شارك المقال
  • تم النسخ

“حَملة التلْقيح”.. هل يَطوي المغرب صَفحة فيروس “كُورونا”؟

تَجري الاستعدادات بالمغرب، على قدم وساق من أجل طيّ صفحة فيروس “كورونا” الجديد، بإطلاق حملة مكثفة للتلقيح خلال الأسبوع المقبل، وذلك بالتزامن مع الارتفاع المتزايد في الإصابات والوفيات والحالات الخطرة المسجلة في البلاد منذ شهر غشت الماضي.

ويطمح المغرب إلى تحقيق مكاسب مُنتظرة من التلقيح الموسع ضد كوفيد 19، ووضع حد للمرحلة الحادة منه، وإعادة الحياة الإجتماعية والاقتصادية إلى حالتها الطبيعية بعد أن تعطلت وتضررت مجموعة من القطاعات الحيوية.

وفي هذا الإطار، قال الدكتور الطيب حمضي، طبيب وباحث في السياسات والنظم الصحية، في تصريح أدلى به لجريدة “بناصا”، إن من شأن عملية التطعيم هذه، أن تحمي صحة وحياة المستفيدين من التلقيح ضد الإصابة بكوفيد، وخفض الوفيات والحالات الخطرة، علاوة على تمكين المنظومة الصحية والأطر الطبية من العودة لمهامهم العادية.

وأوضح الطيب حمضي، أن التلقيح قد يخلق مناعة جماعية تحد من انتشار الوباء  ووقفه، وبالتالي حماية كل المواطنين بما في ذلك اللذين لم يتمكنوا من التلقيح بسبب ظروفهم الصحية أو المناعية، أو ضعف استجابة مناعتهم للتطعيم.

وأضاف الباحث في النظم الصحية، أنه من الناحية الاقتصادية، سيتمكن المغرب من إعادة فتح اقتصاده في مختلف قطاعاته، وستفتح المدارس بشكل كامل، وستعود الحياة إلى طبيعتها، وفتح المدارس بشكل كامل، كما ستتمكن الأسر الفقيرة من البحث عن قوت يومها بشكا طبيعي.

وتابع المتحدث ذاته، أن المغرب وقع اتفاقيتي شراكة مع المختبر الصيني سينوفارم (CNBG) في مجال التجارب السريرية حول اللقاح المضاد. كما أجرى مفاوضات مع معامل “فايزر”، و”استرازيميكا”، و”كازينا بايو” الدوائية للحصول على كميات كافية من المصل الواقي من فيروس كورونا حتى تتمكن من توفيره لكل المواطنين.

واسترسل الطيب حمضي، أن المغرب سيكون من أوائل الدول عالميا التي ستلقح وتحمي ساكنتها وتفتح اقتصادها مبكرا وبشكل واسع، فيما لن تتمكن العديد من الدول من الوصول الى اللقاح إلا بعد عدة أشهر وبكميات قليلة.

وأكد المصدر ذاته، أنه بفعل السباق العالمي المحموم نحو اللقاح. مند شهر غشت تعاقدت الدول الغنية التي تأوي 13% فقط من سكان العالم لشراء مسبق لأزيد من 50% من اللقاحات التي كانت تحت الدرس، بينما يتموقع المغرب اليوم ضمن الأوائل من هده الكوكبة بفضل الإشراف الملكي المباشر على الملف، والخطوات الاستراتيجية والبعيدة النظر التي أقبل عليها جلالته، وأهمها التعاقد مع العملاق الصيني.

وشدد الطيب حمضي، على أن وزارة الصحة، وضعت استراتيجية وطنية للتلقيح، وفق الإرشادات العلمية وحسب الحالة الوبائية، ووضعت تنظيما تراتبيا للفئات المستهدفة نظير المهنيون الصحيون والمهن المتواجدة في الخطوط الأولى في مواجهة الجائحة، أطر التربية والتعليم، المسنون، أصحاب الأمراض المزمنة، كأولوية الأولويات.

وأبرز الخبير في النظم الصحية، أنه في ظل التطور الوبائي لكوفيد 19 محليا وعالميا، وفي ظل المعطيات العلمية المتوفرة، فإن اللقاح يبقى الحل الوحيد لمحاصرة الوباء، والعودة للحياة الطبيعية بشكل آمن.

وتؤكد الدراسات، يردف الطيب حمضي، أن القضاء على الجائحة يتوقف على عنصرين أساسين، وهما وجود لقاح آمن وفعال بنسبة عالية، ومشاركة عالية للمواطنين في عملية التلقيح لضمان الحصول علة مناعة جماعية.

وكلما تأخر الوصول لهذه المناعة الجماعية كلما بقي الوباء منتشرا، والإصابات والوفيات تسجل، والحياة الإجتماعية والاقتصادية والمدرسية معلقة.

وأشار المصدر ذاته، إلى أنه كلما كان التنظيم محكما، والاستجابة عالية وسريعة، كلما تراجع الوباء وانخفضت الإصابات وتراجعت الحالات الخطرة والوفيات اليومية، واستأنفت الدورة الاقتصادية، وأنشطة الأسر حياتهما الطبيعية، وفتحت المدرسة أبوابها امام الجميع.

وفي انتظار ذلك علينا أن نلتزم بالإجراءات الحاجزية من كمامات وتطهير وتباعد وتجنب الازدحام وتهوية الأماكن المغلقة وتجنب التنقلات الغير الضرورية، حتى الوصول للنتائج المتوخاة خلال الشهر القليلة المقبلة.

شارك المقال
  • تم النسخ
المقال التالي