أكد زكرياء كارتي، الخبير الاقتصادي، أن فرنسا، تمرّ بأزمة مركبة، تجمع بين المشاكل البنيوية في الدولة، وأزمة مفهوم الهوية الوطنية.
وقال كارتي في تدوينة على “فيسبوك”، إن فرنسا تعيش “فترات عصيبة تمتزج فيها إرهاصات أزمة اجتماعية بنيوية عمقتها جائحة الكوفيد، وإصلاح التقاعد، وبداية تفكيك الدولة الاجتماعية (مفخرة فرنسا منذ عقود)، وأزمة مفهوم الهوية الوطنية (identité nationale)”.
وأضاف أن الأزمة الأخيرة، جاءت “مع تزايد وزن الفرنسيين من أصول مغاربية، ليس فقط ديمغرافيا ولكن اقتصاديا، وتأثيرًا في المجتمع (كل سنة تجد مغاربيا في لائحة أكثر الشخصيات المحبوبة عند الفرنسيين)”.
وتابع أن الفرنسيين “يدركون أن سياسة الانصهار (assimilation) لم ولن تنجح وسيبقى ذووا الأصول المغاربية مرتبطين ببلدان أجدادهم وثقافتها، وهذا ما لا يريده مجمل الفرنسيون (رغم قولهم عكس ذلك)”.
واعتبر الخبير الاقتصادي نفسه، أن العرب، أصبحوا “رقما أساسيًا في استقرار فرنسا السياسي والأمني، وعليهم أن يواصلوا العمل (في صمت) لكسب مكانة أكبر في المجتمع”.
وأوضح: “توجد في فرنسا كما في عدد من الدول النامية، رغبات في الردة الديمقراطية (لا قياس مع وجود الفارق) يجسدها ماكرون وحزبه اللذين يريدان استيراد بعض أساليب القمع كمنع شبكة الإنترنت والأحكام القاسية على بعض النشطاء”.
وواصل كارتي: “بل حتى أن أحد أقرب المقربين من ماكرون (Richard Ferrand) اقترح تعديل الدستور لمنح ماكرون ولاية ثالثة…”، مختتماً: “ولكن المجتمع الفرنسي يبقى حيا ومناهضا لإرهاصات السلطوية وهذا هو عنصر قوته الحقيقية..”.
تعليقات الزوار ( 0 )