Share
  • Link copied

حطاب: كنت متخوفا من دور “مولاي أحمد” والمغاربة لا يحبون من يمثل عليهم

قال الممثل المغربي عزيز حطاب إن نجاح مسلسل “ياقوت وعنبر” عيد بالنسبة إليه ولكل من شارك في إنجازه، وهم يتلقوا تهان تزامنت مع عيد الفطر، بعد تعب واشتغال توج بفرحة كبيرة. مؤكدا أن هذا النجاح لم تكن معالمه مترسمة في أذهانهم أثناء التصوير، بل، وعلى النقيض من ذلك،  كان التخوف يداهمهم، وأملهم الوحيد هو أن يحظى المسلسل بإعجاب الجمهور.

وأضاف الفنان المغربي، في حواره مع جريدة “بناصا” أن  شخصية “مولاي حمد” كانت تمثل تحديا بالنسبة إليه للظهور بشكل جيد يعجب الجمهور،  لأنها  في البداية اتسمت بالصعوبة نظرا لتباعدها عن سماته المرتبطة بالعمر والشكل، الشيء الذي تطلب إضافة الأكسيسوار.

واعتبر أن الصدق مسألة أساسية يتئك عليها إنجاز أي عمل فني، مؤكدا أن سر تمكنه من تجسيد شخصية “مولاي حمد” بالطريقة التي ظهر بها في المسلسل راجع للصدق، لما له من دور مهم في إيصال الخطاب المتضمن في المشاهد، للجمهور بطريقة صادقة ومفهومة.

– حقق مسلسل ” ياقوت وعنبر ” الذي لعبت بطولته إلى جانب العديد من الوجوه المعروفة والشابة، نجاحا ملحوظا، ولقي إعجاب الجمهور المغربي. ما شعوركم؟

سؤال جميل، في الحقيقة بالنسبة لنا، جميع الممثلين الذين شاركوا في مسلسل ” الدنيا دوارة”، مع المخرج نفسه، وشركة الإنتاج والقناة، كما جمعنا إحساس بأننا سنقوم بمسلسل ياقوت وعنبر، سيشاهده جمهور القناة الأولى، الذي شاهد العمل السابق. ثم إن نجاح مسلسل “ياقوت وعنبر” هو عيد بالنسبة لنا، لأننا تلقينا التهاني تزامنا مع يوم عيد الفطر، صراحة هي فرحة كبيرة جدا، بعد تعب واشتغال الطاقم بأكمله، لأن نجاح هذا العمل يعود إلى كل من ساهم في إنجازه، بطبيعة الحال كتاب السيناريو، المخرج، ومساعدي المخرج…

– ذكرتم مسلسل ” الدنيا دوارة”، ونحن نعلم أن المدة الزمنية التي تفصله عن مسلسل ” ياقوت وعنبر ” سنة واحدة فقط.  فهل هذا كان عاملا لانسجامكم في العمل الثاني؟

أتفق معك، لأن مسلسل الدنيا دوارة كان في سنة 2019 وياقوت وعنبر في سنة 2020، فصلتهما سنة واحدة، وعلى الرغم من أننا شاركنا في أعمال أخرى، فالمجموعة جاءت بالطاقة عينها، من خلال بعض الممثلين، المخرج محمد نصرات، إدارة الإنتاج، وفي القناة الأولى التي لديها جمهورها.

 هل كانت لديكم ارتسامات بخصوص نجاح هذا المسلسل أثناء التصوير؟

بكل صدق، لم تكن لدينا أية ارتسامات بخصوص نجاحه أو عدم نجاحه، لأن أي عمل أثناء الاشتغال عليه لا يمكننا التكهن بنجاحه، وفي المقابل كنا أكثر تخوفا وأملنا الوحيد هو أن يحظى بإعجاب مماثل، مماثلا لما حققه مسلسل “الدنيا دوارة”، الذي كان يبث في حلقتين في الأسبوع، عكس “ياقوت وعنبر” الذي التقى به الجمهور المغربي خلال شهر رمضان، الذي يزداد فيه الممثلين تخوفا بخصوص الأعمال التي شاركوا فيها، لأن المسلسل عرض شهرا كاملا،  لكن الامتحان وكأنه في يوم واحد، لاسيما في ظل وجود إنتاجات كثيرة بمشاركة فنانين مغاربة كبار وهذا ما كان يشكل تخوفا بالنسبة لنا، ولكن الحمد لله المسلسل حظي بنجاح وافر.

