يبدو أن صناع المحتوى على شبكة الويب باتوا رقما صعب التجاوز على شبكة الإنترنت، بفعل ما ينتجونه ويبثونه من محتوى أذكى الكثير من النقاش وسط شبكات التواصل الاجتماعي وخاصة “فايسبوك” الأمر الذي أصبح يهدد القنوات العمومية الرسمية. ولإن كان بعض المتابعين يعتبرون أن المنافسة بين منتجي المحتوى والصحافة المرئية الرسمية لم تبدأ بعد فإن آخرين يعتبرون أن التنافس سيشمل كل الصحافة وأن انطلاقته لن تتأخر.
ويبدو أن دفعة كبيرة اكتسبها منتجو الويب على قنواتهم على “يوتيوب” وعلى مواقع التواصل الاجتماعي، بإقدام أحد أبرزهم وهو مصطفى الفكاك الملقب بـ”سوينغا” باستضافة فؤاد يازوع السفير المدير العام بوزارة الخارجية المغربية للحديث عن وضعية المهاجرين المغاربة العالم العالقين بدول أجنبية والذين يزيد عددهم عن 28 ألف شخص. بعدها حقق “سوينغا” سبقا بتسريبه مقتطفات من قانون 20-22، المتعلق بشبكات البث المفتوح والذي أطلق عليه قانون تكميم الأفواه.
وساهم هذا التسريب في إطلاق حملة قوية على فايسبوك أرغمت حكومة العثماني على تأجيل طرح الموضوع، وخلقت أزمة داخل حزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية.
وخلق الحوار مع إطار الخارجية المغربية جدلا بين صحافيين مغاربة بين رافض لهذا السبق إذ اعتبره صحفي “كارثة” و”إهانة حقيقية في حق كل المنتمين للمهنة” بينما شكر صحفيون لصناع المحتوى صنيعهم وسبقهم، واعتبروا العيب في الصحافيين أنفسهم.
وبدوره رأى اسماعيل عزام في تصريح لوكالة أناضول التركية أن “الانتقاد الذي طال صناع المحتوى من طرف بعض الصحفيين، لم يكن في محله، لأن مهام الصحافة التقليدية لم تعد حكرا على الصحفيين”.
نفس المنحى سار فيه الناشط الفايسبوكي كريم خانخام في حديث لنفس الوكالة بقوله “حصول سوينغا على تصريح من مسؤول رسمي بوزارة الخارجية هو اعتراف ضمني بتأثير المحتوى الذي يقدمه على رواد مواقع التواصل الاجتماعي”.
أما محمد العوني رئيس “منظمة حريات الإعلام والتعبير” فيرى أن هناك خلط ما بين العمل الإعلامي، الذي يقوم به الإعلاميون، والعمل التواصلي الذي يقوم به صناع المحتوى. وأن لكل ضوابطه خاصة العمل الصحفي الذي يفرض المرور من مسار تدريبي ومهني.
تعليقات الزوار ( 0 )