قال ياغو رودريغيز، الخبير الإسباني في الجغرافية السياسية والعسكرية، إن “قضية سبتة ومليلية وبعض الجزر، ستظل من أهم القضايا الثقيلة التي تجعل العلاقات بين المغرب وإسبانيا تتأرجح دوما بين الهدوء والتوثر”، مرجحا أن “ينتهي الأمر إلى صراع عسكري قوي مع المغرب”.
وأوضح رودريغيز، في حوار له مع صحيفة “Elperiodico”، أنه “ليس من الضروري أن تكون هناك حرب فورية، لكن المغرب يستطيع فجأة أن يحرك قواته شمال مليلية، أو يزرع سفينة عند مدخل الميناء ويغلقه، أو يستخدم السكان المدنيين لإثارة القلاقل”.
ويرى المصدر ذاته، أنه “من دون الحاجة إلى إطلاق النار، يستطيع المغرب أن يضغط على إسبانيا حتى ينتهي به الأمر إلى التساؤل: لماذا لا نتقاسم السيادة على سبتة ومليلية؟، مبرزا أن الضعف الذي أظهرته أسبانيا منذ عام 2000 سوف يجعل الرباط تعتقد، عاجلاً وليس آجلاً، أن هذا الأمر ممكن”.
وأشار الخبير في الجغرافية السياسية، إلى أن “إسبانيا خضعت للضغوط المغربية لفترة طويلة، لاسيما فيما يتعلق بقضية الصحراء، وهي مسألة مهمة للغاية بالنسبة للمغرب، فقد سمحت مدريد بإنشاء مزرعة سمكية مغربية في جزر شفاريناس بالبحر الأبيض المتوسط، قبالة سواحل المملكة”.
ويتزايد الشعور بأن المغرب قادر على شق طريقه في جميع المناطق المتنازع عليها، وأن إسبانيا تقدم الجزرة فقط، وليس العصا، وهذه رسالة خطيرة جدًا، وهي مسألة وقت قبل أن يكون لدينا شيء كبير مع المغرب، ويمكن تجنب هذه المشكلة من خلال تطبيق سياسة دفاعية رادعة، لكننا لا نملكها، وسندفع ثمنها في نهاية المطاف، يضيف رودرغيز.
واعتبر الخبير السياسي، أن “مدينتي سبتة ومليلية لا تشكلان جزءاً من أي اتفاقية مع حلف الأطلسي، وفي المسائل العسكرية، أصبحت أقرب إلى إسبانيا على نحو متزايد”، مشيرا إلى “أنه من المستبعد أن تقع الحرب، حتى تندلع، حيث إنه في 23 فبراير 2022، كان من غير المرجح إلى حد كبير أن تبدأ روسيا الحرب، ونحن جميعا نعرف ما حدث”.
تعليقات الزوار ( 0 )