعداء للمغرب تواصل افلاس النظام الجزائري
بدوره، اعتبر، عمر سملالي، الباحث في العلوم السياسية، أن التحركات المدفوعة بالعداء للمغرب تواصل إفلاس النظام الجزائري إزاء التطورات والأحداث الأخيرة التي عرفها المشهد الدبلوماسي الجزائري الضعيف.
وأضاف سملالي في تغريدة له على منصة “إكس”، أن “الكل أجمع على أن المشروع الإقليمي لنظام العسكر اتضحت معالمه أكثر وأصبح الجميع على يقين بأنه يرتكز في تحديد علاقته مع العالم على محدد واحد ومبدأ وحيد وهدف أوحد، هو الاشتغال بشكل متواتر على الضرب في المملكةالمغربية”.
وأشار، إلى أنه وعلى الرغم من تغير المناخ الجيوسياسي العالمي وبروز قوى عالمية جديدة وفكر أممي جديد، إلا أن النظام الجزائري لا يزال رهين عقلية كلاسيكية غارقة في الشوفينية التي تجاوزها التاريخ، ولا يزال رهينة لحلم تأسيس جمهورية هواري بومدين الكبرى المهيمنة على محيطها الإقليمي، والمسيطرة على ثروات ومقدرات الشعوب المغاربية.
تعليقات الزوار ( 0 )