قبل انتخابات الثامن من شتنبر الماضي بيومين، والتي فاز على إثرها عزيز أخنوش، رئيس حزب التجمع الوطني للأحرار، برئاسة الحكومة، وجّه عبد الإله بنكيران، الأمين العام لحزب العدالة والتنمية ورئيس الحكومة المغربية الأسبق، انتقادات “لاذعة” لأخنوش الذي “جرى تحضيره ليكون رئيساً للحكومة دون أن يحظى بشخصية سياسية”. وفق تعبير بنكيران.
وأمام عدد من التحديات التي تعيشها تجربة عزيز أخنوش الحكومية، منذ تنصيبها في أكتوبر الماضي، باتت تصريحات بنكيران قبل الانتخابات، وفق متابعون، أكثر منطقية، خاصة بعد الاحتقان الذي يعيشه الشارع المغربي نتيجة فرض ما يسمى بـ”الجواز الصحي” والذي وُوجه برفض كبير، ثم تسقيف سن الولوج إلى مهنة التدريس، وآخرها معضلة غلاء الأسعار.
وتوقّع بنكيران، وفق هذه التصريحات، أن أخنوش سيفشل في تدبيره لعدد من القطاعات خاصة وأنه لا يتوفّر على ماضٍ سياسي وتجارب سياسية تمكّنه من تجاوز العقبات بثبات، مذكّرين بتساؤل بنكيران، خلال بث مباشر على صفحته على موقع “فايسبوك”: “شنو بغيتي غدا الدولة تلقا راسها فاص آفاص مع المجتمع نعاودو نرجعو لعشرين فبراير”.
قبل أن يستطرد متسائلا: “علاياش عوال؟ غتخلق الصمت غاتزمط المغاربة؟ راه المغاربة مكيتزمطوش، تقدر تدوخهم شي مرة ولكن راه غا ينوضولك.. هذا الكلام سابق لآوانه، خذ احتياطاتك”.
واستغرب بنكيران آنذاك، طرح عزيز أخنوش كمرشح أول لرئاسة الحكومة، بعد مقاطعة شعبية كبيرة لشركته للمحروقات سنة 2018، قائلا في هذا السياق: “أيها المغاربة، خذوا الاحتياط بخصوص من سيصبح غدا رئيس حكومتكم وأنتم تدلون بأصواتكم”.
وأبرز بنكيران أن منصب رئيس الحكومة، لا بد له من شخصية سياسية قوية وذات كاريزما، وأخنوش لا يتوفر عليها ولم يناضل في حزب سياسي وليس له تاريخ وماضٍ سياسي يؤهله لذلك، فزعيم الأحرار حسب بنكيران هو مجرد “رجل أعمال تحيط به شبهات، غرر به”. وهو الأمر الذي طُرح منذ تنصيب الحكومة الجديدة، والمتعلّق بالسياسة التواصلية “الضعيفة” وفق البعض.
وبالنسبة لبنكيران فإن أخنوش “ضعيف سياسيا، وعاجز عن الدفاع عن سياساته، وفي كل خرجاته يحدث كارثة سياسية، كما هو الشأن عند حديثه عن “تربية المغاربة”، مبرزا أن الدولة إذا أرادت أن تضرب فليست بحاجة لأخنوش، كما أن رئيس الحكومة ينبغي أن تكون له القدرة على الحديث للمواطنين”.
وأضاف: “أن تكون وزيرا لا مشكلة ولكن رئاسة الحكومة، تحتاج نوعا آخر من الناس، تحتاج سياسيين يتحملون المسؤولية، ولهم ماضيهم يدافع عنهم، وفاش يهضروا يسمعوا ليهوم الناس”.
تعليقات الزوار ( 0 )