خرج الجزائريون في الجمعة الثانية والخمسون على التوالي للاحتجاج ضد بقايا نظام بوتفليقة، ويلاحظ أن جميع المناطق الجزائرية تسترجع قوتها الاحتجاجية سواء العاصمة أو عنابة وسكيكدة وجيجل وورقلة في الجنوب وتلمسان والاغواط ومستغانم وباتنة ووهران.. الخ.
بل إن منطقة عين تموشنت، التي كان الاحتجاج قد توقف فيها، عادت بقوة في الجمعة الثانية والخمسون، ورفع الحراك في كل المناطق الجزائرية شعارات موحدة تطالب بتغيير النظام وتطعن في نتائج الانتخابات الرئاسية التي جاءت بعبدا لمجيد تبون، بل إن الشعارات وصلت إلى الطعن في الوزير الاول عبد العزيز جراد بعد يومين من تقديمه لما سماه ببرنامج حكومي.
ويبدو من خلال المعلومات التي تناقلتها وسائل الإعلام، في جمعة هذا اليوم، أن نسخة جديدة من الحراك في طور الولادة تحتفظ بنفس المطالب التي رفعت ضد عبدالعزيز بوتفليقة.
ولذلك فإن الرئيس تبون بات في الواجهة بعد اختفاء القايد صالح حيث يطعن المحتجون في شرعية الرئيس وقراراته ومن خلفه بدأت شعارات ترفع ضد الجنرال شنقريحة لتطالب بدولة مدنية وليست عسكرية.
ولوحظ أن شنقريحة يستعد للظهور حيث بدأ خطوات القايد صالح بزيارة المناطق العسكرية، وتوجد مؤشرات أنه سيبدأ بدوره في توجيه خطابات الى الجزائريين من داخل الثكنات، وهو الشيء الذي يعني أنه لا شيء حُسم في الجزائر.
وقد يكون حراك الجمعة الــ53 أكبر من كل الجمعات السابقة، لأنه يصادف مرور سنة على بداية الاحتجاج، فبعد مرور سنة يبدو أنه لا أحد يملك الشرعية في الجزائر، وبذلك تنضاف الجزائر إلى الدول الإفريقية التي يوجد فيها نزاع حول شرعية الرئيس.
*محلل سياسي
تعليقات الزوار ( 0 )