شارك المقال
  • تم النسخ

خبير اقتصادي: المغرب حقق قفزة نوعية خلال “الزمن الأميري” وبات الآن قوة اقتصادية في عدة قطاعات

سلط زكرياء فرانو، أستاذ الاقتصاد بجامعة محمد الخامس بالرباط، الضوء، على القفزة النوعية التي عرفها المغرب على المستوى الاقتصادي خلال الـ 24 سنة الماضية، إضافة إلى إبراز الرسائل التي تضمنها الخطاب الملكي الأخير.

وقال فرانو، في مداخلته خلال مشاركته في الندوة التي نظمتها جريدة “بناصا” أمس الجمعة، بعنوان: “خطاب العرش إلى الأمة المغربية: تحليل للسياق وقراءة في الرسائل”، وسيرها الباحث محسن الجعفري، إن “هناك قراءتين للخطاب الملكي، الأولى تتعلق بما قيل في السطور، والثانية مرتبطة بما هو بين السطور”.

وأضاف أستاذ الاقتصاد، أن الخطاب الملكي بمناسبة الذكرى الـ 24، لعيد العرش، كان مختلفاً عن “جميع الخطابات السابقة، لأنه يضع صوب أعيننا ما يسمى بقيمة القيم، لأنه لأول مرة جلالة الملك يدخل في ما يسمى القيم المرتبطة أساسا بالرأس المال البشري”.

وأوضح: “نحن نعلم والجميع يعلم أن المغرب قام بمجهودات طوال الـ 24 سنة، التي أسميها بالزمن الأميري، لأنها عرفت إنجازات كبرى فيما يخص الاقتصاد الوطني”، متابعاً: “هناك مثالان لهذه الإنجازات، الأول يتعلق بالبنية التحتية، فمن رأى المغرب في 1999، ومن يرى المغرب اليوم في 2023، سيرى بأن هناك فارقا شاسعا فيما يخص البنية التحتية”.

زكرياء فرانو، أستاذ الاقتصاد بجامعة محمد الخامس بالرباط

ونبه أستاذ الاقتصاد، إلى أن “البنية التحتية هي من الأساسات الأولية من أجل جذب الاستثمارات الخارجية، وإعطاء جاذبية للاقتصاد الوطني فيما يخص الاستثمارات، ومن ينظر للمغرب من ناحية البنية التحتية سيرى أن هناك فارقا شاسعا في الـ 24 سنة الماضية”.

وأبرز فرانو، أن “هناك مثالا آخر جد مهم، اليوم بنية الاقتصاد الوطني مختلفة على ما كان عليه في التسعينات، اليوم الاقتصاد يبنى على ما يسمى بالصناعات التحويلية، السيارات، الأغذية، في قطع غيار الطائرات، وأيضا القطاع الطاقي الذي سيدخل فيما يخص القيمة المضافة الوطنية. هناك عدة تغييرات”.

واسترسل المتدخل ذاته، أنه حتى “القطاع الفلاحي الذي كان أساسا لما يسمى بالتنمية في المغرب، بات متجاوزا الآن، ولا يحدد فقط سوى 15 إلى 16 في المائة من الناتج الداخلي الخام”، مشيراص إلى أن معدل الدخل الوطني في المغرب، ارتفاع في الـ 24 سنة الماضية، أو ما يسمى بـ”الزمن الأميري”.

وذكر فرانو، أن دخل المواطن المغربي في الستينات، الشهري، كان “أقل من 50 دولاراً، اليوم الدخل الشهري يناهز 5000 درهم، وفق أرقام المندوبية السامية للتخطيط، وهي قفزة نوعية”، كما أن الناتج الداخلي الخام، ارتفاع 3 مرات بين سنتي 1999 و2023، وهي أيضا قفزة نوعية، حسب أستاذ الاقتصاد.

وتابع أن المغرب نجح في التموقع الآن، “في عدة قطاعات كقوة اقتصادية ضاربة، نعطي مثالا هو ميناء طنجة المتوسط، الذي يعتبر الأول في إفريقيا، كما أنه أزاح عدة موانئ منافسة في البرتغال وإسبانيا”، مضيفاً: “يعني أن الاقتصاد الوطني وصل إلى مرحلة النضج، ووصل لقطاعات حيوية يمكن أن تكون دافعة”.

في ظل هذا الأمر، هناك إشكال كبير، وهو الرأس المال البشري، و”جلالة الملك حين تحدث عن الجدية، فكان يتحدث عن الرأس المال البشري، والموجهود الأكبر اليوم مرتبط بالرأس المال البشري، وحتى تقرير بنك المغرب الذي قدمه بين يدي الملك، تضمن نقطتين أساسيتين الأولى تخص الرأس المال البشري المرتبط بالتعليم، والثانية تتعلق بالمشروع الملكي للحماية الاجتماعية”.

واعتبر فرانو، أن الحديث عن الجدية مرتبط بـ”كيف يمكن للمواطن المغربي أو الصانع التقليدي أو الفلاح أن يقوم بعمله لكي ينظر بجدية إلى ما سيكون في المستقبل بالنسبة للمواطنين”.

أما القراءة الثانية حسب فرانو، فهي أن “الملك أراد أن يقول بشكل مباشر، إن هناك مصيرا مشتركا بالنسبة للمغاربة، لذلك لابد من الجدية في التعامل مع جميع الأوراش وجميع القطاعات، والجدية ليست فقط مرتبطة بالسياسات العمومية والسياسات التي تقوم بها الحكومة، بل هي مرتبطة بأصغر فرد في المجتمع إلى أكبر فرد”، مؤكداً على أنه إن “كانت هناك جدية فسيكون هناك نجاعة اقتصادية، وستتيح لنا القفزة بإنتاجيتنا وبالقيمة المضافة”.

وأردف أستاذ الاقتصاد، أن “الأمور واضحة بالنسبة للاقتصاد الوطني، أولا تسريع تنزيل المشروع الملكي للحماية الاجتماعية، لأنه الوحيد الذي يمكن أن يتيح للمغاربة خصوصا الأسر الفقيرة والهشة، القدرة على استحمال الصدمات القادمة، ونحن نعلم كاقتصاديين أن نسبة تواجد الصدمات جد كبيرة”.

شارك المقال
  • تم النسخ
المقال التالي