–  طيب، الآن نمر لشخصية “مولاي حمد” التي لعبتها في المسلسل. وتميزت بالاتزان داخل الأحداث وقوة الحضور بين أفراد الأسرة. كيف استطعت تجسيد هذه الشخصية بثقلها وخطاباتها وحواراتها؟

في الحقيقة كانت صعبة في البداية، لأن الدور لم يكن من نصيبي منذ بادئ الأمر، والشخصية لديها 7 أبناء وللسن دور مهم في هذه الحال، الشيء الذي جعلني، آنذاك، لم أر بأنني قادرا على تجسيد هذه الشخصية عن طريق إضافة أشياء أخرى في الملامح كالأكسيسوار، وكما تعرف المغاربة لا يحبون من يمثل عليهم، وهذا ما شكل تخوفا بالنسبة لي. 

والفضل كله يرجع إلى طاقم القناة الأولى وشركة الإنتاج خاصة خالد النقري، الذين شجعوني للعب هذا الدور، رغم التخوف الذي سايرني وأنا أقول لهم إنه دور لا يناسب عمري ولا شكلي، لأن العمل تلفزيوني، عكس لو كنا في المسرح الذي يفتح أمامنا إمكانية إضافة الأكسيسوار، ولكن بعد ذلك، أصبح هذا الدور يشكل تحديا بالنسبة لي، خاصة بوجود المخرج محمد نصرات، الذي أعرف تاريخه في السينما العالمية بورزازات. كما كان لدي أيضا التحدي للظهور بشكل جيد، لكي لا أقلل من الممثل المغربي أو المدرسة المغربية في التمثيل.

كما كان لأبطال المسلسل الذين كانوا معنا وخريجي المعهد العالي للفن المسرحي والتنشيط الثقافي تحديا، وهو عامل يجعلك أن تخوض هذه المغامرة  بصدق كبير جدا، يحطم التخوفات الموجودة، لأقرر تجسيد هذه الشخصية، وأقول إذا وفقت فيها وأعجبت الجمهور سأستمر في العطاء، وإذا لم أوفق سيعطيني ذلك نفسا آخر، لأشتغل على الأفضل وبشكل جيد، هذه الثنائية سيطرت علي بشكل كبير أثناء التحضير.

– ذكرت كلمة ” الصدق”. في نظرك ما دور صدق الممثل في تشخيص دوره؟

الصدق مسألة أساسية سواء كان في العمل الفني أو في أي مجال كان. لأنه عندما يؤدي كل واحد واجبه بصدق كلما تقدم إلى الأمام، وهو الأمر الذي ينطبق على مسلسل “ياقوت وعنبر“، حيث كان كل واحد منا مسؤولا على ما يقوم به أثناء الاشتغال  ويتحمل مسؤوليته إذا خطأ، لأن عملنا مثل الطائرة عندما تريد الإقلاع تأخذ الإذن من الأفراد المشتغلين فيها. وبالتأكيد فالصدق لا يجب أن يكون في التمثيل فقط، بل حتى في الكتابة، الإخراج والإضاءة، فهو من بين الأساسيات التي يتئك عليها كل عمل.

إن التمثيل لا يمكن أن نقول عليه كذبة، ولكننا نكذب بصدق أثناء تجسيد الشخصية، التي تتطلب الإحساس بها وعيشها بصدق. لأنها إذا كانت كذلك  فمن المؤكد أنها ستصل الجمهور بصدق وسيوقولون آراءهم مثلما قالوا عن ياقوت وعنبر. رغم بعض الأخطاء التي رصدنها وعملنا على تجاوزها عندما كنا نشاهد من زاوية الجمهور، لكي نتمكن من كسبه، ومن تم فأي عمل سيعطى للجمهور يجب أن يتسم بالصدق لاسيما في ظل المنافسة، فالعمل بدون جمهور لا يساوي شيء، والمتلقي عندما يشاهد العمل الجيد أكيد سيساندك وسيستمر في مشاهدك.

