Share
  • Link copied

“حملة التلقيح”.. كل ما تود معرفته عن اللقاح الصيني ضد “كورونا”

قال الدكتور الطيب حمضي، الطبيب والباحث في السياسات والنظم الصحية، إنّ المغرب تعاقد مع شركة سينوفارم لإجراء أبحاث المرحلة الثالثة على اللقاح من ضمن عدة بلدان أخرى، وتزويد المغرب بهده اللقاحات عند ثبوت سلامتها ونجاعتها، ونقل التكنولوجيا لإنتاج اللقاح بالمغرب.

وأوضح الطيب حمضي، في تصريح لجريدة “بناصا”، أنّ هذا اللقاح هو من نوع اللقاح الخامل Vaccin inactivé، وهي تقنية تقليدية أي مجربة كثيرا، وتقوم على الاستعانة بالفيروس المقتول، ولهذه التقنية تراكم كبير وسلامتها موثقة عبر عقود من الزمن، وهناك عدد كبير من اللقاحات المنتجة بهده الطريقة.

وأضاف الباحث في السياسات والنظم الصحية، أنّ الأبحاث أُجريت بالمغرب على 600 متطوع ولم تسجل أي آثار جانبية خطيرة، بل فقط آثاربسيطة معروفة ومتوقعة: حمى بسيطة وآلام خفيفة واحمرار في موقع أخذ اللقاح. وهي نفس الاثار الجانبية التي سجلت في الدول الأخرى.

وأظهرت دراسات المرحلة الأولى والثانية على هذا اللقاح والمنشورة في مجلة The Lancet درجة أمان وفعالية كبيرة. وهما خاصيتان تم تأكيدهما حسب المؤشرات الواردة من المرحلة الثالثة.

المصدر ذاته، أكد أنّ اليوم هناك أزيد من مليون صيني استفادوا من اللقاح بدرجة أمان وفعالية عاليتين جدا، كما استعمل على نطاق واسع بالإمارات العربية المتحدة. وستنشر النتائج النهائية بالمجلات العلمية كما هو معمول به، كما تتوصل الدول المعنية بالنتائج المؤقتة للدراسات قصد الاستعمال المستعجل.

وتابع، هذا اللقاح لا يحتاج لسلسلة تبريد خاصة بل فقط سلسلة تبريد عادية (ثلاجات عادية) التي تستعمل لحفظ اللقاحات الأخرى أي أقل من 8 درجات، بينما لقاح فايزرPfizer  يحتاج لتبريد أقل من 70 درجة تحت الصفر، لقاح موديرنا Moderna يحتاج لـ 20 درجة تحت الصفر.

الاستراتيجية الوطنية للتلقيح ضد كوفيد 19

وكشف الدكتور الطيب حمضي، أنّ الهدف من عملية التطعيم هو حماية صحة وحياة المستفيدين ضد الإصابة بكوفيد وخفض الوفيات والحالات الخطرة، حتى وقف الوباء، وتمكين المنظومة الصحية والأطر الطبية من العودة لمهامهم العادية.

وأوضح، أنّ خلق مناعة جماعية تحد من انتشار الوباء  ووقفه، وبالتالي حماية كل المواطنين بما في ذلك اللذين لم يتمكنوا من التلقيح بسبب ظروفهم الصحية أو المناعية، أو ضعف استجابة مناعتهم للتطعيم. أولئك اللذين لم تستجب مناعتهم بشكل كامل مع التمنيع. 

ومن شأن عملية التلقيح فتح اقتصاد البلاد بمختلف قطاعاته، وعدم تعطيل البحث عن لقمة العيش للأسر، وفتح المدارس بشكل كامل، والعودة لحياة اجتماعية طبيعية.

واسترسل المتحدث ذاته، أنّ المغرب تعاقد مع شركة سينوفارم الصينية، وكذلك مع شركة استرا زينيكا AstraZeneca  السويدية البريطانية التي تطور لقاحا بتعاون مع جامعة اوكسفورد. وهو في مفاوضات مع شركة فايزر Pfizer، ومع وجونسون اند جونسون Johnson & Johnson الأمريكيتين، وكانسينو Cansino  الصينية.

وسيكون المغرب من أوائل الدول عالميا التي ستلقح وتحمي ساكنتها وتفتح اقتصادها مبكرا وبشكل واسع، فيما لن تتمكن العديد من الدول من الوصول الى اللقاح الا بعد عدة أشهر وبكميات قليلة.

وبفعل السباق العالمي المحموم نحو اللقاح مند شهر غشت تعاقدت الدول الغنية التي تأوي 13% فقط من سكان العالم لشراء مسبق لأزيد من 50% من اللقاحات التي كانت تحت الدرس.

وأشار الدكتور الطيب حمضي، إلى أنه بينما يتموقع المغرب اليوم ضمن الأوائل من هده الكوكبة بفضل الاشراف الملكي المباشر على الملف، والخطوات الاستراتيجية والبعيدة النظر التي أقبل عليها، وأهمها التعاقد مع العملاق الصيني، فإن بلدنا ستشرع في استقبال اللقاحات واستعمالها بشكل مبكر جدا وبكميات مهمة.

وقد وضعت الاستراتيجية الوطنية للتلقيح، وفق الإرشادات العلمية وحسب الحالة الوبائية، تنظيما تراتبيا للفئات المستهدفة: المهنيون الصحيون والمهن المتواجدة في الخطوط الأولى في مواجهة الجائحة، أطر التربية والتعليم، المسنون، الامراض المزمنة، كأولوية الأولويات.

شرطان ضروريان للتخلص من الوباء: وجود لقاح آمن وفعال بنسبة عالية، ونسب تلقيح عالية.

الباحث في السياسات والنظم الصحية، شدّد على أنه في ظل التطور الوبائي لكوفيد 19 محليا وعالميا، وفي ظل المعطيات العلمية المتوفرة، فإن اللقاح يبقى الحل الوحيد لمحاصرة الوباء، والعودة للحياة الطبيعية بشكل آمن.

وتؤكد الدراسات أنّ القضاء على الجائحة يتوقف على عنصرين: وجود لقاح آمن وفعال بنسبة عالية، مشاركة عالية للمواطنين في عملية التلقيح لضمان الحصول على مناعة جماعية. وكلما تأخر الوصول لهده المناعة الجماعية كلما بقي الوباء منتشرا، والاصابات والوفيات تسجل، والحياة الاجتماعية والاقتصادية والمدرسية معلقة.

وكلما كان التنظيم محكما، والاستجابة عالية وسريعة، كلما تراجع الوباء وانخفضت الإصابات وتراجعت الحالات الخطرة والوفيات اليومية، واستأنفت الدورة الاقتصادية وأنشطة الأسر حياتهما الطبيعية، وفتحت المدرسة أبوابها أمام الجميع.

وأشار الدكتور الطيب حمضي، إلى أنه في انتظار ذلك علينا أنْ نلتزم بالإجراءات الحاجزية من كمامات وتطهير وتباعد وتجنب الازدحام وتهوية الأماكن المغلقة وتجنب التنقلات الغير الضرورية، حتى الوصول للنتائج المتوخاة خلال الشهر القليلة المقبلة.

Share
  • Link copied
المقال التالي