قال الطيب أعيس، الخبير المالي والاقتصادي، ورئيس جمعية أمل للمقاولات، إنّ الصراع الدائر اليوم بين المغرب وجبهة الإنفصال ومن يُساندها ويواليها، ليس بنزاع إقتصادي أو سياسي، بل هو قضية تحرير و استكمال الوحدة الترابية المغربية بمنطق الإقتصاد والإجتماع والثقافة والدين والتاريخ والجغرافيا.
وأضاف الخبير المالي، في حديث مع موقع “بناصا” الإلكتروني، أنّ الصّحراء هي “قضية وجود” بالنسبة للمغرب، أما أعداء الوحدة الترابية المغربية فلهم مبررات ودوافع ومسببات قد تحركهم، وقد يكون الجانب الإقتصادي واحدا من بين تلك المبررات والدوافع، أما بالنسبة للمغرب فالجانب الاقتصادي جزئية بسيطة، فالأرقام تبين باليقين أن ما استثمره المغرب في صحراءه يفوق ما فوقها وتحتها، وهذا طبيعي لأنه يبني بلده و أرضه أوكما يقال “من يحب لا يحسب”، وفق تعبيره.
وأوضح الطيب أعيس، أنّ خصوم المغرب لهم أهداف أيديولوجية تحركهم، لأن مشكل الصحراء بدأ بعد استرجاع المغرب لأراضيه وليس قبل، إذ لم يطالب أحد من قبل سنة 1974 بالصحراء، سواء تعلق الأمر بالجيران أو جبهة الانفصال، إلا المغرب، ويوم استرجعها ظهر المشكل، وذلك في إطار الحرب الباردة بين معسكر الشرق والغرب (الإتحاد السوفياتي سابقا وأمريكا)، إذ أنّ المغرب كان محسوبا على المعسكر الغربي الأوروبي الأمريكي، والجيران كانوا تابعين للمعسكر السوفياتي، وهذا يبين لماذا تدخلت كل من كوبا وأنغولا و غيرها سياسيا و عسكريا ضد المغرب.
واسترسل المتحدث ذاته، أنّه بعد انهيار الإتحاد السوفياتي ومعه الدول الحليفة ظل الجار يحرك خيوط القضية، ولا شك أن الجانب الإقتصادي له دور في هذا العداء الغريب، لكن المحرك السياسي الداخلي يفوق ما هو اقتصادي، إذ أنّ العقلية العسكرتارية دائما ما تحاول خلق عدو خارجي لتغطية الإخفاقات الداخلية للبلاد.
اقتصاديا، يضيف الطيب أعيس، فإن حل هذه القضية يكمن في بناء المغرب العربي الكبير وربط البلدان الخمس بشبكات من الطرق السيارة والسكك الحديدية شمالا وجنوبا وشرقا وغربا بحيث نوفر منافذ بحرية أطلسية لجيران الشرق، فالمغرب دولة مفتوحة تتوفر على واجهتين بحريتين على المحيط الأطلسي والبحر الأبيض المتوسط تمتد على طول 3500 كلم.
وشدد أعيس، على أن التكامل الإقتصادي بين دول المغرب العربي الكبير، سيمكن هذه الدول من بناء سوق كبير له إشعاع عالمي، وبالتالي من بناء نسيج إقتصادي وصناعي وتجاري متين يستوعب ملايين الشباب العاطل في الدول الخمسة، وسيزيد من رفع النمو الاقتصادي بثلاث نقاط في هذا التجمع الاقتصادي، وهناك أصوات من داخل دول الجوار، من مثقفين وإعلاميين وسياسيين يقولون إن المنطقة ضيعت الكثير من الفرص والأموال في صراع عبثي لا معنى له.
وأردف الخبير المالي والإقتصادي، أنه ورغم الثروات النفطية والغازية التي تتوفر عليها الجارة الجزائر، فإن البنى التحتية لا يمكن مقارنتها بالمغرب الذي طور بنياته التحتية والعمرانية وجوّد مناخ الأعمال رغم شح الإمكانيات المادية.
وأشار المتحدث ذاته، إلى أن المدن الصحراوية المغربية تشهد ازدهارا ملحوظا، نظير العيون التي تتوفر على بنية تحتية قوية، وخدمات ذات جودة عالية، كما تتوفر على أكبر مكتبة في إفريقيا، وعلى القاعات الرياضية المتميزة، وعلى 45 ملعب قرب في مستوى عالي، كما أنّ ميناء الداخلة يشهد طفرة نوعية، وسيعادل قريبا ميناء طنجة المتوسطي، الذي يعتبر من الموانئ العالمية الكبرى.
تعليقات الزوار ( 0 )