يعتبر المغرب من البلدان التي تعرف تساقطا للنيازك بشكل مستمر، حيث سَجلتْ المملكة منذ أول اكتشاف نيزكي سنة 1937، ما يزيد عن 946 سقوطا موثقاً، وفق دراسة علمية أجراها عبد الرحمن إيهي في 2013، ما جعلها، وجهة مشهورة للعلماء المهتمين بأسرار الفضاء، والسماسرة الحالمين بالاغتناء.
الكاتبة ساندرين كورستمونت، تطرقت في مقال لها، نُشر على موقع “رحلة ما بعد السفر”، سنة 2017، إلى هواية البحث عن النيازك في المغرب، معتبرةً أنها صارت جزءاً من الثقافة الشعبية، خاصة في الأقاليم الجنوبية للمملكة، وذلك بعد الملاحظات التي وقفت عليها خلال زيارتها للمنطقة.
وأوضحت ساندرين، بأنه من ضمن الأسباب التي جعلت البحث عن النيازك، جزءاً من الثقافة الشعبية في جنوب المغرب، هو حرص عدد من الجمعيات، منذ سنة 2006، على تنظيم عدة أنشطة لإطلاع الناس على خصائص النيازك، الأمر الذي جعل المواطنين المحليين، خبراء في هذه الصخور والمعادن القادمة من الفضاء الخارجي.
وفي هذا السياق، أماط تحقيق صُحفي، أنجزته الصحافية المغربية، ومعدة الأفلام الوثائقية، إلهام الطالبي، ونشره موقع “اندبندنت عريبة”، يوم أمس السبت، اللثام عن تجارةِ النيازكِ في المملكة، والتي تجذبُ سماسرةً من مختلفِ أنحاءِ العالم، للبحث عن المعادن الثمينة، لدى السكان المحليين.
وكشف التحقيق، بأن السماسرة والمهربين، يعملون على شراء النيازك بأثمنة زهيدة من السكان المحليين جنوب المغرب، وبالخصوص إقليم طاطا، الذي يُعتبر من أكثر المناطق العالمية التي تشهد سقوطا سنويا للصخور السماوية، مستغلّين في ذلك غياب وعي المواطنين بقيمتهم الحقيقية، بهدف أن يعيدوا بيعها في متحاف عالمية بمبالغ خيالية.
ويعتبر الرّحل المغاربة، الذين يعيشون في الصحراء، أكثر الناس درايةً بأسرار النيازك، لأنهم “يتنقلون كثيرا، ولديهم نظرةٌ ثاقبةٌ إلى الصخور، وأيضا يتميزون بذاكرةٍ قوية، ما يؤهلهم لصيد النيازك”، وفق تصريح لجييد إبراهيم، رئيس جمعية “تزاكت”، لحماية البيئة والتنمية المستدامة بإقليم طاطا أوردته “اندبندنت عربية”.
وبخصوص عمليات الاحتيال التي يتعرض لها الرّحل من أجل بيع النيازك التي يعثرون عليها، قال جييد، وفق الصحيفة ذاتها:”هناك من باعوا كيلو غراماً من النيازك، مقابل حوالى 50 دولاراً للوسيط، ليُعاد بيعه بثمن خيالي إلى متحف عالمي”.
وحسب ذات المتحدث، فقد عرف المغرب سقوط نيزكٍ ثمينٍ جداً في السنوات الماضية، بِيعَ من طرفِ الرّحل، بـ 600 دولار للكيلوغرام لأحد السماسرة، الذي أعاد بيعه لمتحف إنجليزي، بأكثر من مليون دولار أمريكي لكلغ الواحد، الأمر الذي سبب اضطرابا عقليا لمن وجده بعد علمه بالأمر.
جدير بالذكر، أن المغرب عرف سقوط أغلى نيزك في العالم، سنة 2011، وهو حجر فضائي من كوكب المريخ، عُثر عليه نواحي مدينة طاطا، وبالضبط في تيسينت، وبيع ثمن خيالي لمتحف التاريخ الطبيعي في لندن، واعتبرته وكالة “ناسا”، بعد عام كامل من دراسته، بأنه خزّان معلومات مهم عن المريخ.
تعليقات الزوار ( 0 )