قالت وزيرة التضامن والإدماج الاجتماعي والأسرة، عواطف حيار، السبت بالداخلة، إن المفهوم الجديد “جسر”، كآلية للتجديد الاجتماعي الأخضر والمبتكر، يروم إحداث جيل جديد من الخدمات الاجتماعية لفائدة الأسر والأشخاص في وضعية صعبة بجهة الداخلة – وادي الذهب.
وأضافت حيار، في عرض قدمته بمناسبة انعقاد اللقاء التشاوري الجهوي لإعداد استراتيجية القطب الاجتماعي 2021-2026 بالداخلة – وادي الذهب، أن المفهوم الجديد “جسر” يشكل تجربة نموذجية تهدف إلى تقريب وتجويد الخدمات المقدمة للمواطنين، من خلال إعادة تأهيل المراكز الاجتماعية على مستوى الجهة.
وأبرزت أن مفهوم “جسر”، الذي يرتكز على التقائية العديد من الخدمات الاجتماعية، يعد لبنة مشتركة ما بين جميع مراكز التعاون الوطني في الفترة الأولى بفضل الرقمنة، التي ستتوصل بجميع الخدمات المتوفرة في الفضاء الرقمي، والتي توفر خدمات الاستقبال والاستماع والتوجيه وكذا الإدماج في عدة مسارات.
وأضافت أن كل مستفيد من هذه المراكز سيتم تشخيص وضعيته وإدماجه في مسار للتكوين عبر وحدات إشهادية وورشات لتحديد مشروعه المهني وإمكانية ادماجه في المجتمع، وذلك في إطار التقائية بين جميع الفاعلين، ومن بينهم الجهة، باعتبارها شريكا مهما وأساسيا، بالإضافة إلى قطاعات السياحة والشباب والتربية والصحة.
وأشارت إلى أن الأمر يتعلق برؤية ومقاربة جديدة تكرس الالتقائية بين جميع الفاعلين، كما تعتمد آليات جديدة كالرقمنة وتعميم التكوين والإدماج الاجتماعي والاقتصادي، لافتة إلى أنه ستكون هناك مسارات في مراكز التعاون الوطني، والتقائية بين التعاون الوطني ووكالة التنمية الاجتماعية مع المتدخلين الآخرين.
وأكدت حيار أن هذه المقاربة الجديدة تعطي الأولوية للفاعلين المحليين، معتبرة أن كسب رهان التنمية المستدامة يظل رهينا بتشجيع الفاعلين المحليين وتثمين وتكوين العنصر البشري باعتباره رافعة أساسية للتنمية الاجتماعية.
وأكدت أن الهدف المتوخى يتمثل في استحضار الطابع المحلي والبعد الجهوي ضمن تصور الوزارة واستراتيجيتها بخصوص التضامن والتنمية الاجتماعية والإدماج الاجتماعي وتنمية ثقافة المساواة بين الجنسين وحماية الأسرة بكل ما تحمله كلمة الأسرة من معنى ومهام وانتظارات.
كما ترتكز هذه الرؤية، تضيف حيار، على اعتماد الرقمنة أسلوبا وآلية لتحسين الاستهداف وفعالية ونجاعة التدخلات في المجال الاجتماعي على جميع المستويات، بما في ذلك التكوين وتسهيل الولوج للمعلومة والحكامة الجيدة.
ويتم الإشراف على إعادة تهيئة المراكز الاجتماعية الحالية نحو المفهوم الجديد “جسر” من طرف وزارة التضامن والإدماج الاجتماعي والأسرة، بشراكة مع التعاون الوطني ووكالة التنمية الاجتماعية والمعهد الوطني للعمل الاجتماعي.
وتمنح هذه التجربة النموذجية مجموعة من الخدمات للفئة المستهدفة، مثل الخدمة الرقمية والابتكار الاجتماعي والحاضنة الاجتماعية والتكوين الموجه وتعزيز المهارات. وتتوفر هذه المراكز أيضا على مسارات تسهل الولوج للأشخاص في وضعية إعاقة، من خلال اقتراح فضاءات مخصصة للمساعدة والوساطة الاجتماعية.
وتميز هذا اللقاء بنقاش مفتوح مع الفعاليات الجهوية المعنية بالقطاع الاجتماعي والتضامني، ممن استعرضوا عددا من المشاكل والإكراهات التي يعرفها هذا المجال، داعين إلى صياغة استراتيجية جهوية وفق مقاربة تشاركية من أجل تحسين مستوى الخدمات الاجتماعية المقدمة للمواطنين.
وتشكل جهة الداخلة – وادي الذهب أولى محطات سلسلة اللقاءات التشاورية الجهوية حول استراتيجية 2021-2026 لقطاع التضامن والإدماج الاجتماعي والأسرة والمؤسسات التابعة له.
وتأتي هذه المبادرة، التي أعطت انطلاقتها السيدة حيار، اليوم بالداخلة، في سياق إعداد استراتيجية القطب الاجتماعي الرامية إلى تنظيم لقاءات تشاورية مع مختلف الفاعلين الترابيين على مستوى الجهات، وذلك خلال الفترة من 18 دجنبر 2021 إلى 15 يناير 2022.
وعرف اللقاء حضور والي جهة الداخلة – وادي الذهب عامل إقليم وادي الذهب لمين بنعمر، ورؤساء المجالس المنتخبة بالجهة، وأطر من وزارة التضامن والإدماج الاجتماعي والأسرة، وممثلي التعاون الوطني ووكالة التنمية الاجتماعية، وعدد من رؤساء المصالح الخارجية، وممثلي هيئات المجتمع المدني بالجهة.
تعليقات الزوار ( 0 )