– النظرة الجمالية بين اللمسة الإخراجية وأداء الممثلين. إذا طرحنا سؤال: إلى ماذا يعود ذلك في مسلسل؟

 المخرج نصرات مر من تجربة عالمية وسبق له المشاركة  في أعمال كبيرة بورزازات، والحمدلله هذا جاء نتيجة للأعمال التي تتميز بمستوى فني عال. علما أن نصرات لا يشتغل بدون “إعداد”، هذا يعني أن المناداة على الفنانين وبداية التصوير لاتتم مباشرة  بعد كتابة السيناريو. مسألة الإعداد والتحضير كانت حاضرة بقوة أثناء عمل ياقوت وعنبر، بحيث أخذنا ما بين 3 و 4 أسابيع للتحضير، لكافة المشتغلين، كل حسب دوره ومهامه، كقراءة النص، البحث في الديكور والاكسيسوار، والبحث عن مكان التصوير لكي لا يدوم طويلا، الشيء الذي جعل تصوير 30 حلقة في أيام متتالية.

فجميع عناصر التصوير كانت حاضرة، وهو ما نتمنى أن يعرفه المشتغلين بالميدان من مخرجين صاعدين وإدارات الإنتاج المستقبلية، فنجاح هذا المسلسل كان رهينا بالعمل الجدي، علما أنه بالإمكان المجيء بفنانين آخرين، ولكن لابد من التحضيرات، لما لها من دور مهم ينساق ضمن الجانب النفسي، لاسيما للمشتغلين الجدد الذين يحتاجون للتشجيع.

–  بالإضافة إلى الوجوه الكبيرة، شارك معك طاقم شاب من الممثلين. كيف كانت هذه التجربة؟ وكيف كان الاشتغال مع المخرج محمد نصرات؟

كانت جيدة، لأن خريجي المعهد العالي للفن المسرحي والتنشيط الثقافي أعرفهم، وحبهم للميدان جعل الأمور سلسلة أثناء التحضيرات. وبالنسبة للمخرج محمد نصرات، فإن الأعمال السابقة التي جمعتني به، جعلتني أكثر احتكاكا ومعرفة بالشخصية التي تم إسنادها إلي، الشيء الذي أدى إلى تفاهم في مدة قصيرة. كما توجد بيننا الثقة المتبادلة، حيث إنه يثق بقدراتي في التشخيص وأنا أثق بكفاءته في تحويل الحوارات إلى مشاهد متحركة. بالإضافة إلى دوره الفعال في طريقة حديثه مع الممثلين التي لعبت دورا مهما، علاوة على دوره الكبير في التعديل، الإضافة، أو الإزالة في المشاهد لتصبح أكثر تماشيا مع الشخوص والأحداث، باعتباره أول مشاهد للعمل.

– شكرا لك. فبعد أن قربت جريدة “بناصا” أكثرا، من كواليس وتحضيرات المسلسل الناجح “ياقوت وعنبر”.  نمر إلى جانب آخر  يهم الأزمة الراهنة التي يعيشها بلدنا المغرب والعالم بأكمله جراء فيروس كورونا المستجد. كيف يقضي عزيز حطاب فترة الحجر الصحي وما الأنشطة التي يزاولها؟

بداية الحجر الصحي تزامنت مع الأيام الأخيرة لتصوير “ياقوت وعنبر”، وكنت خائفا لدرجة لا تتصور عند دخولي للمنزل، لأن هناك عائلتي التي احترمت الحجر الصحي. وعليه فإنني الآن ملتزما بالحجر الصحي، منذ ذلك الحين، وأحاول أن أتابع مع أبنائي دروسهم لأن الحجر الصحي لا يعني نهاية الدراسة.

ويجب على الناس أن يعرفوا أهمية التدابير الاحترازية والوقائية التي اتجهت إليها بلادنا، لأن عدم التقيد بها يشكل خطرا على صحتهم وصحة عائلاتهم، في الوقت الذي توجد فيه العديد من الجهات في الصفوف الأولى، كالأمن والأطباء، الذين يبذلون مجهودات كبيرة لمواجهة الفيروس.

Share
  • Link copied
المقال التالي